
يُعد إبراهیم رئیسي، القاضي والسياسي ورجل الدين الإيراني، من الشخصيات الوازنة والمؤثّرة في الجمهورية الإسلامية؛ وقد تولّى منصبه الرئاسي في الدورة الـ13 للانتخابات الرئاسیة في بلاده، في عام 2021، فيما يُعدّ من بين الأسماء المطروحة بقوّة لخلافة المرشد الأعلى، علي خامنئي (85 عاماً).
وشغل رئيسي منصب النائب الأول لرئيس "مجلس خبراء القيادة" في عام 2007، ثم صار المدّعي العام في إيران عام 2014، ثمّ رئيساً للسلطة القضائية بعد تعيينه من جانب المرشد عام 2019، علماً أنه اهتمّ بمحاربة الفساد ومحاكمة العديد من رجال الدولة الضالعين في قضايا سوء التسيير، ورفَع شعار "عدوّ المفسدين" في حملته الانتخابية التي أوصلته إلى سدة الرئاسة.
ولد رئيسي يوم الـ14 من كانون الأول عام 1960، في حي نوغان في مدينة مشهد (جنوب غربي طهران) عاصمة محافظة خراسان رضوي. وتزامن مولده مع قيام "الثورة البيضاء" التي قادها محمد رضا بهلوي، وقلّلت من سطوة المؤسسة الدينية ونفوذها.
ورئيسي الذي نشأ في عائلة متديّنة، تتحفّظ على الإصلاحات التعليمية الهادفة إلى التغريب والعلمنة، ابن لرجل دين من منطقة دشتك في مدينة زابل في محافظة سيستان، توفّي عندما كان ابنه (إبراهيم) في الخامسة من عمره، فتربّى الأخير يتيماً، لكنه أُحيط برعاية رجال الدين الذين أشرفوا على تكوينه وتوجيهه وتعليمه. والرئيس الإيراني متزوج من جميلة علم الهدى، ابنة العالم أحمد علم الهدى، إمام الجمعة وممثّل المرشد الأعلى في مدينة مشهد، وقد فتحت له مصاهرة علم الهدى، الطريق أمام نسج العلاقات مع الشخصيات السياسية والدينية في البلاد، ليكتسب بذلك نفوذاً داخل المؤسسة الدينية.
وتلقّى رئيسي بواكير تعليمه في الحوزات الشيعية، على يد عدد من الشخصيات العلمية الدينية، مثل محمود هاشمي شهرودي وأبو القاسم الخزعلي وعلي مشكيني. وفي عام 1975 انتسب إلى المعهد الإسلامي في مدينة قم، وكان عمره 15 عاماً آنذاك، وبعدها انتسب إلى جامعة الشهيد مطهري حتى حاز شهادة الدكتوراه في تخصّص الفقه الإسلامي والقانون القضائي.
وفي عام 2019، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسم إبراهيم رئيسي ضمن مسؤولين إيرانيين آخرين، في لائحة العقوبات الخاصة بالولايات المتحدة.
عبد اللهيان
يوصف حسين أمير عبد اللهيان، بأنه وديعة «الحرس الثوري» في الطاقم الدبلوماسي الإيراني؛ وهو الذي له باعٌ طويل في العمل الدبلوماسي، إذ تولّى مناصب عدّة في وزارة الخارجية، من بينها المدير العام في الوزارة لشؤون الخليج والشرق الأوسط في عام 2010، ثم نائب وزير الخارجية المكلّف بالشؤون العربية والأفريقية في عام 2011، قبل أن يُعيَّن على رأس الوزارة في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي، عام 2021.
ويُعرف عن أمير عبد اللهيان، قربه من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وقادة «الحرس الثوري، وعلى رأسهم الجنرال الشهيد قاسم سليماني، وكذلك من حركات المقاومة الإسلامية المتحالفة مع طهران، ومن بينها «حزب الله».ولد الدبلوماسي الإيراني، المحسوب على الجناح الأصولي، في عام 1964، في مدينة دامغان في محافظة سمنان، شرقي العاصمة الإيرانية طهران.
وقد تخرّج من قسم العلاقات الدبلوماسية في كلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية، وهو يحمل شهادتَي ماجستير ودكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طهران. وإذ واصل فور تولّيه منصبه الجديد المفاوضات التي كانت بدأت في عهد الحكومة السابقة مع مجموعة «4+1» (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، الصين وروسيا) بغية إحياء الاتفاق النووي الإيراني، إلا أن المساعي تلك باءت بالفشل، على رغم أنها أوشكت على أن تُحسم أكثر من مرّة.
لكن ذلك لم يمنعه من المضيّ قُدُماً في التفاوض غير المباشر مع الجانب الأميركي، والذي خلص، يوم العاشر من آب 2023، إلى صفقة أسفرت عن الإفراج عن 5 سجناء أميركيين لدى إيران، في مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمّدة في كوريا الجنوبية.
وإلى جانب اهتمامه الكبير بسياسة «التوجُّه شرقاً»، التي تُوّجت بتوقيع اتفاقات استراتيجية بعيدة المدى بين إيران وكلّ من الصين وروسيا، تمكّنت دبلوماسيته، في آذار 2023، من ردم الهوة في علاقات بلاده مع الرياض، بعد قطيعة استمرّت سبع سنوات.
وعقب عملية «طوفان الأقصى»، في السابع من أكتوبر، قام عبد اللهيان بجولة إقليمية شملت كلّاً من العاصمة العراقية بغداد، واللبنانية بيروت، والسورية دمشق، والقطرية الدوحة، متحدّثاً للمرّة الأولى عن احتمالات ما وصفه بـ»التحرّك الوقائي من قِبَل محور المقاومة لوضع حدٍّ لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة»(نقلا عن الاخبار).
الصورة : وسائل إعلام إيرانية تنشر آخر صورة التقطت لإبراهيم رئيسى وعبد اللهيان قبل تحطم الطائرة .

