كتبت "الجمهورية" التالي : يُغتال اللبنانيون يومياً لقمة عيشهم وأعمالهم وكراماتهم في ظل عجز السلطات والمنظومة السياسية على اختلاف تلاوينها عن تقديم المعالجات الناجعة للأزمات ما حَوّل البلاد دولة فاشلة متروكة لقدرها... في ظل عجزٍ رسمي وسياسي عن تأليف حكومة يعوّل عليها ان تنجز استحقاقات مصيرية بالنسبة الى مستقبل البلد المهدد بالانهيار الشامل، حيث تدور بين المعنيين خلافات حادّة تهدد بحصول فراغ حكومي يتبعه فراغ رئاسي في حال عدم تأليف حكومة جديدة وعدم انتخاب رئيس جمهورية جديد خلال المهلة الدستورية لهذا الانتخاب التي تبدأ مطلع ايلول وتنتهي في 31 تشرين الاول المقبلين حيث تنتهي ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
فيما لم تسجّل في عطلة عيد الاضحى المبارك اي تطورات ملموسة على جبهة التأليف الحكومي، يُنتظر ان تنشط الاتصالات بين المعنيين اليوم بعد عودة الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي من الخارج خلال الساعات المقبلة.
وتنتظر الاوساط المعنية ان ينعقد لقاء بين عون وميقاتي يكون الثالث بينهما منذ التكليف، وقالت انّ انعقاده سيكشف بطبيعة الحال ما وصلت اليه عملية تأليف الحكومة في ضوء التشكيلة الوزارية التي قدمها الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية في لقائهما الاول، والتي يفترض انها موضع تشاور واخذ ورد بينهما توصّلاً الى اتفاق عليها واصدار مرسوم تأليفها.
إتصالات ميقاتي - عون
وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» ان ما تردّد في الساعات الأخيرة الماضية حول ملف التأليف الحكومي ليس جديدا، وانّ ما قيل عن «اتصال أجراه الرئيس ميقاتي بالقصر الجمهوري طالباً موعداً للقاء الرئيس عون وانّ الجواب كان «دقيقتين ومنرِدّ خَبر»، ولكن حتى اللحظة لا يوجد رد على هذا الطلب»، هو مجرد سيناريو قديم يتجدد الحديث عنه كل فترة.
واضافت هذه المصادر ان هذه الرواية تكون قد ظهرت بُعَيد اللقاء الثاني بين عون وميقاتي عندما ابلغه رئيس الجمهورية يومها ما معناه «ان لم يكن هناك أي تطور نلتقي لاحقاً عندما يحصل هذا التطور وعندها اهلا وسهلا».
وقالت المصادر العليمة بأجواء بعبدا لـ«الجمهورية» انّ ميقاتي اتصل برئيس الجمهورية عشيّة عطلة عيد الاضحى وقبَيل مغادرته لبنان الى الخارج، وأبلغ اليه بعد ان تشاورا في عدد من القضايا المطروحة أنه سيمضي عطلة العيد خارج لبنان وعندما يعود يفترض ان يلتقيه، وبعدها تبادلا التهاني بالعيد.
وعلى هذه الوقائع بقيت الإتصالات بين عون ميقاتي عند هذه المعطيات في انتظار ان تتجدد عند عودة الرئيس المكلف من الخارج.
«التسريبات الخبيثة»
ووصفت مصادر ميقاتي هذه الرواية بأنها من «التسريبات الخبيثة» التي يعمّمها مقرّبون من رئيس الجمهورية، وقالت انّ «المُستغرب عدم نَفيها لدى الدوائر المعنية في الرئاسة، وان الواضح حتى الآن ان لا انفراجة حكومية مرتقبة بعد انتهاء عطلة الاضحى، وانّ الامور متوقفة عند تقديم ميقاتي تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية الذي «يأخذ وقته» في درسها. وبَدا واضحاً من الاجواء أنّ الحديث عن استحقاق رئاسة الجمهورية يتقدّم على استحقاق تأليف الحكومة، رغم أهمية إنجاز الملف الثاني.
عظام الحكومة
أبلغت اوساط قريبة من «التيار الوطني الحر» الى «الجمهورية» انّ «أسوأ ما يمكن أن يحصل هو ان تتسلّم صلاحيات رئيس الجمهورية، عندما تنتهي ولايته، حكومة مستقيلة تُصرّف الأعمال، اي كمَن يملأ الغياب بالفراغ».
وشددت هذه الاوساط على «أن تفادي هذا الاحتمال المُضر بالبلد يستوجِب التعجيل في تشكيل حكومة مكتملة المواصفات، محذّرة من انّ تَولّي حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية يشكل تعديلاً بل اعتداء على اتفاق الطائف».
واتهمت الاوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بأنه «ينحو في هذا الاتجاه ويريد ان يستغلّ غياب موقع الرئاسة، حين ينتهي عهد عون، حتى يعيد إحياء عظام حكومته وهي رميم». ونبّهت الى انه «اذا تولّت حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئيس في حال وقع الفراغ الرئاسي فستكون بالنسبة الينا في موضع «المشكوك فيها»، لأنّ تلك الصلاحيات يجب أن تنتقل الى حكومة أصيلة».
إطلالة لنصرالله اليوم
في هذه الاجواء يطلّ الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الثامنة والنصف مساء اليوم عبر قناة «المنار» حيث ينتظر ان يتحدث عن مجمل التطورات السياسية المحلية والاقليمية والدولية، ومن المتوقع ان يتحدث عن الملفات الداخلية المطروحة ولا سيما منها الملف الحكومي والاستحقاقات المتصلة به. كذلك ينتظر ان يتحدّث عن ملف ترسيم الحدود البحرية وحقوق لبنان الغازية والنفطية في ضوء الطائرات الثلاث المسيّرة التي اطلقها «حزب الله» فوق حقل «كاريش» قبل اكثر من 10 ايام وما تبعها من ردود فعل داخلية واسرائيلية ودولية.
قدرات الجيش البحرية
من جهة ثانية استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون أمس في مكتبه في اليرزة، قائد القوات البحرية في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال شارلز كوبر، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا ووفد مرافق. وجرى خلال اللقاء، البحث في علاقات التعاون بين جيشي البلدين، ولا سيما منها تطوير قدرات القوات البحرية في الجيش اللبناني.
موظفو المالية
وفي مجال آخر أعلن رؤساء الوحدات في مديرية المالية العامة، في بيان أمس، استمرارهم في الاضراب، وذلك «بعد الخطوات التصعيدية إثر الاجتماعات والمناقشات المتتالية والمستمرة والاضرابات التي نفّذها موظفو مديرية المالية العامة، مطالبين بالحد الادنى للعيش، في ظل استحالة تأمين حاجات عائلاتهم، نتيجة التدهور الكبير في رواتبهم»، وقرروا «عدم العودة الى العمل او حتى الحضور لمدة يومين الّا بعد تأمين الحد الادنى اللازم والفوري لدفع رواتب موظفي وزارة المالية، وفق معادلة 8000 ليرة لبنانية للدولار، والعمل على مساواة الموظفين لناحية تغطية كلفة التنقّل على اساس احتساب ليترات بنزين مع الاخذ في الاعتبار مركز سكنهم». وأعربوا عن «اعتذارهم مسبقاً من المواطنين الكرام وموظفي الإدارات العامة على اعلان الاضراب المفتوح لمديريات ومصالح وصناديق وزارة المالية، ومن المسؤولين لعدم إمكانية الوجود في العمل وانجاز المهمات وحضور الاجتماعات»، آسفين «جداً لما آلت اليه الأمور».