محمد صالح
شيعت مدينة صيدا اليوم الراحل الكبير المحامي الاستاذ خالد لطفي الى مثواه الاخير بموكب مهيب.. برحيل "ابو شفيق" تفقد عاصمة الجنوب وجها من وجوهها البارزة المؤثرة في شتى المجالات , ورجل قانون من الدرجة الاولى بعد ان برع في مهنة المحاماة لدرجة انه شكّل مرجعا قانونيا اوجد حلولا للكثير من القضايا الشائكة والعالقة في المحاكم بين المتخاصمين في اعتى الدعاوى القضائية .
خالد لطفى نهل من مدرسة والده الراحل شفيق لطفي وتتلمذ بين يديه وتخرج استاذا ليس فقط في المحاماة .. انما متابعا نهما للقضايا العامة في المدينة بكل شجونها وشؤونها ومناحي الحياة فيها , تماما كما كان نهج ودأب والده ... فكان ابن ابيه في ادارته لاي ملف ان في القانون والسلك القضائي او في الشأن العام السياسي والوطني والحزبي والخدماتي والمعيشي في المدينة ومنطقتها ..
كانت تربطه علاقات واسعة مع سائر الاقطاب السياسية في مدينة صيدا , ومع العائلات الجنوبية السياسية وغير السياسية التقليدية تحديدا بقديمها قبل جديدها .
للراحل الكبير رأيه في اكثر من مجال ..وكان هذا الرأي مسموعا لانه نصوحا من موقع العارف والخبير في زواريب ودهاليز العلاقات العامة .
خالد لطفي كان الحاضر الدائم في كل ملتقى , وحضوره يشكل قيمة مضافة لاي لقاء او "قعدة" او جلسه كونه صاحب راي واكثر من ذلك ..
"مكتبه" في المدينة شكّل على مدى سنوات وسنوات حلقة مصغرة عن البيئة السياسية الصيداوية الوطنية فكان يلتقي في هذا "المكتب" الجميع من كل المشارب وبينهم كاتب هذه السطور .. وتدور جولة لا بل جولات من الاحاديث التي تبدأ ولا يعرف متى تنتهي في السياسة كما في الشأن الصيداوي العام والجنوبي وفي كل شيء , وكان رحمه الله يجادل ويناقش ويعطي رأيه دون اية مواربة او محاباة لأحد وكان صلبا عنيدا في الدفاع عن رأيه .
خالد لطفي صاحب موقف , وطني عروبي , يجاهر بموقفه علنا , الحاضر الدائم في السياسة الصيداوية لدرجة التبني الكامل لاي موقف يقتنع به ويحاول اقناع الاخرين بتبني هذا الموقف.. ليس فقط في السياسة انما في الانماء, كما في الشؤون الخدماتية العامة..
كان للراحل علاقات عامة واسعة مع اقطاب اساسية في العاصمة بيروت , ان من رجال السياسة والبيوتات السياسية والحزبية والعائلية والاقتصادية ورجال الاعمال ومن سائر المستويات الاجتماعية .
شكّل تعاون الراحل خالد لطفي الوثيق واللصيق مع السيد محمد زيدان منذ بداياته الاولى ثنائي غير قابل للقسمة في صيدا حتى وافته المنية , وتولى كل الشؤون القانونية العائدة ل"مجموعة شركات محمد زيدان واخوانه ", فكان "المستشار" و"المرجع" و"رفيق درب المسيرة الطويلة " و"صديق عائلة" السيد زيدان.
متابع نهم للاعلام ولكل ما كنا نكتبه ان في "السفير" او حاليا في "الإتجاه" فكان يتصل ويناقش وينتقد اي فكرة مباشرة حين وجوب النقد , ويصوب احيانا , ويضيف الى ما كتبناه فكرة جديدة .. لكنه في كل مره هو المبادر الى الاتصال وتوجيه الدعوة لنا لمجالسته على "فنجان قهوة".
صاحب نكته , يمتلك سرعة بديهة . يلاقيك بترحاب وضحكة واسعة , لديه حس من الظرافة غير متوفر عند اخرين , يعاشر ويصاحب ويصادق اي شخصية من المدينة وخارجها تتوفر لديها الظرافة وروح النكته.
رحم الله الاستاذ الكبير خالد لطفي .. كل التعازي الى عائلته والى السيد محمد زيدان , والى "اسرة المحامين" وكل المحبين والاصدقاء , وكل من عرفه في صيدا ولبنان .