صيدا - "الإتجاه".
انتقلت الى رحمته تعالى المربية الفاضلة السيدة زاهية شهاب البزري التي توفاها الله عن عمر ناهز 92 عاما. وقد نعتها كل من رئيسة "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" السيدة بهية الحريري ومجلس بلدية صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي وجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا.
وجاء في بيان السيدة بهية الحريري التالي :
"ببالغ الحزن والأسى ننعي الى العائلة الصيداوية والأسرة التربوية في صيدا ولبنان المربية الفاضلة السيدة زاهية شهاب البزري رحمها الله ، والتي تغيب بعد مسيرة إنسانية وتربوية حافلة ومكللة بالعطاء انطلقت بها من أسرتها الصغيرة مع شريكها في الحياة وفي الرسالة المرحوم الأستاذ حسيب البزري رحمه الله ، فربت أبناءها على القيم الإنسانية والوطنية التي تختزنها العائلة الصيداوية الأصيلة ، وأنشأتهم خير تنشئة فكانوا ناجحين في حياتهم العلمية والعملية وأخذوا عن الأب والأم حب العلم والناس وروح المبادرة في خدمة المجتمع فاكتسبوا كما الوالدين محبة واحترام كل من عرفهم .
تفقدها صيدا كما التربية والتعليم في لبنان ابنة ومعلمةً ومربيةً ورائدة علم وتنوير أدركت المعنى الحقيقي للرسالة التربوية وآمنت بها وعملت لرفعتها بكل مسؤوليةَ من خلال تنشئة أجيال متعاقبة في غير حقل ومجال، فكانت القدوة والمثال المشرف للمعلم في أصعب المراحل لما تحلت به من سعة أفق وثقافة ومن مزايا الصدق والتواضع والتفاني في تأدية الرسالة والحرص على الحفاظ على مكانة وقدسية التعليم، ولما غرسته رحمها الله في نفوس تلامذتها من علم ومعرفة وقيم إنسانية ووطنية أصيلة، وما تركته من بصمات مضيئة في تاريخ ثانوية المقاصد –صيدا وفي مسيرة التعليم في صيدا والجنوب ومن أثر طيب في قلوب ونفوس زملائها وطلابها وكل من عرفها.
سأفتقد بغياب السيدة زاهية رحمها الله الأخت والمعلمة والزميلة الوفية والصديقة الصدوقة ، التي جمعتني واياها الى جانب رسالة التعليم ، محطات عدة وجلسات وأحاديث قيّمة عن العائلة والتربية وعن صيدا المدينة وعن قضايا المجتمع والإنسان ، ستبقى محفورة كما ذكرى صاحبتها رحمها الله في القلب والوجدان .
نتوجه بأسمى آيات التعزية الى الأخ والصديق الدكتور محمد حسيب البزري والى عائلة الفقيدة مشاركين إياهم في هذا المصاب الأليم ووسائلين الله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته ويدخلها فسيح جنانه ويلهمهم الصبر والسلوان " .
مجلس بلدية صيدا
ونعي مجلس بلدية صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي المربية الفاضلة زاهية عبدالقادر شهاب البزري ، والدة عضو المجلس البلدي الدكتور محمد حسيب البزري . وجاء في بيان النعي :
ساهمت المربية الفاضلة في نهضة القطاع التربوي والتعليمي، وإبراز دور المرأة في المجتمع الصيداوي ، وكناشطة وطنية وإجتماعية تدافع عن قضايا الوطن والمرأة والتربية والتعليم.
بدأت مسيرتها التربوية أستاذة في دار المعلمين في المدينة، ثم أستاذة في ثانوية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا ، وكانت أول إمرأة تتولى إدارة الثانوية في ثمانينات القرن الماضي.
وعلى مدى 35 عاما واكبت أجيالا من أبناء صيدا الذين تخرجوا من المقاصد ، فكانت معلمة لعدد كبير منهم ، ومن بينهم من تولى رئاسة حكومات ومناصب رسمية وسياسية وإقتصادية وإجتماعية وقانونية إلخ ، وكان يشهد لها بأنها لا تجامل في الحق أحدا، وهمها الأول مصلحة التلميذ ورفعة التعليم وتقدم صيدا .
كانت خير سند لزوجها المرحوم حسيب البزري الذي أيضا ساهم في المسيرة التربوية في المقاصد الإسلامية على مدى 45 عاما وكان له باع طويل في هذه المسيرة المقاصدية.
كما ربت أبناءها على حب الوطن ونهل العلم وعلى الأخلاق الحميدة .
رحم الله الفقيدة المربية الفاضلة زاهية عبدالقادر شهاب البزري وأسكنها فسيح جناته وألهم عائلتها الصبر والسلوان في هذا المصاب الأليم.
جمعية المقاصد
وصدر عن جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا ما يلي :
بتسليم بقضاء الله وقدره، ينعي رئيس واعضاء المجلس الإداري لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا وفاة المربية الكبيرة ومديرة ثانوية المقاصد الإسلامية السابقة المرحومة السيدة زاهية عبد القادر شهاب، زوجة الاستاذ الكبير المرحوم حسيب البزري، ووالدة عضو المجلس البلدي لمدينة صيدا الدكتور محمد حسيب البزري.
لقد كرّست فقيدتنا حياتها للتربية والتعليم، ونذرت وقتها لخدمة "المقاصد" بإخلاص ومحبة، فأحبتها أجيال وأجيال. بدأت مسيرتها التربوية من دار المعلمين والمعلمات في صيدا، ثم أستاذة في ثانوية المقاصد الإسلامية في صيدا، ثم تولّت إدارتها ومسؤوليتها، فكانت أول إمرأة تتولى إدارة الثانوية في ثمانينات القرن الماضي. وعلى مدى 35 عاماً، كانت المربية زاهية شهاب تضيء عقول ودروب أجيال من أبناء "المقاصد"، ومن بينهم من تولى مناصب رسمية رفيعة ومراكز مرموقة في صيدا ولبنان وحول العالم.
كان يُشهد للفقيدة رحمها الله بالإخلاص والتفاني في العمل، وقول كلمة الحق ولو على نفسها، وتقديم المصلحة العامة على الخاصة. كان همها الأول مصلحة "المقاصد" وطلابها، غير آبهة بالصعاب والمتاعب التي تواجهها.
وراحلتنا الكبيرة لم تتأخر يوماً في واجبها تجاه أسرتها وعائلتها، فكانت سنداً لزوجها المرحوم الأستاذ المربي حسيب البزري الذي أسهم في كتابة فصول مشرقة من تاريخ ثانوية المقاصد الإسلامية على مدى 45 عاماً، وكان له بصمات لا تُمحى، وذكريات لا تُنسى. كما كانت رحمها الله أمّاً فاضلة ترعى أبناءها وتغرس فيهم القيم والأخلاق، وحب الوطن وشرف خدمته، وتحصيل العلم والتميّز.
رحم الله المربية الكبيرة زاهية شهاب وأسكنها فسيح جنانه. وإذ تعزي "المقاصد" نفسها بخسارتها، تتقدم الجمعية من عائلة الراحلة -وكلنا عائلتها- بأحر التعازي وأصدق المواساة، معاهدين -الأستاذة زاهية والأستاذ حسيب- أن تبقى "المقاصد" كما عرفوها منارة مضيئة في سماء صيدا والوطن.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.