بقلم
كامل عبد الكريم كزبر
زملائي في ميادين التعليم ….
انتم في صمودكم وكفاحكم كالجبال الشامخة...والأزهار المثمرة…اليكم يا من تحترقون كالشموع لتنيروا للاخرين دروبهم…إليكم انتم يا صفوة العقول...ونبلاء الزمان ... ...ومناضلي الكفاح والثورات في زمن الانكسارات والضياع والانهيارات…
إليكم يا من تكافحون في ميادين الوطن من أجل البقاء والاستمرار رغم الالام…
إليكم يا صناع الاجيال يا من تقودون اعظم معركة في وجه فساد الحكام وتجهيل الأجيال …
في عيدكم اقول:
اعلموا بأنكم مشروع وقف بلا تكلفة ، له ريع من الحسنات تأتيكم في حياتكم وبعد مماتكم …فاغرسوا فيه ما شئتم من الخير فلابد لهذا الغرس ان يزهر ولو بعد حين…..
واما انتم يا من تحملون مسؤولية التربية في بلدي أقول لكم …
انا معلم من هذا المكان الذي كانوا يسمونه يوما ما سويسرا الشرق ، متزوج ولي أربعة أولاد من أبناء هذا الوطن ، أصرح وأنا ببعض قواي العقلية التي احتفظت بها قسرا خلال سنوات خدمتي الفعلية الطويلة داخل صفي ومدرستي ، أنني ارفض كل عبارات التكريم والتهنئة في ما كان يسمى عيد المعلم ….نعم لست بحاجة الى تكريمكم وتهنئتكم وأنتم تغدقون علينا كلمات معلبة معدة بشكل رتيب لكل مناسبة مستغلين ضعف عاطفتنا تجاه مستقبل الاجيال ….هل غاب عن ذهنكم أن هذا الجسد الضامر المتهالك تسكنه روح يعيش بها؟وذاكرة طالما اختزنت ويلات النضال وظلمات الشقاء والبؤس الذي أرادته لنا وزارتكم ؟
كنت سافرح بتكريمكم وتهنئتكم يوم عملنا بدون رواتب وضحينا بسعادة عائلاتنا من أجل القيام بواجبنا في مختلف الظروف القاهرة …
كنت سأفرح قبل أن تقتل سياساتكم التعليمية طموحنا وتسد الافق والامل أمام مستقبلنا ….كنت سأفرح لو لم تتجاهلوا مطالبنا وحقوقنا وحتى كراماتنا!! ….كنت سأفرح لو لم تتناسوا اننا مربو الاجيال صانعو الاوطان ….كنت سأفرح قبل ان ترغمونا على الهجرة والرحيل ….
كنت سأفرح كثيرا لو رأيتكم تحاسبون الفاسدين وتفضحون من أوصلنا الى هذا الحال بدلا من حرمان المعلم والاستقواء على لقمة عيشه…كنت سافرح لو كان فيكم ذرة وفاء مع هذا المعلم المتقاعد الذي افنى عمره في التعليم واليوم وبعد ان اصبح عاجزا راتبه لا يصل الى ٤٠ دولارا ….وكنت وكنت وكنت ….
ولكن يكفيني فرحا وسعادة حين استلم باقات الوفاء والتهنئة ممن تعلموا ودرسوا ووصلوا الى نجاحات الحياة فمنهم الطبيب والمهندس والتاجر والظابط والعامل وغيرهم وغيرهم وللاسف جلهم خارج البلاد …
لكل هذه الاسباب وغيرها الكثير الكثير ، أعتذر انا وزملائي عن قبول تهنئتكم في عيد المعلم وأطلب منكم فقط أن تتقوا الله بأصحاب الفضل عليكم وبأبنائنا وبما بقي من وطن .