صيدا - "الإتجاه".
افتتح اليوم في ثانوية رفيق الحريري في صيدا مؤتمرا تربويا بعنوان "نحو عام دراسي آمن" وذلك تحضيراً للعام الدراسي (2022 -2023 )تحت شعار " التعليم مسؤولية مشتركة" برعاية وحضور وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي وبدعوة من "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" ممثلة برئيستها السيدة بهية الحريري .
شارك في افتتاح المؤتمر كل من نائبي صيدا الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري ، وحضره " ممثل المطران مارون العمار الأب مدلج تامر ، ممثل المطران الياس كفوري الأب إبراهيم سعد ، رئيس الجامعة اللبنانية البرفسور بسام بدران ، مدير عام وزارة التربية الأستاذ عماد الأشقر ، رئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء الدكتورة هيام اسحق ، ممثل مدير عام التعليم المهني والتقني السيدة هنادي بري الأستاذ هشام سكرية ، مدير التعليم الثانوي الأستاذ خالد فايد ، رئيسة مصلحة الشؤون الثقافية في الوزارة صونيا خوري ، مديرة مكتب الوزير السيدة رمزة جابر والمستشار الإعلامي للوزير الأستاذ البير شمعون، رئيس المنطقة التربوية في بيروت الأستاذ محمد الحمصي ، رئيس منطقة الجنوب التربوية الأستاذ احمد صالح ، ومسؤول الامتحانات في الجنوب الأستاذ ديب فتوني وممثلين عن "الشبكة المدرسية لصيدا والجوار " .
كما حضر المؤتمر رئيسة رابطة أساتذة التعليم الثانوي السيدة ملوك محرز ، السفير عبد المولى الصلح ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لنبان الجنوبي عبد للطيف الترياقي ، عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل الدكتور ناصر حمود ، ومنسق عام التيار في الجنوب الأستاذ مازن حشيشو، ووفد من قطاع التربية والتعليم العالي في المنسقية ، ومستشار السيدة الحريري لشؤون صيدا والجوار الأستاذ أمين الحريري،مدير التعليم في الأنروا في صيدا محمود زيدان، وممثل رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا الأستاذ فايز البزري نائب الرئيس المهندس بلال كيلو ، ومنسقو وممثلو الشبكات المدرسية في صيدا والزهراني وصور ، والمديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري الدكتورة روبينا أبو زينب وفريق عمل المؤسسة وجمع كبير من التربويين ومن مدراء المدارس والمعلمين ولجان الأهل والطلاب في التعليم الرسمي والخاص والمهني واللجنة المنظمة للمؤتمر.
ويهدف المؤتمر لعرض ونقاش ومقاربة التحديات والمشاكل والصعوبات التي تواجهها المؤسسات التعليمية والأساتذة والأهل والطلاب في التعليم الرسمي والخاص والمهني مع قرب بدء العام الدراسي الجديد واستشراف الحلول لها .
الحريري
بعد النشيد الوطني اللبناني كانت كلمة وترحيب وتقديم من ياسمين السقا , تحدثت السيدة بهية الحريري فقالت : إنّنا اليوم من خلال التّعاون الوثيق والطبيعي بين الإدارات المدرسية والهيئات التعليمية .. وعموم الكفاءات التربوية .. ومعهم الأهالي والطلاب .. وبرعاية كريمة من وزير التربية والتعليم العالي .. الصديق القاضي عباس الحلبي .. وبمشاركة نائبي المدينة إستطعنا مجتمعين أن نعيد الأمور إلى نصابها .. وإلى قواعد إنتظامها .. لنكون شركاء في المسؤولية وتحقيق العدالة التربوية.. وأن نجتمع لنضع جدول أولوياتنا وتحدّياتنا للعام الدراسي 22 - 23 .. وإنّني على ثقة بأنّ هذه الإرادة الجامعة تشكّل نموذجاً لنجاح مؤكّد .. لأنّه لا يعترض سبيلنا أية معوقات أو رغبات في التّعطيل .. وإنّنا مجتمعون بكلّ صلابة وحزم حول مستقبلٍ آمنٍ ومستقرٍ ومزدهر لإداراتنا التربوية .. ولمعلّماتنا ومعلّمينا .. ولأسرنا وأبنائنا ..
وتوجهت الحريري بالشّكر والتقدير لكلّ الذين ساهموا في حُسن تنظيم ونجاح هذه الإرادة التربوية الوطنية ولمعالي وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي على رعايته وحسن متابعته ومشاركته كلّ اللبنانيين همومهم التربوية.. كما شكرت "الأصدقاء : نائبي المدينة الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري ومجلس بلدية صيدا ورئيسها المهندس محمد السعودي ، وكل الشركاء في المسؤولية وتحقيق العدالة التربوية في الشبكة المدرسية لصيدا والجوار على سعيهم وعملهم الدؤوب من أجل مستقبل أفضل يليق بأبنائنا ووطننا الحبيب لبنان ..".
