محمد صالح
... تستمر الاشتباكات في مخيم عين الحلوة حاصدة المزيد من ضحايا القتل المجاني , وتتواصل المعركة بحدة وعنف غير مسبوقين , بحيث ان حجم القذائف التي اطلقت خلا ل ال24 ساعة قد فاق كل التوقعات ,وكانها معركة حياة او موت بين عدوين لدودين بينهم تاريخ من الصراع الدموي .. وهي كذلك بالفعل .
انه صراع الاجندات الخارجية وتبادل الرسائل التي حولت مخيم عين الحلوة باهله وسكانه ومدينة مثل صيدا عاصمة الجنوب الى مجرد "ساحة" و"صندوق بريد" ؟,.. فهل بامكان اية جهة داخل مخيم عين الحلوة مهما كان وضعها ان تتحمل اغتيال قائد امني فلسطيني بمستوي ابو اشرف العرموشي وبالشكل الذي اغتيل فيه هو وكل من كان معه ؟ ام هي بوصله فلسطين التي ضاعت في متاهات هذه الاشتباكات العبثية, وافقدت الجميع توازنهم فضاع رشدهم وتاهوا عن القضية الام فلسطين .
اسئلة عديدة وغيرها تدور على كل لسان وشفة في المخيم وخارجه , خاصة ان هذه الاشتباكات بين "حركة فتح" من جهة و"جند الشام" ومعها مجموعات اسلامية متطرفة من جهة ثانية ليست الاولى ولن تكون الاخيرة , معركة ضحيتها الاولى والاخيرة هذا المواطن الفلسطيني "المعتر" الساكن في مخيم اللجوء عين الحلوة الذي لم يجد سبيلا لحماية افراد عائلته الا النزوح في عتمة هذا الليل الى صيدا ومحيطها ..
ومدينة صيدا بكل اهلها وسكانها والوافدين اليها ومؤسساتها العامة والخاصة هي ضحية ايضا وايضا حيث انعدمت فيها الحياة واقفلت مؤسساتها التجارية الخاصة والتعليمية ومكاتبها الادارية , وغدا تقفل السراي الحكومي وتتعطل كل مصالح المواطنين.. فمن اجل ماذا كل الذي يحصل ؟..
فمخيم عين الحلوة ومدينة صيدا ومحيطهما ما زالوا حتى الساعة تحت خط النار وفي مرمى القذائف.. رغم صدور البيان رقم (1) لوقف اطلاق النار عند الساعة السادسة مساء , ورغم كل المناشدات فالمعركة مستمرة في المخيم ليلا وما زال صوت القذائف والرشقات النارية يسمعان بوضوح في ارجاء صيدا ومحيطها ..كما ان اصوات الطائرات المسيرة تسمع بوضوح في ارجاء صيدا ومحيطها خلال تحليقها فوق مخيم عين الحلوة .
المفتي سوسان
ومساء اليوم توجه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان بنداء الى المتقاتلين في مخيم عين الحلوة ناشدهم فيه المبادرة فوراً لوقف اطلاق النار.
وقال سوسان:
"في هذه الأيام الصعبة ومع هذه الإشتباكات في مخيم عين الحلوة ، وسقوط ضحايا وجرحى في هذا الصدام الذي لا معنى له الا العبث بأمن واستقرار المخيم والجوار والإلهاء عن القضية الأساسية قضية فلسطين.
في هذا الوقت الذي يصعد العدو الإسرائيلي من اعتداءاته على الأخوة الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في الداخل ، في جنين وغيرها واقتحام المسجد الأقصى والاعتداء اليه . يعز علينا ان نرى هناك في المخيم من الأخوة الفلسطينيين من يتصادمون ويصل الرصاص والقذائف الى قلب مدينة صيدا
أنا أسأل لمصلحة من ولأي هدف ولماذا هذا التقاتل . قد اختلف معك بالرأي ولكن تبقى القضية هي الأساس . ولا يصل الإختلاف الى القتل والى الدمار والى اطلاق القذائف والرصاص .
ان صيدا اليوم بكل قواها وبمؤسساتها وبكل الحب لفلسطين ولأهلنا في فلسطين وفي مخيم عين الحلوة الذين ما شعرنا الا انهم اخوة يسيرون معنا ونسير معهم من اجل حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمها حق العودة ، يعز عليها ان ترى ما تراه ..
انني أقبّل رأس كل فلسطيني وارجوه ان يساعد على وقف اطلاق النار وفورا . يكفي ما يعانيه الشعب الفلسطيني وما تعانيه الأرملة والشيخ الكبير والطفل الصغير في حياتهم في هذا المخيم .
فليتوقف الرصاص والقذائف فوراً .. ثم بعد ذلك فليتحمل كل واحد مسؤولية ما فعل !".