اكد محافظ الجنوب منصور ضو ان عدد نازحي محافظة لبنان الجنوبي الموجودين في مراكز الإيواء 14279 نازحاً (3723 عائلة ) في66 مركز موزعين على الشكل التالي : في قضاء صيدا بما فيه صيدا المدينة 11687 نازحاً (2976 عائلة ) ، في قضاء جزين 1935 نازحاً (541 عائلة )، وفي صور 657 نازحاً (206 عائلات ). هذا الى جانب طبعاً العائلات النازحة التي استقرت في بيوت وشقق مستأجرة او عند أقارب وأصدقاء لهم والذين يجري العمل على احصائهم لتأمين المساعدات اليهم .
ضو يتابع التفاصيل المتعلقة بازمة النزوح في محافظة لبنان الجنوبي من غرفة عمليات إدارة الكوارث بمركز المحافظة في سراي صيدا الحكومي ويتواصل مع الجهات الرسمية والبلدية والأهلية والإنسانية على صعيد أقضية المحافظة الثلاثة " صيدا وصور وجزين "، وينسق بشأنها مع غرفة العمليات المركزية ووزارة الداخلية والبلديات والوزارات المختصة ، ويتسلم من فريق غرفة عمليات المحافظة تباعاً التقارير والأرقام الواردة من البلديات ومراكز الإيواء واحتياجاتها
وقال ضو في حديث ل"مستقبل ويب": انه منذ حوالي 10 أيام أعلنا أن محافظة الجنوب أصبحت مكتظة بالنازحين ولم يبق لدينا مراكز إيواء لنستطيع استقبال الناس فيها. واذا جرت عملية اخلاء لمن تبقى من المواطنين في المناطق التي لا تزال تشهد نزوحاً واضطررنا لفتح مراكز إيواء جديدة، ليس أمامنا سوى أماكن في القطاع الخاص قد تساعدنا، وان نزيد قليلاً نسبة الإيواء في بعض المراكز الحالية، أو في مراكز أخرى نفضل أن لا نتحدث عنها الآن ونتركها لمرحلة تالية اذا اضطررنا. لكن لا شك انه حتى الآن النزوح مستمر، وعلى سبيل المثال فقط من منطقة صور استقبلنا الأسبوع الماضي أكثر من ألف نازح .
وحول المساعدات التي تقدم للنازحين وهل هي كافية حتى الآن ؟ .. لفت ضو الى اننا نستطيع القول ان ما يقدم نعتبره في ظل هذه الظروف الصعبة إنجازاً ورغم أن محافظة الجنوب هي من المحافظات المنكوبة - ان التقديمات على مستوى المحافظة حتى الآن جيدة ومقبولة، وربما تكون الأفضل لجهة تأمين مستلزمات الإيواء. فلم يعد لدينا في كل مراكز الإيواء مشكلة فرش ولا مشكلة حرامات ولا مشكلة حصص تنظيف، ولا يوجد مركز إيواء لا تصل اليه وجبة ساخنة على الأقل مرة في اليوم، حيث يتم تقديم وجبات الطعام بالتنسيق مع الجمعيات والمطابخ.
وفي ظل المساعدات الجارية يتم العمل لمرحلة لاحقة من أجل تأمين وسيلة طبخ او مطابخ في كل مراكز الإيواء، خاصة وأن حجم المساعدات التي تأتي ونوعها تتضمن مواداً غذائية بحاجة لطبخ مثل الأرز والطحين وغيرهما، وسنحاول العمل على تأمين وتجهيز مطابخ في المراكز ليتسنى للنازحين أن يطبخوا فيها، وهناك جميعات لديها مطابخ كيف تكون آلية التنسيق بخصوصها مع البلديات لإدارة هذا الموضوع ولتصل الوجبة كاملة ونؤمن الغذاء على مدار كل شهر بشهره.
مشددا على انه بالنسبة للمنظمات الدولية التي تعمل معنا حتى الآن،: كل يعمل وفقاً لإمكانياته . برنامج الغذاء العالمي يؤمن وجبات طعام ، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونيسف ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين وكل المنظمات الدولية تؤمن وفق الإمكانيات المتاحة لديها..
