محمد صالح
اعطت نسبة اقتراع الموظفين في لبنان التي وصلت الى 84 % مؤشرا كبيرا عن الاحتمالات المتوقعة لنسبة اقتراع عموم الشعب اللبناني على بعد توقيت يحسب بالساعات يفصلنا عن "الاحد الحاسم" في 15 ايار.. موعد اجراء الانتخابات النيابية .
هذه الانتخابات ستحدد مصير الجمهورية اللبنانية للاعوام المقبلة , وترسم خريطة طريق المسارات والخيارات العامة للشعب اللبناني وصولا الى تحديد الموقع السياسي للبنان عربيا واقليميا ودوليا .
اذا كانت هذه هي طبيعة الانتخابات في لبنان.. فهي بالنسبة لعاصمة الجنوب صيدا التي وصلت نسبة اقتراع الموظفين في "قلم دائرة صيدا" الى اكثر من 77 % .. هي ايضا معركة حسم هوية المدينة كعاصمة للجنوب و"مركز القرار" على كافة الاصعدة ... حيث التنافس المحموم يدور حول مقعدين نيابيين.. يتقدم اليهما مرشحين كثر , لكل منهم خياراته الصيداوية والسياسية العامة التي انطلق منها راسما خريطة طريق لفوزه ونسج تحالفه الانتخابي بخطوات محسوبة بدقة حيث لم يعد هناك من مجال لأي خطأ في الحسابات .
مصادر متابعة تؤكد ان "نسبة الاقتراع يوم الاحد في 15 ايار في صيدا قد تتجاوز كل نسب الاقتراع في معظم المناطق اللبنانية وربما تكون اكبر نسبة على الاطلاق".
وتشير المصادر الى "ان هذه الانتخابات بالنسبة للدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري هي انتخابات رسم خيارات صيدا السياسية وتحديد مرجعيتها بنفسها ومعهما وحولهما "مزاج صيداوي" لا يستهان به ابدا, بعد ان تمكنا من شد العصب الصيداوي واستنفار "البيئية الصيداوية" الى ابعد الحدود ..سعيا لتشيكل مرجعية المدينة بعيدا عن "احزاب السلطة" ولاعلان "قرار المدينة المستقل" في كل التوجهات المقبلة .. فهل ينجحا في ذلك ؟.
تتابع المصادر .. اما "بالنسبة للمهندس نبيل الزعتري فهي معركة اثبات قوة الوجود السياسي والانمائي والاجتماعي والتأثير والحضور في التركيبة الصيداوية ومعه بيئة ومزاج صيداوي لا يستهان بهما ايضا ,وترشحه نابع من استقلالية يتمتع بها وترافقه في كل مواقفه في المدينة , منطلقا من خريطة طريق مبنية على كسر احتكار التمثيل السياسي لصيدا ,متطلعا الى تكريس نهج الانفتاح والاعتدال الصيداوي الذي قامت عليه المدينة في كل تاريخها القديم والحديث , هذه هي خيارات الزعتري التي انطلق منها منذ اللحظة الاولى لترشحه" . فهل ينجح في ذلك ؟.
اما بالنسبة للمهندس يوسف النقيب , فتلفت المصادر الى انها "معركة حفظ إرث وتركة الحريرية السياسية.. بالرغم مما تعرض ويتعرض له من حملات وانتقادات من الاقربين قبل الابعدين متعلقة بخياراته التحالفية وغيرها من قضايا البيت الداخلي ؟.. ورغم كل ذلك يخوض المعركة دون اي التفات الى الوراء, ساعيا للفوز وليس تسجيل موقف فقط.. لتبدأ بعدها مرحلة تسديد الحسابات ورد الآمانات لأصحابها" . فهل سينجح في ذلك ؟.
انتخابات صيدا لن تدور رحاها بين "الاقوياء الاربعة" الدكتور سعد والدكتور البزري والمهندس الزعتري والمهندس النقيب فقط.. هي ايضا "لإثبات وجود المرشحين المحسوبين على "انتفاضة 17 تشرين" وصوت الشباب الصيداوي الذي انخرط في هذه الانتفاضة ناقما على كل الطبقة السياسية منتظرا الوقت لتسديد الحساب والكشف عن حجمه في صناديق الاقتراع.. وجاء الوقت ليقول كلمته في صيدا بمرشحين محسوبين على الانتفاضة بعيدا عن اي مرشح اخر".
لكنها ايضا وفق المصادر "معركة صوت "الجماعة الاسلامية" حيث المعطيات تؤكد خيارهم بدعم المهندس النقيب.. بالرغم من بيان النفي الصادر عن "الجماعة" لأي تفاهم أو اتفاق انتخابي مع "القوات اللبنانية"... ورغم ذلك يوجد التباس في المدينة حول موقف "الجماعة" الانتخابي".
وتشدد المصادر على انه "ليس من المجدي ابدا الان الدخول في "بازار" حظوظ اي من المرشحين بين رابح او خاسر .. فمعركة صيدا التي وصفت ب"ام المعارك" في لبنان توحي من جهة بانها شبه منتهية ومعروف من سيربح فيها.. ومن جهة اخرى توحي بانها ما زالت غامضة ولا شيء محسوما ابدا حتى بالنسبة للمرشحين "الاقوياء" انفسهم ومن يدور في فلكهم ومازالوا منشغلين بهّم الانتخابات حتى الساعة ويعملون بكد وعناء دون كلل وعلى مدار الساعة.
وتخلص المصادر الى ان "كل النتائج مرتبطة بنسبة الاقتراع نظرا لحماوة انتخابات صيدا وحدتها.. وفي النهاية قد يكون مسار معركة صيدا مرتبط بحيز منه بجوانب تتعلق بموضوع "التحالف الانتخابي الوازن" في جزين خاصة ان نسبة اقتراع الموظفين في قلم جزين قد وصلت الى 83 % . او لجهة "الحاصل الانتخابي" و"الصوت التفضيلي "و"كسر الحواصل"... لذا انها معركة رسم خيارات المدينة .. وإثبات قوة الوجود السياسي ".