صيدا - "الإتجاه".
عقد "اللقاء التشاوري الإسلامي" أول اجتماع له في مكتب رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود في مدينة صيدا وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لرحيل زين العلماء سماحة الشيخ أحمد الزين، بحضور جمع من رجال الدين والفعاليات الإسلامية في لبنان.
حيث تم التشاور في الأمور العامة من المنظور الإسلامي والوطني وخاصة ما تشهده الساحة الفلسطينية من اعتداءات اسرائيلية وحشية ترتكب فيه قوات الاحتلال المجزرة تلو الأخرى بحق ألاهالي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة والرد الفلسطيني من الشباب وأبطال المقاومة الفلسطينية .
وصدر عن المجتمعين البيان التالي:
أولا: نحيي ذكرى الراحل الكبير الشيخ أحمد الزين الذي حمل فلسطين في قلبه، والاستقامة في سلوكه، والوضوح في رؤيته، والثبات في موقفه، والقناعة والرضا في معيشته، والتواضع في علاقاته، وتقوى الله في حياته كلها، مؤكدين أن رحيله خسارة للاتجاه الاسلامي عامة وللعاملين في الدعوة الإسلامية، وللحوار والتواصل في الساحة اللبنانية، ولشعار وحدة الامة الاسلامية .
ثانيا: نوجه التحية لأهلنا في فلسطين، وخاصة لأبطال الفداء في نابلس وأريحا وحوارة بشكل خاص، مؤكدين أن السبيل الوحيد لتحرير هذه الأمة بشكل عام، وتحرير فلسطين بشكل خاص، ولاسترجاع العزة والكرامة لهذه الأمة، هو المقاومة، وإن شبابنا في فلسطين بشكل خاص، بل وأمهات الشهداء وآباءهم والعائلات قد ضربوا المثال الأعلى في المقاومة والفداء والشجاعة والبطولة، على رغم تخلف الامة بل وتآمر الكثيرين على القضية وأبنائها والمقاومة، وعلى الأمة بكافة مكوناتها أن تعمل بكل طاقتها لدعم هذا الاتجاه الرائد.
ثالثا: نحيي من جديد صمود الشعبين السوري والتركي إزاء كارثة الزلزال المدمرة، ونحيي كل الجهات التي سارعت لنجدة المصابين وإيواء المشردين، مؤكدين أن هذا هو من أعظم الواجبات بالاضافة الى إدانتنا لقانون قيصر المشؤوم الذي يحاصر الشعب السوري .
رابعا: نؤكد من جديد أن تصعيد الحرب على المقاومة في لبنان على كافة المستويات، وحشد كل الاتهامات الباطلة لإدانة المقاومة وتحميلها مسؤولية الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان، كما كافة الازمات، إنما هي محاولات يائسة لن تفلح في التغطية على إيجابيات المقاومة ودورها الرائد في تحرير لبنان . كما اننا نؤكد على ان الفساد المستشري في الطبقة السياسية اللبنانية كان يتم دائماً برعاية الجهات الاجنبية صاحبة النفوذ في لبنان، والتي ينبغي ادانتها قبل اي جهة اخرى.
خامسا: نؤكد على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية للبنان باسرع وقت ممكن، غير معاد للمقاومة .
سادسا: نؤكد ان العاملين على تعطيل جلسات حكومة تصريف الاعمال لاقرار قرارات ضرورية وهامة للشعب اللبناني، وكذلك تعطيل جلسات مجلس النواب من اجل تعديل بعض القوانين للضرورة، لم يكونوا موفقين في مواقفهم هذه، خاصة عندما يسبغون عليها الصفة الطائفية ، والخوف على الرمزية المسيحية لمنصب رئيس الجمهورية، مما يسيء لانفسهم ولدورهم وللمواطنين، ويجعلهم في موضع الاتهام بأنهم يفضلون مصالح طائفية على المصلحة الوطنية العليا.
سابعا: ندين جريمة اغتيال الشيخ أحمد شعيب الرفاعي رحمه الله، ويزيد استنكارنا لهذه الجريمة النكراء لأن القاتل يحمل القاباً دينية، كما كان يحتل وظيفة رئيسية في العمل الديني، ويتم التعامل معه كعالم دين . كما ندين تسرع البعض لاتهام المقاومة أو سرايا المقاومة أو بعض الجهات الأمنية اللبنانية بارتكاب هذه الجريمة دون اي دليل او شبهة دليل، مما يؤكد أن الاتهامات للمقاومة مفتعلة ومأمور بها من الخارج لأسباب لم تعد تخفى على العقلاء، كما ان احداً من هؤلاء لم يكلف نفسه عناء الاعتذار عن فعلته الشنيعة بعد بيان الحقيقة. كما اننا ينبغي ان نكون حذرين دائماً من محاولات اشعال فتن مذهبية، لان هذا هو دأب اعداء الامة وعملائهم.
ثامنا: ندين محاولة جهات معينة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالعدو الصهيوني نشر فكرة الدين الابراهيمي، سواء كان بديلا عن الدين الإسلامي أو كان بهدف الترويج للتسليم بالتنازل عن فلسطين للمحتل الصهيوني، منوهين هنا بالبيان الذي صدر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعن لجنة الفتوى في المملكة العربية السعودية، وعن جهات اخرى.
واختتم الاجتماع التشاوري بزيارة لضريح العلامة الشيخ احمد الزين في جبانة سيروب، حيث قرأ الحضور الفاتحة عن روحه الطاهرة.