كتب عماد الدين حسين في "موقع 180 بوست" التالي : هل ستنجح إسرائيل أخيراً فى جر إيران إلى المواجهة الشاملة، وبالتالي تحقيق أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة في محاولة الإجهاز على البرنامج النووي الإيراني وكذلك ضرب الأذرع الإيرانية في المنطقة؟
هذا هو السؤال المهم الذى يثار مرة أخرى بعد إطلاق إيران مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل مساء الثلاثاء الماضي ردا على كسر إسرائيل لقواعد الاشتباك المنضبط التي سادت طوال الـ١٢ شهرا الماضية. من الواضح أن تل أبيب تسعى بكل الطرق لجر إيران للمواجهة، والأخيرة تسعى بكل الطرق لعدم تنفيذ الخطط الإسرائيلية، لكن تطور الأوضاع وتسارعها في الأيام الأخيرة قد يتجاوز حسابات كل طرف بما قد يقود إلى تفجر صراع شامل في المنطقة بأكملها، بل واستخدام أسلحة غير تقليدية خصوصا من طرف إسرائيل. إيران تعرضت لضربات نوعية كثيرة، هي وأذرعها المختلفة في المنطقة ولم تتحرك بصورة جادة، باستثناء ما حدث ليلة الثلاثاء الماضى الى حد ما.
نعلم أن إسرائيل اختبرت إيران أكثر من مرة بالاستهداف المستمر والممنهج لقواتها وخبرائها في سوريا، ثم ضربت القنصلية الإيرانية في دمشق، وتمكنت من اغتيال المسئول البارز في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي، في أول نيسان/إبريل الماضي، وردّت إيران بصورة ضعيفة نسبيا بقصف مواقع صاروخية في ليل 13-14 نيسان/أبريل كان البعض يعتقد أن قواعد الاشتباك سوف تعود إلى الشكل المنضبط عبر الوكلاء فقط، لكن مرة أخرى خرقت إسرائيل هذه القواعد، نهاية شهر تموز/يوليو الماضي وقتلت أبرز مسئول عسكرى في حزب الله فؤاد شكر في قلب مقر حزب الله بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وفي نفس الليلة اغتالت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال وجوده في طهران.
لم ترد إيران على اغتيال هنية فى بناية تتبع الحرس الثورى وقيل إنها تريثت كثيرا استجابة لنداءات عربية ودولية حتى لا تعطي نتنياهو الفرصة لنسف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن الأخير نسف كل شىء، وبعد أن دمر غزة استدار إلى الضفة، ومنها إلى جنوب لبنان.
هو نفذ عملية “البيجر” وأصاب الآلاف من عناصر حزب الله ثم اغتال إبراهيم عقيل رئيس هيئة أركان الحزب وبعدها ضرب ضربته الكبرى باغتيال (السيد) حسن نصرالله أمين عام حزب الله ومعه نائب قائد الحرس الثوري عباس نيلفروشان.
إذًا، إسرائيل تجاوزت كل الخطوط، وكان على إيران إما أن تستمر في صمتها وبالتالي تترك الحزب لقمة سائغة أمام النمر الإسرائيلي المتلمظ، وإما تتحرك وترد. ما حدث يوم الثلاثاء الماضي، حينما أطلقت نحو ٢٢٠ صاروخا، يحفظ جزءا من ماء وجه إيران. هي تقول إن صواريخها أصابت ٨٠٪ من أهدافها وتزعم إسرائيل أنها كانت «فشنك» وقتلت فقط مواطنا فلسطينيا في حيفا.
وبعد الضربة الإيرانية قال مسئولون إسرائيليون: «سوف نضرب في كل الشرق الأوسط».
والسؤال: ما ترجمة هذا الكلام؟
هل يعني المزيد من ضرب الأهداف لدى القوى المؤيدة لإيران والداعمة للمقاومة الفلسطينية أي حزب الله والحوثيين والحشد الشعبى وسوريا، أم تذهب إسرائيل مباشرة إلى ضرب أهداف في قلب إيران؟ نتيناهو يسعى دائما إلى استهداف البرنامج النووي الإيراني أو أقله صناعة النفط الإيرانية. ومن الواضح أن نتنياهو وقياسا على سلوكه منذ ٧ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سوف يجازف ويحاول ضرب إيران بكل قوة، وإذا فعل ذلك فلن يكون أمام إيران سوى الرد وبقوة، والتوقع الأساسي في هذه الحالة أن المنطقة ستدخل فعليا في أتون المواجهة والحرب الشاملة، خصوصا أن أمريكا وبريطانيا وغالبية أوروبا تدعم آلة الحرب الإسرائيلية.
وردود الفعل الأمريكية والأوروبية بعد ضربة الثلاثاء الماضي تقول بوضوح إن الغرب يدعم اسرائيل في كل الأحوال وإنه يتبنى كل السياسات والأفعال المجنونة لنتنياهو حتى لو أدت الى نشوب حرب عالمية.
الصورة : (نقلا عن "موقع 180 بوست")