محمد صالح
لا يختلف اثنان في عاصمة الجنوب صيدا ان مرحلة التقارب الواضح بين السيدة بهية الحريري والنائب الدكتور اسامة سعد قد بدات تاخذ اشكالا وأبعادا من العلاقات الايجابية بين الطرفين لم تكن موجودة من قبل ولا في اية مرحلة من المراحل السابقة .
ويبدو ان هذا التقارب بين الطرفين قد تخطى وتجاوز الظروف الآنية التي استدعته وكان آخرها محطة الانتخابات النيابية التي اجريت في 15 ايار الماضي من العام الحالي وما رافقها من محطات كلامية عن "دعم انتخابي" وما الى ذلك ..
... وبالرغم من انه في الماضي كان هناك نوع من "الجمود السياسي" بين سعد والحريري في المدينة ..ولكن مع عدم بروز سجالات حامية وحادة بشكل مباشر بينهما باستثناء المواقف السياسية العامة المعروفة لكليهما والانتقادات التي كانت توجه من وقت لاخر وهي في اطار الشان العام ..حتى في المعارك الانتخابية في المدينة حيث يكون التنافس على اشده بين الحريري وسعد .. الا نها دائما كانت ضمن المقبول ولم تخرج عن حدود "الخصومة" اوتتجاوزها الى ما هو ابعد ..او انها خرجت يوما عن اللياقات في التخاطب السياسي وفقا للاعراف والادبيات المعمول بها ..
وبالرغم من ان العلاقات المباشرة بينهما كانت "شبه مجمدة" .. فإن الحريري كانت تردد دائما في السابق وما زالت ان النائب سعد "خصم شريف"..في نفس الوقت كانت تسجل "اختراقات"و"استثناءات" من قبل النائب سعد وذلك من خلال مشاركته في احتفالات او لقاءات طابعها تربوي او فولكلوري في المدينة وبعضها كان بدعوة وبرعاية الحريري.
وخلال الفترة السابقة هناك اكثر من طرف صيداوي وازن عمل على هذا التقارب ونجح.. وكان له ما اراد واكثر .. طبقا ووفقا لمقولة "لغاية في نفس يعقوب"؟ وقد تحقق المراد ..
والعلاقات الجيدة بين الحريري وسعد ظهرت بوضوح خلال الساعات الماضية في احتفال "ثانوية رفيق الحريري" في صيدا بتخريج دفعة العام 2022 .. وهي الدفعة الـ33 من خريجيها والذي يتزامن مع العام الأربعين لتأسيس الثانوية, حيث حضر النائب اسامة سعد الاحتفال وتابع تفاصيله , كما ان السيدة الحريري قد حرصت اشد الحرص على ان يكون مقعدها بجانب مقعد سعد وكان الود ثالثهما ...
هذا الضيف الذي يشارك في احتفالات تخريج طلاب ثانوية الحريري ربما للمرة الاولى منذ تاريخ تأسيس هذه الثانوية قد حمل اكثر من رسالة واكثر من دلاله و"اللبيب من الاشارة يفهم".
الاحتفال
وبالعودة الى وقائع الاحتفال التربوي ..فقد رعت رئيسة "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" السيدة بهية الحريري الاحتفال الذي اقامته "ثانوية رفيق الحريري" في صيدا بتخريج طلابها الذي يتزامن مع العام الأربعين لتأسيس الثانوية .
وقد حضر الاحتفال اضافة الى النائب سعد , الأستاذ علي عسيران " ، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ، قاضي صيدا الشرعي الشيخ رئيف عبد الله ، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود ، منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب الأستاذ مازن حشيشو ، رئيس مكتب مخابرات الجيش اللبناني في صيدا العقيد سعيد مشموشي ، العقيد خليل السعودي، رئيس منطقة الجنوب التربوية الأستاذ احمد صالح ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الأستاذ علي الشريف، رئيس رابطة الأطباء في صيدا الدكتور نزيه البزري، ومدراء وممثلو مؤسسات تربوية وأكاديمية ورئيسة لجنة الأهل السيدة مي حاسبيني حشيشو وأعضاء اللجنة، ورئيس جمعية خريجي الثانوية الأستاذ وسيم حنينة وأعضاء المجلس الإداري للجمعية وأهالي الخريجين .
الحريري
بعد دخول موكب الخريجين ، والنشيد الوطني اللبناني ، كانت كلمة ترحيب من عريف الحفل الطالب عبد الرحمن عمر الزعتري، ثم ألقت راعية الحفل السيدة بهية الحريري كلمة قالت فيها : انطلقت هذه الثانوية مع أسرتها التعليمية لتواجه آثار الحرب والإحتلال بالعلم والمعرفة والأخوّة والإنفتاح والولاء التام للدّولة الوطنية.. وتجديد عملية النّهوض والإنتظام..
وتابعت" يواجه عموم اللبنانيين تحديات متعاظمة وبالغة القسوة في أمور عديدة.. واهمها هو إستهداف العملية التربوية اللبنانية.. والتي تعتبر الميزة الوطنية الأهم في تكوين الشخصية الوطنية اللبنانية.. حيث تواجه المنظومة التربوية دقة الظروف المعيشية وانهيار المداخيل وضياع الودائع والمدخرات، حتى باتت تهدّد إستقرار وانتظام العملية التربوية.. اذ يواجه جسمها الإداري والتعليمي ومعهم كافة الأسر اللبنانية تحدّيات في الانتاج والدخل.. مما يجعلهم أمام خيارات ترك البلاد.. ويضاعف من الأزمات الوطنية بخسارة الكثير من الخبرات التربوية المميزة على مستوى كلّ لبنان.. وكلّ المراحل والإختصاصات. وإنّنا نتطلّع الى أن نتعاون جميعاً وخصوصاً الجهات المانحة والداعمة للعملية التربوية في لبنان لأن تكون الأولوية لتأمين استقرارالجسم التربوي اللبناني وتعزيز دخلهم لنكمل معاً هذه الرسالة الوطنية التي بدونها لا مستقبل ولا استقرار.. ".
