محممد صالح
في كل مناسبة جامعة وموحدة كالاعياد (عيدي الفطر السعيد والاضحي المبارك) وغيرها من مناسبات تلتقي كل وجوه عاصمة الجنوب صيدا وتعايد بعضها بعضا وتزور مرجعيات المدينة الروحية والنيابية والحزبية والاجتماعية .
لا بل اكثر من ذلك فإن معظم الفعاليات والشخصيات وممثلي القوى الحزبية والسياسية ورجال الاعمال والهيئات الاقتصادية والاجتماعية والاعلامية والطبية والانسانية والمؤسسات الاهلية والكشفية والنقابية ورؤساء البلديات المجاورة للمدينة والمخاتير ومن جزين , واهالي المدينة العاديين والقوى والفعاليات الفلسطينية تقدم المعايدة لكل مرجعيات المدينة المعتادة دون اي استثناء بحيث تختفي الخصومات السياسية التقليدية مع "النكد السياسي" لمصلحة العيد .
ومعظم الاشخاص من فعاليات وقوى وهيئات في اي رتبه وموقع كانوا يقومون بزيارة بيوتات النائبين الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري , والسيدة بهية الحريري ومسؤول الجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود , بالاضافة الى دار الافتاء لتقديم التهاني بالعيد للمفتي سليم سوسان , كما ان الشيخ ماهر حمود يتلقى التهاني في مثل هذه المناسبات .. هذا طبعا اذا كان رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي موجودا في لبنان فهو من المرجعيات التي تقدم لهم المعايدة في دارته ..
وفي هذا السياق فإن الدكتور لبيب ابو ابوظهر والسيد معين ابو ظهر في كل مناسبة عيد يتقبلان التهاني في دارتهم في المدينة من المعايدين , وهذا دأبهما منذ وفاة والدهما الراحل الدكتور لبيب ابوظهر الذي كان يستقبل المهنئين بالعيد كمرجعية صيداوية .
واللافت في هذا الامر فإن المعايدة لا تقتصر على اصحاب العيد انفسهم اي على المسلمين , فكل المرجعيات الروحية المسيحية المتواجدة في المدينة من مطارنة وآباء الطوائف المسيحية والفعاليات النيابية والقوى والهيئات المتواجدة في شرق صيدا ومحيط المدينة ورؤساء البلديات يقومون هم ايضا بجولات معايدة على مرجعيات المدينة لتقديم التهنئة بالعيد .. وهو الامر نفسه الذي تقوم به المرجعيات الصيداوية في كل مناسبة لدى الطوائف المسيحية.. وهذا بحد ذاته مسألة تاريخية في صيدا وليست مستجدة ابدا وتعتبر من العادات الصيداوية الجميلة التي تحرص الفعاليات والمرجعيات على للمواظبه عليها.
بإختصار فإن وجوه صيدا الانفة الذكر وفعالياتها تجدها تدور حول نفسها بمناسبة العيد , وكانها تتسابق مع بعضها البعض للوصول الى دارة هذه المرجعية او تلك من جنوب المدينة الى شرقيها مرورا بوسطها وصولا الى شمالها لتقديم التهاني.. واحيانا كثيرة تلتقي مع بعضها البعض فيحصل الازدحام في صالون تلك المرجعية وفي رواق ذاك البيت السياسي ,فتضطر للانتظار لبعض الوقت وقوفا ليحين دورها في تقديم المعايدة ..هذا طبعا دون ان ننسى الاتصالات الهاتفية المهنئة التي تنهال من الداخل والخارج بهذه المناسبة.
هذا الامر يبدا صباح يوم العيد وينتهي في المساء منه ..هذا هو طبع صيدا , وتلك هي عادات المدينة الجميله التي تظهر وكأنها قرية كبيرة , فالناس جميعها تعرف بعضها بعضا , يعطون للعيد جوّه المناسب ,يتركون الخلافات السياسية وهموم الحياة وصعوباتها المعيشية الداهمة بعيدا في هذا اليوم , ولعدة ايام .. بعدها لكل حادث حديث .
اشارة الى ان السيدة بهية الحريري كانت قد زارت ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت وقرأت الفاتحة لروحه وأرواح رفاقه الشهداء بالمناسبة .