
محمد صالح
عندما اشترى الرئيس رفيق الحريري عقار كفرفالوس في سبيعنات القرن الماضي.. كان العقار الاضخم والاكبر التي تنتقل ملكيته من اشخاص مسيحيين الى مسلمين في منطقة قضاء جزين .
وعندما شرع في بنائه استدعى شركات فرنسية وبخبرات اعمارية عالمية ساهمت بانجازه بسرعة قياسية من خلال العمالة المحلية .
وعند افتتاحه في مطلع 1980 كمستشفى جامعي طبي وجامعة تعليمية باشراف الجامعة اليسوعية في بيروت و مدرسة "صيدا الجديدة".. وغيرها من انشاءات ومباني وملاعب وحدائق ارتبطت به.. كان افتتاحا ضخما باهرا يوازي حجم الغايات التي شيد لها "مجمع كفرفالوس الجامعي والطبي والتعليمي".
ولكن ...باختصار فان عقار كفرفالوس , انطلاقا من الساعات الماضية بات في عهدة وملكية اخرين, وبانتقال ملكية هذا العقار.. فانها تعني نهاية قضية وحلم ومشروع حلم به يوما الرئيس الشهيد رفيق الحريري لهذه المنطقة وشرع في تنفيذه حتى ابصر النور في ثمانينات القرن الماضي ليكون مركز استقطاب ووصل بين صيدا وجزين والجنوب البقاع الغربي والشوف..
وبالرغم من كل ما قيل وكل ما سيقال وبالرغم من كل التبريرات والذرائع التي ستعطى او الدفوع التي ستقدم مع او ضد هذه الخطوة لإنتقال ملكية عقار كفرفالوس بالاقسام الاهم منه والاكبر والاكثر دلالة ورمزية الى اخرين .. فان هذا يعني القضاء على المشروع وعلى القضية وعلى الحلم ايضا ؟.. الذي سعى اليه الشهيد رفيق الحريري بالرغم مما سيقال بان الحرب والاجتياح الاسرائيلي هما السبب وصولا الى التهجير وان العقار مهجور والمباني والانشاءات باتت عبارة عن هياكل ضخمة ولكن ينقصها كل شيء , وان ورثة هذا العقار من ابناء الحريري لا يقيمون في لبنان ..
..لذا عملية بيع هذه الاقسام من عقار كفرفالوس في شرق صيدا (قضاء جزين) تركت اسئلة عديدة لدى الصيداويين لان له وضعية خاصة .. فهو ليس قطعة ارض فحسب , ولا كأي عقار يباع ويشرى من اي شخص ولاي شخص لبناني في اية منطقة لبنانية طالما القانون اللبناني يسمح بذلك.
بل ان وضعيته الخاصة تاتي نظرا لما يمثله "مجمع كفرفالوس الجامعي والطبي والتعليمي". وبما كان عليه من رمزية مادية ومعنوية وتاريخية ارتبطت باسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانجازاته ودعمه المطلق للتعليم الجامعي والتربوي والثقافي .. ونظرا لما كان يخطط لهذا العقار والمباني الضخمة التي شيدت عليه ان كانت جامعية تربوية تعليمية او مستشفى جامعي اومدرسة ابتدائية وثانوية اعطيت في حينه اسم " صيدا الجديدة" وغير ذلك .. من ان تكون صروحا مفتوحة لكل ابناء لبنان والعالم العربي وليس هذه المنطقة فحسب ..
وانطلاقا من الايام القليلة المقبلة فان العقار بما يمثل من إرث ارتبط اسمه بالرئيس الشهيد رفيق الحريري ..قد بات من الماضي بعد ان انتقلت ملكيته من آل الحريري وتحديدا من ورثة الشهيد رفيق الحريري إلى الرهبانية والمؤسسة المارونية للانتشار واشخاص من ابناء منطقة قضاء جزين بمباركة وسعي من البطريركية المارونية وبرعاية رئيس الجمهورية ميشال عون وبمواكبة من الرئيس سعد الحريري ..
واخيرا فان انتقال ملكية هذا العقار في كفرفالوس من مسلمين الى مسيحيين اي الى البطريركية المارونية والى من سعى لشرائه من ابناء منطقة قضاء جزين ..قد وضع حدا للسعير الطائفي الذي افتعل يوما وارتبط بهذا العقار.. كما اعتبر من قبل بعض الجهات الفاعلة في جزين والقضاء بمثابة عودة هذه الارض الى اصحابها وابناء جلدتهم بعد عقود طويلة , وهي خطوة ربما تشجع اخرين من ابناء الطائفة المسيحية على عدم الاستمرار في بيع اراضيهم في هذه المنطقة لا بل شراء عقارات من قبل المليئين ماليا, كما تحفزّ على البقاء في منطقتهم والعمل فيها خاصة ان الجهات التي اشترت العقار وعدت باعادة افتتاحه وتشغيله من جديد وخلق فرص عمل لابناء المنطقة ؟!.


