لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وجّه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان كلمةً جاء فيها :" سيدي يا رسول الله ، تعود الذكرى، والقلوب كل القلوب والعقول والنفوس والمشاعر والأنظار تشد الى فلسطين . الى هذا الشرق وما يحدث فيه، وما يحصل من مؤامرات عليه . وكأنه تغيير لخارطة النفوذ في هذه المنطقة . هذا الشرق ، قلبه فلسطين، وقلب فلسطين القدس، وقلب القدس المسجد الأقصى ، ونرى كيف هو الاعتداء والهجوم من كيان نازي همجي يبيد ويقتل الأطفال والنساء وييتم الأطفال ويرمل النساء ويعتقل الرجال والشباب ، لا يفرق بين بيت ومدرسة وجامعة ومستشفى ، بين موظف في هيئات ومؤسسات دولية ، بين عامل في الدفاع المدني ، بين مسعف ، بين طاقم طبي ، يقتل ويدمر ويحرق .. أمام انظار الدنيا والعالم والهيئات والمؤسسات التي ترعى حقوق الإنسان ، وامام العالم العربي والإسلامي وأنظمته.
وتابع :" ستبقى غزة.. ستبقى فلسطين حكاية الأجيال، حكاية بطولة وحكاية صراع بين الحق والباطل ، بين العدل والظلم، بين الإبادة الجماعية وبين الدفاع عن الوجود وعن الحضور على الأرض في فلسطين . تحية الى شهداء غزة ورحمةً لهؤلاء الشهداء وشفاءً للجرحى.. شعب يعيش بدون دواء وبدون غذاء وبدون ماء، امام انظار الدنيا ويصمد ويقاتل ويدافع عن شرفه وكرامته ووجوده وعن ارضه ، ويسيل الدم يسقي هذا التراب لتنبت أزهار الحرية والكرامة والسيادة والعزة لشعب فلسطين. هؤلاء يدافعون عن كل ما هو طيب وخير وحق في هذه الأمة".
وقال :" كذلك نتوجه بالتحية الى أهلنا في جنوب لبنان، الى المقاومين كما وجهنا التحية الى المقاومين في غزة وفي رفح وفي الضفة، وخاصة في ظل ما نسمع عنه في هذه الأيام من استعداد وتهيئة لتوسيع هذه الحرب . نحن نحب فلسطين ولا نتخلى عنها وهذه ليست المرة الأولى التي نصمد بوجه الإعتداء بل وفي بعض الأحيان الإجتياح وبقيت صيدا واستمرت صيدا واستمر الجنوب اللبناني واستمر لبنان .. نحن مع هؤلاء الأبطال الصامدين في ارض فلسطين ولن نتخلى عن فلسطين".
وختم المفتي سوسان :" في ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نعاهدك يا رسول الله أن نسير على دربك وأن نهتدي بهديك وأن نستنير بنورك وأن نمشي على طريقك وأن نتمسك بسنتك وبقرآنك ، ليزول هذا العدوان ولينصر الله من ينصره ، وليس ذلك على الله بعزيز"