لكن هل هي كافية؟.. بالتأكيد لا ، هي ليست كافية لأن هذا الحجم من المساعدات او الإمكانيات المالية التي يعلمون بها ليس بحجم أزمة بهذا المستوى. نحكي بما يفوق المليون نازح على مستوى لبنان ، لذا يجب أن يكون هناك إمكانيات تكفي لهذا العدد وهذا اليوم غير متوفر . ونحن نشكر كل الجهات التي تقدم لنا المساعدات وخصوصاَ الدول العربية مشكورة : الإمارات العربية المتحدة حيث تسلمنا كجنوب ألف حصة هي دفعة من الدفعات التي تأتي، والأمر نفسه بالنسبة للمساعدات التي تأتي من دولة قطر ومن المملكة العربية السعودية . اليوم هذا الجسر الجوي الذي بدأ الى لبنان سيستمر لأيام وأسابيع مقبلة، ونحن نتوقع وهذا أملنا كبير وخصوصاً بالأشقاء العرب انهم لن يتركونا وهم لم يتركونا يوماً ، فإذا بقي حجم المساعدات يتزايد وفقاً للجسر الجوي الذي يأتي بها، يفترض من الآن ولعشرة أيام قادمة أن نبدأ بالتقاط أنفاسنا وتتأمن المساعدات والخدمة ليس فقط لمراكز الإيواء بل وأيضاً للنازحين في البيوت" .
وحول يتم توزيع المساعدات يشير ضو الى اننا نفرز المساعدات على مستوى البلديات وتوزع فور وصولها من خلال البلديات على مستحقيها، وفق آلية محددة وشفافة لنتأكد من عدالة التوزيع ، ومعنا أيضاً شركاء أساسيون في موضوع التوزيع . فنظراً لأن محافظة الجنوب تحديداً لها طابع أمني خاص، هذا يحتم علينا أن يكون لدينا شراكة كما هي دائماً مع الصليب الأحمر الليناني الذي يساعدنا بنقل وتوزيع المساعدات ونعتبره شريكا أساسياً . ويتم توزيع المساعدات بإشراف مدراء المراكز والبلديات المختصة التي ايضاً لديها غرف عملياتها وتشرف على عملية التوزيع ، إضافة الى مراقبين من وزارة الشؤون الاجتماعية موجودين في كل المراكز . وهذا ينسحب على أي شيء نوزعه ليكون لدينا شفافية مطلقة . وكل شيء نوزعه سنعرضه لدينا يوماً بيوم ونقول لمن وزعنا وبأية طريقة . ويستطيع كل من يكلف من قبل الحكومة او الجهات المانحة وأي كان مستقبلاً أن يأتي ويطلع على سجلاتنا .
يُشهد لصيدا بهذا الأمر!
وعن مدى استجابة مدينة صيدا للنزوح والنموذج التكافلي الذي تجسده في إغاثة النازحين ؟ اعلن ضو ان ما سأحكيه عن صيدا ينطبق على كل المدن والمناطق التي تستقبل نازحين، واسمح لنفسي أن أتحدث عن الجنوب لأنه المحافظة التي أهتم بها ، وكما رأيت في كل وسائل الإعلام هذا ينطبق على لبنان كله .
لكن بالنسبة لصيدا ، ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها أهلنا من النازحين، وفي كل مرة يتبين لنا أن صيدا تقوم بدورها الإنساني وواجبها الوطني والأخلاقي ، وأن أحداً في صيدا لم يقصّر بهذا الخصوص، ومن كل شرائح المجتمع، من الجمعيات والكشافة والمدارس والمتطوعين والشخصيات والفاعليات والنواب ومن كل الناس لم يقصّر أحد. بالعكس، نرى أن هناك تسابقاً في صيدا على تأمين الخدمة لأهلنا النازحين وعلى أن يكونوا بجانبهم .
ويختم ضو : يُشهد لصيدا أنها لم تُشعر أحداً من النازحين أنه في غربة او أنه تارك بيته ، بالعكس هم في صيدا يشعرون أنهم لا زالوا في بيوتهم وبين أهلهم وناسهم" .