سعد
وألقى النائب الدكتور أسامة سعد كلمة توجه فيها بداية بالتحية للمشاركين في المؤتمر، مقدراً عالياً اهتمامهم بقضية التربية والتعليم في لبنان، وقال : انطلاقاً من كون قطاع التربية والتعليم يشكل ركيزة أساسية من ركائز لبنان ومستقبل أجياله. فإن العمل لإنقاذ هذا القطاع يعد من أولى الأولويات. وإني أتمنى لهذا المؤتمر أن يسهم في لجم مسار الانهيار وفي التمهيد لسلوك طريق الإنقاذ ,.
ولفت سعد الى ان هناك ظواهر شديدة الخطورة يشهدها القطاع التربوي، من بينها :ارتفاع معدلات التسرب المدرسي مع عجز الأهل عن تسديد الأقساط المدرسية المتصاعدة باستمرار، وعن دفع أثمان الكتب والقرطاسية، والعجز حتى عن دفع تكلفة تنقل أولادهم بين البيت والمدرسة. ومن هذه الظواهر أيضاً التراجع الكبير في المعدل السنوي لأيام الدراسة في ظل الإضربات المتكررة التي يضطر المعلمون لتنفيذها بعد أن باتت رواتبهم لا تؤمن الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم.يضاف إلى ذلك، عجز قسم كبير من المدارس، من بينها المدارس الرسمية، عن توفير الاحتياجات الأساسية، كالتيار الكهربائي، والإنترنت، وحتى التدفئة والقرطاسية وغيرها من الأساسيات".
وتابع "لا بد من التذكير بأن القطاع التربوي، وبشكل خاص القطاع الرسمي، لم يكن في أحسن حال قبل الانهيار، بل إن الكثير من المشاكل والأزمات كانت تحاصره، وتمنعه من التطور والتوسع. وما يحصل اليوم هو تفاقم مشاكل القطاع وانفجار أزماته. وما تلك المشاكل والأزمات إلا نتيجة للسياسة التربوية الرسمية التي اعتمدت التضييق المالي على الجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية، كما جعلت هذا القطاع، مثل سائر قطاعات الدولة، ميداناً للمحاصصة والمحسوبية والزبائنية
وختم سعد : إن تأمين التعليم المجاني ومستلزماته وتوفير التمويل للجامعة الوطنية يعتبران من أولى الأولويات التي لا تتقدم عليها أولويات أخرى. أجدد تمنياتي بنجاح هذا المؤتمر التربوي.
البزري
وتحدث النائب الدكتور عبد الرحمن البزري فقال : من واجبنا ان نقف الى جانب وزارة التربية والتعليم العالي في تجاوز هذه المرحلة الخطيرة خصوصا انها معقدة بحيث جاءت نتيجة لانهيار سياسي اقتصادي وفشل سياسي اقتصادي كبير ونتيجة لجائحة الكوفيد التي عصفت بكل القطاعات بما فيها القطاع التربوي والتعليمي ".
وأضاف" منظمي الحفل السيدة بهية الحريري والشبكة المدرسية نشكر لكم هذا الجهد الكبير الذي ينم على ان في صيدا متضامنة وان المجتمع الصيداوي متشابك ومتكاتف وهذا يسمح له بأن يتجاوز الكثير من المحن التي تعصف بالبلد وان نكون نموذجا كما كانت صيدا في السابق سواء في المحطات السياسية الكبرى ام في المحطات التحريرية ام في محطات المواجهة ، ان تكون صيدا دائما نموذجا يحتذى به لتجاوز هذه المحنة. وهذا اللقاء مع هذه الشريحة النخبوية التعليمية والتربوية التي تمثل مختلف القطاعات ما هي الا اكبر دليل على ما تملكه صيدا ونأمل ان يعكس النموذج الصيداوي نفسه على النموذج الوطني ".
وتابع : نقول للمنظومة السياسية التي ادارت البلاد ان الثروة الحقيقية في لبنان هي ليست بالنفط والغاز فالثروة الحقيقية في لبنان هي في العامل والعنصري البشري الموجود في لبنان وفي التعليم اللبناني .هذه هي الثروة الحقيقية التي للأسف نحن نهدرها .. صحيح اننا اهدرنا المال العام واموال المودعين واهدرنا كافة المشاريع ولكننا الآن نهدر ثروة اخطر بكثير وهي ثروة العامل البشري الذي للقطاع التربوي والتعليمي ولكم جميعا جزء اساسي في نموه .
وقال : هناك 30 او 40 % من الكادرات التربوية الجامعية قد هاجرت لبنان ، وهذه الهجرة المبرمجة تبعتها هجرة المعلمين والاساتذة وهجرة التربويين وهجرة الإداريين.. لكننا الآن نشهد مشهداً ابشع بكثير وهي الهجرة الغير مبرمجة التي تؤدي الى الخسائر والوفيات، لذلك علينا ان نقول أنه كما علينا تامين الخبز والطاقه والمياه والكهرباء والامن الغذائي والصحي علينا ان نؤمن الامن التربوي والتعليمي لكل افراد المجتمع اللبناني" .
