محمد صالح
شيعت ظهر اليوم عاصمة الجنوب مدينة صيدا الراحل الكبير الدكتور نبيل الراعي في مأتم قلّما شهدت المدينة مثيلا له الا في مآتم الكبار من ابنائها .. فكما كان الراحل في حياته "صيدواي حتى ينقطع النفس" متخطيا ومتجاوزا لكل "التعقيدات" بكافة مستوياتها واشكالها واعتباراتها الطائفية والمذهبية والمناطقيه .. جاء تشييعه على صورته ووفق ما كان عليه طوال مسيرته في هذه الدنيا في الحياة العامة ان السياسية والطبية - الاستئشفائية والرياضية وفي علاقاته مع كل الناس فقيرهم قبل غنيهم ومعدومي الحال منهم قبل الآخرين ..
وجنازته اليوم كانت كبيرة وفق كل المقاييس , وجاءت تقديرا ووفاءا واحتراما واحتضانا من اهل عاصمة الجنوب صيدا ومحيطها لإبنها "الراعي النبيل" .. فحسنا فعل آل الراعي بإختيار "مسجد الشهداء" في المدينة بكل دلالاته ورمزيته لإقامة الصلاة عن روحه.. فكانت صلاة اسلامية جامعة بكل ما في الكلمة من معنى بحيث غصّ المسجد في قاعاته الداخلية وباحته الخارجية بالمواطنين .. ثم جاء التشييع حيث حمل الراحل على الاكف من المسجد حتى المقبرة الخاصة بآل الراعي مقابل مدرسة دوحة المقاصد في صيدا وسار فيها على الاقدام كل فعاليات صيدا النيابية والسياسية والاستشفائية والطبية والحزبية والقضائية والاقتصادية - التجارية والبلدية والاجتماعية وهيئات المجتمع المدني ورجال الدين وغيرها دون اي استثناء لاية فعالية او شخصية على اي مستوى من المستويات .. وكل الناس من المدينة ومنطقتها الذين احبوا هذا الرجل واحبهم فبادلوه التحية وحملوه على الاكف وساروا في تشييعه حتى وداعه الاخير .
وتشييع الراحل الدكتور نبيل الراعي اليوم في مدينته صيدا وبهذا الموكب المهيب والحاشد يثبت اكثر من اي وقت مضى ان ابناء هذه المدينة هم .. هم لا يتبدلون ولا يتغيرون ويحسنون التقاط اية اشارة تبعدهم عن الغلو المذهبي والطائفي والمناطقي بكل ابعاده واشكاله ..
وكان مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان قد ام صلاة الظهر في المسجد , ثم أقيمت الصلاة على الجثمان حيث أم المصلين مفتي صور وأقضيتها الشيخ مدرار الحبال ومفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران .
وبعد الصلاة والتشييع تقبل الدكتور عادل الراعي وابناء الراحل واصهاره وعائلة الراعي وفعاليات صيدا وأطباء مستشفى الراعي التعازي.