وقالت الحريري " إنّنا اليوم نحتفل بتخريج دفعة جديدة من طالباتنا وطلابنا الذين عاشوا ظروفاً تربوية صعبة خلال السنوات الماضية نتيجة الظروف الوبائية التي فرضت علينا جميعاً أنماطاً إستثنائية في إدارة العملية التربوية.. وكيفية تأمين التّحصيل العملي الضروري.. وخصوصاً لطلاب السنوات الأخيرة الذين يتأهلون الآن للانتقال إلى مرحلة تربوية مغايرة.. تستدعي أن يكونوا قد أتمّوا برامجهم في المراحل السابقة.. وإنّنا نثني على جهود الإدارة والهيئة التعليمية. وهنا لا بدّ أن نبارك لبناتنا وأبنائنا ونهنئهم على نجاحهم وحسن انتظامهم رغم كلّ المعوقات التي واجهتهم في السنوات الماضية.. وإنّنا نتطلّع لأن نلتقي وإيّاهم خلال السنوات القادمة..".
وباركت الحريري "لكلّ العائلات بتخرج بناتهم وأبنائهم.. وإنّنا وإيّاهم سنبقى أسرة تربوية واحدة.. مؤمنين بمستقبل آمن.. ومستقر.. ومزدهر.. لكلّ أبناء لبنان".
المديرة أبو علفا
بعد ذلك تحدثت المديرة هبة أبو علفا وهبي توجهت الى الخريجين بالقول فقالت" انها بدايةُ مرحلةٍ جديدةٍ من التحدياتِ مرحلةُ الاستعدادِ للدّراسةِ الجامعيةِ ليكونَ أبناؤنا وبناتنُا أفرادًا مُستقّلينَ فاعلينَ في مجتمعاتِهم الصّغيرةِ والكبيرة، ولهذا حَرِصْنا في ثانويّةِ رفيقِ الحريري مُستوحين ومُستلهمين من الفلسفةِ التّــربويةِ والإنسانيةِ السبّاقةِ لمؤسّسِ هذا الصّرحِ الرّئيس الشّهيد رفيق الحريري، ويجب أن نخلصَ لوطنِنا ونؤمنَ بهِ ونحملَه في قلوبِنا ووجداننِا ،وأن نكونَ سفراء له أينما حلَلْنا، وأن نُبقيَهَ في خططِنا وإنجازاتِنا، نعم بهذا الأملِ، بهذه الرّوحِ الإيجابيةِ نحن قادرون على صُنعِ مستقبلِ الوطنِ الّذي نَحلُمُ به".
رئيسة لجنة الأهل
وكانت كلمة لرئيسة لجنة الأهل السيدة مي حاسبيني حشيشو التي توجهت الى السيدة الحريري بالقول "حضرة السيدة بهية الحريري رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة اعلم كم أن هذا اللقب عزيز على قلبك أعز من كل الألقاب السياسية، وأن عملك الانساني تقومين به من داخل او خارج العمل السياسي، و نحن نعلم أيضا مدى حرصك على استمرار هذه المؤسسة وبقاء المدرسة الرقم الصعب بين المدارس وذلك لسببين اولاً لانها تحمل اسم الرئيس الشهيد و ثانياً لأنك تضعفين امام التعليم.نتمنى لك دوام العافية كل التحية لك ولأسرة المدرسة وكل عام وانتم بخير".
وبعد كلمة رئيس جمعية متخرجي ثانوية رفيق الحريري الأستاذ وسيم حنينة متوجها الى الخريجين بالقول" انه أينما سيكون مستقبلكم، ستكونوا جزء لا يتجزأ من شبكة خريجي هذه الثانوية المنتشرين في كل العالم وفي أهم القطاعات. فلا تترددوا في التواصل معنا لأي سبب ستجدونا حاضرين".
بعد ذلك قام حنينة وأعضاء المجلس الاداري لجمعية خريجي الثانوية بتقديم درع تكريمي الى المديرة هبة أبو علفا وهبي بإسم الجمعية عربون شكر وتقدير، وتلى ذلك عرض فيديو عن صندوق دعم الطالب.
كلمة الخريجين
وبعد عرض فيديو عن الخريجين ، القى كلمة الدفعة الـ33 الخريج الطالب محمد مروان هاشم كلمة استهلها بالقول "أريد ان ابارك لكل رفاقي وأصدقاء عمري، لكل معلم ومعلمة كان لهم الفضل في تسيير مركب هذا العام الدراسي ، ولكل أم وأب ضحوا وسهروا الليالي لأجلنا . وقد تكون هذه اللحظات آخر لحظات نجتمع فيها معاً ، وهذا لا يعني انها النهاية ، بل بداية صفحة جديدة من كتاب مستقبلنا ، صفحة بيضاء سنخط عليها اجمل نجاحاتنا بإذن الله .
بعد ذلك قامت السيدة الحريري بمشاركة المديرة أبو علفا بتوزيع الشهادات على الخريجين والجوائز التقديرية على أوائل الدفعة .