وختم البزري : علينا ان نعمل متضامنين من اجل ان نتجاوز هذه المرحلة ويالعلم والمعرفة قادران على بناء مختلف عناصر القوة وبالتالي علينا أن نعمل على العلم والمعرفة ليكونوا أساسا في بنا الدولة والمجتمع ونامل بجهود وزارة التربية والتربويين ان يكون هذا اللقاء وهذا الحضور هو بارقة امل فلننطلق من هذه البارقة ".
الحلبي
وفي ختام الجلسة الافتتاحية ، تحدث راعي المؤتمر الوزير عباس الحلبي فقال :اننا نسعى لأن تكون التربية من الأولويات ولنوفر للمدرسة الاحتضان والرعاية، وندفع بها نحو التطور والتحوّل الرقمي وتعزيز المهارات والكفايات وترسيخ بناها لمواجهة الازمات... ومن من هذا المنطلق نعمل بكل إمكاناتنا وبتصميم على اطلاق السنة الدراسية في التعليم الرسمي والخاص لتكون انطلاقتها سليمة رغم كل الصعوبات والازمات، ونركز على تأمين مقومات التعليم الحضوري، وتمكين المعلمين والمتعلمين من الوصول إلى المدارس، وتشغيل المدرسة وسلامة أسرتها وتلامذتها ومتعلميها صحياً ونفسياً واجتماعياً.
وقال : إن تحضيراتنا للعام الدراسي الجديد، استدعت الكثير من اللقاءات والاجتماعات مع كل المكونات التربوية، إضافة إلى التنسيق والتعاون، لتعويض الفاقد التعليمي، والبدء بسنة دراسية طبيعية نأمل بأن نسير بها ونتجاوز مما يحدث في البلد، أي بالعمل على تحييد التربية والتعليم عن الازمات. ولذلك كان اصرارنا على التحضير والتعويض من خلال المدرسة الصيفية التي استقطبت أعداداً من التلامذة فاقت التوقعات، ووصلت إلى 90 الف تلميذ وتلميذة. وهدفنا الرئيسي منها هو تعويض الفاقد والحد من التسرب المدرسي، وتأمين العناية بالمتعلمين" .
وأضاف "لكني في هذه المناسبة أريد أن أصارحكم بحجم المشكلات التي يعانيها القطاع التربوي، فإذا كانت وزارة التربية تسعى بكل إمكاناتها لتأمين انطلاقة سليمة للسنة الدراسية، وتوفير كل مقوماتها ومتطلبات الأساتذة، وإعادة التوازن إلى العملية التربوية، فإنها تحتاج أيضاً إلى الدعم والمساندة من المعنيين، ومن كل المكوّنات التربوية، فالمسؤولية عامة وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم في هذا المجال. إني أشعر بالوجع الذي يعانيه الأساتذة في معيشتهم وفي النقل والاستشفاء وغيرها، إلا أن ما تم اقراره والاتفاق عليه سابقاً، هناك جزء كبير منه لم يُصرف إلى اليوم. وعلى المعنيين صرف المتأخرات المالية وتسديدها من الخزينة العامة لمصلحة الأساتذة والموظفين والعاملين، وكذلك ما هو مترتب على الجهات المانحة لنتمكن من بدء الدراسة والتقدم في عملية التعليم".
أضاف"إننا نعمل اليوم ورغم كل الصعوبات لنكون على جهوزية تامة لانطلاقة سليمة للعام الدراسي الجديد ولمواجهة كل الازمات التي تعترض طريقنا وهي كثيرة. نعمل لتأمين مساعدات للمعلمين ليتمكنوا من الوصول الى المدرسة والتعليم والعيش الكريم ونضع خططاً لتوفير المستلزمات والمقومات المالية لتمكين المؤسسات التربوية من القيام برسالتها التربوية. في منتصف العام الدراسي الماضي حسمنا خيارنا بالعودة الى التعليم الحضوري، وهو كان خياراً وحيداً للتعويض بعد حل مطالب الاساتذة في التعليم الرسمي، ومنه سلكنا خط إجراء الامتحانات الرسمية التي تُعتبر انجازاً بكل المقاييس في الظروف الصعبة والمعقدة. ومن هنا وفي حضرة هذا الجمع التربوي لمؤسسة الحريري أؤكد ضرورة العودة إلى التعليم الحضوري مع بدء السنة المقبلة، مع الإصرار على تأمين التعليم الجيد لتلامذة لبنان."
وختم الوزير الحلبي بالقول " لا بد أخيراً من توجيه التحية لمؤسسة الحريري للتنمية المستدامة وللشبكة المدرسية لصيدا والجوار على جهودهما في تعزيز التعليم وحماية أبنائنا وتوجيههم في العلم والمعرفة. واسمحوا لي أخيراً أن أحيي رئيسة المؤسسة السيدة بهية الحريري على عطاءاتها واصرارها على خدمة التربية والتعليم، ولكل العاملين في المؤسسة والشبكة والمعلمين على كل الجهود التي يبذلونها. وكلي ثقة وأمل بأننا نستطيع معاً إعادة الانتظام للتعليم ومعالجة كل المشكلات التي تعترض القطاع والنهوض مجدداً به، وأيضاً باستمرار المثابرة والعطاء والعمل لتطوير التعليم وتعزيز التربية في لبنان.وشكراً لكم".