محمد صالح
يمر الوضع في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بواقع معقد لم يشهد مثيلا له في السابق , وخريطة متشابكة مرتبطة بعضها البعض . ومع ذلك فان المخيم ربما يشهد في الايام القليلة المقبلة اجواء حلحلة امنية وانفراج جزئي في معظم احيائه مع سحب للمسلحين وازالة الدشم ... باستثناء حي الطوارىء - التعمير وحصر التوتر في هذا الحي فقط دون غيره .
وهذا الواقع فرض اجواء حاسمة يتقرر فيها مصير سكانه والمقيمين فيه , ولكن يغلب عليها طابع عدم حصول انفجار الوضع الامني بشكل واسع ان حصل هذا الامر , مع عدم عودة جولة جديدة من الاشتباكات على غرار المعركة السابقة .. ولكن كل ذلك متوقف على مسالة المبادرة الى تسليم المتهمين المتورطين باغتيال اللواء ابو اشرف العرموشي ورفاقه , والذين تسببوا بالاشتباكات الاخيرة .
وكان المخيم قد شهد اليوم مبادرة اتخذتها حركة "فتح" بإزالة "دشمة" حي "الرأس الأحمر" الشارع الفوقاني وهي عبارة عن ساتر "شادر لدشمة" بهدف تحييد هذه المنطقة الممتدة حتى حي الصفصاف في حال حصول اية اشتباكات في المخيم مستقبلا . وفور ازالة هذه الدشمة خرج ابناء المخيم الى الشارع تعبيرا عن فرحهم بعودة الحياة الى طبيعتها بالقرب من بيوتهم ومحلاتهم .
وتشير مصادر فلسطينية موثوقة الى ان الدشم والمتاريس والسواتر في محاور الاقتتال الاخرى المنتشرة في المخيم وخاصة في الطوارىء والتعمير وبستان القدس وداخل المدارس وفي محيطها .. فما زالت على حالها ولم يتم ازالتها .
وتشدد المصادر على "ان كل المتورطين او المتهمين بعملية الاغتيال محصنين ضمن جبهة من المسلحين الاسلاميين المنتمين الى "الشباب المسلم" ان في مخيم الطوارىء او في الحي المجتزأ من تعمير عين الحلوة الملاصق ل"الطوارىء".. علما ان كل الاجتماعات والاتصالات والنداءات التي اطلقت والمبادرات , كانت تتوقف جميعها وتصطدم ببند تسليم المتهمين والمتورطين بالاغتيال, حيث يوجد مماطلة وتطنيش واهمال متعمد لهذا البند .
وتلفت المصادر الى "ان معظم هؤلاء المتهمين والمتورطين الذين وردت اسماءهم يعتبرون من الرؤوس الكبيرة جدا بالنسبة للاسلاميين في المخيم وخاصة الحالة الاسلامية التي يمثلونها , اضافة الى العلاقات التي يقيمونها مع الاسلاميين خارج المخيمات... لذا هناك شبه استحالة في تسليم هؤلاء جميعهم الى الاجهزة الامنية اللبنانية ... ولكن يوجد مسعى او محاولة مع الاسلاميين لتسليم متهمين او متورطين يقدر عددهم باثنين وربما ثلاثة الى الاجهزة الامنية اللبنانية .. وذلك لتنفيس الاحتقان الموجود , واستجابة لالحاح القوى والمرجعيات والاحزاب اللبنانية ان في صيدا او في العاصمة بيروت وفي مقر السفارة الفلسطينية , وتلبية لمقررات الاجتماعات التي عقدت وكل المبادرات التي اطلقت من اجل وضع حد للاستنفارات المتبادلة واعادة الهدوء الى المخيم وفتح المدارس ..
علما ان المخيم يشهد موجات من الشائعات لا يمل ولا يكل مطلقوها من الترويج للاشتباكات وللتصعيد وللمعركة المقبلة ..
وتعلن المصادر ان اهم مؤشر لعودة الانفراج الى ساحة المخيم يتمثل باخلاء المسلحين لمدارس وكالة الانروا , وهذا الامر لم يحصل حتى تاريخه وما زال المسلحون من الطرفين يحتلونها ويستخدمونها كمتاريس متقابلة ..وبات معلوما ان هناك مساعي تبذل لاخلاء تلك المدارس من المسلحين وان تبادر "الانروا" الى اصلاحها وترميمها فورا لان العام الدراسي على الابواب , وكي لا يتشرد الاف التلاميذ في شوارع المخيم .