محمد صالح
انتهت اليوم "منازلة" "المسبح الشعبي" في صيدا التي وقعت بين تجمعين مضادين لبعضهما البعض ومفهومين كل له رايه في كيفية ارتياد المسبح سيما بالنسبة للنساء .
"تجمع" لا يريد وضع قيود او شروط على الحرية الشخصية الخاصة بالسيدات ونوع اللباس البحري انطلاقا من كون الشاطىء مكان عام ويخضع للقانون اللبناني ,في مقابل "تجمع" يرفض رفضا مطلقا ارتياد النساء للبحر الا باللباس المحتشم عملا بالعرف السائد في المدينة بانها "محافظة" .
هذه "المنازلة" وقعت في الوقت الضائع والمدينة لم تكن , وليست بحاجة ابدا لهذا النوع من المنازلات وعلى الهواء الاعلامي "المباشر" حيث فتحت كل محطات التلفزة ل"البث" الى كل العالم لفترات طويلة من الوقت ونقلت ما نقلت عن المدينة واسبغت عليها اوصافا ظنت انها تجاوزتها وانتهت منها.
في هذه "المنازلة" سجل حضور للعديد من رجال الدين واشخاص ملتحين ونساء منقبات يرفضون بحدة نزول النساء الى البحر بـ"المايوه" وما يعتبرونه ويصفونه ب"العري" من جهة , مقابل مشاركة النائب مارك ضو مع حضور نساء من جمعيات اهلية وتجمعات مدنية جاؤوا متضامنين مع حرية التعبيير وعدم تقييد المراة والزامها باي شرط للنزول الى البحر من جهة ثانية .. وقد وقف بينهما حشد من القوى الامنية من جيش ودرك وشرطة بلدية صيدا كفاصل لمنع الاشتباك بين التجمعين ..ومع ذلك حصل تدافع .
الا ان اللافت في هذه "المنازلة" كان غياب اي صوت صيداوي آخر متمثل بالثقل الشعبي الذي فرض ايقاعه في الاستحقاق الديموقراطي وافرز ممثليه الى الندوة البرلمانية واخرها الانتخابات النيابية .. مع ان "المنازلة" وقعت في "عقر الدار".. علما ان "منازلة" اليوم ما كانت لتحصل لو عمل المعنيون في المدينة على احتواء ومعالجة تداعيات ما حصل مع سيدة صيداوية قبل ايام على هذا الشاطىء , انما ترك الامر يتفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي ويتأجج الى هذا الحد على "الهواء مباشرة" ..
اشارة لا بد من التطرق اليها انه قبل الموعد المحدد لتحرك اليوم الاحد عملت بلدية صيدا على رفع اكثر من لافتة كبيرة على مدخل مسبح صيدا الشعبي تحدد لائحة من الشروط والمواصفات المتوجبة والمطلوب التقيد بها للنزول الى الشاطىء الصيداوي .
بلدية صيدا
من جهته توجه رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي بالشكر إلى شرطة بلدية صيدا وإلى قوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية وإلى الجيش اللبناني ومخابرات الجيش على جهودها ونجاحها في إحتواء ما حصل اليوم وبالقدر الممكن على رصيف شاطىء المسبح الشعبي، والفصل بين أصحاب وجهات النظر المتباينة حول لباس الشاطىء .
وأضاف: لقد تم اليوم إحتواء تداعيات كان يمكن أن تكون أكبر لولا تواجد هذه القوى، وهذا ما كنا نتخوف من حصوله وكان وراء قرارنا بمنع أي مؤتمر صحافي أو نشاط او تجمعات على شاطىء المسبح الشعبي.
ويهمنا التأكيد على رواد المسبح الشعبي وتذكيرهم بضرورة التقيد التام بالضوابط العامة المعتمدة سنويا عند إفتتاح المسبح الشعبي رسميا.