كتبت صحيفة "الأخبار": لم تتناقل وسائل الإعلام العبرية وصول المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين إلى إسرائيل، رغم إشارتها سابقاً إلى أن الزيارة مقررة الإثنين، إلى أن أعلنت القناة 12 العبرية أن هوكشتين «يزور الشرق الأوسط اليوم»، مشيرة إلى أن «إسرائيل تسعى للتوصل إلى صفقة شاملة في لبنان تقوم على إلغاء توسيع العملية البرية، مقابل دعم الولايات المتحدة حظراً بحرياً وبرياً وجوياً على لبنان يمنع إعادة التأهيل العسكري لحزب الله وتسليحه».
وفيما كشفت القناة أن «صفقة لبنان تهدف الى وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتم من خلالها مناقشة تفاصيل الاتفاق كاملاً»، قالت إن «إسرائيل تنوي التمسك بهذا الشرط لكي تكون لديها قدرة وحرية على الردّ على أيّ خرق والهجوم عليه من أي مكان، سواء من الأرض أو البحر أو الجو».
وأضافت أن «هدنة الشهرين فرصة للاتفاق على تفاصيل التسوية الكاملة وآليات التنفيذ والقرارات المطلوبة على المستوى الدولي للتوصل إلى اتفاق. كذلك، فإن الاتفاق الجديد سيكون أكثر فعالية من القرار السابق 1701 الذي جرى انتهاكه بعد وقت قصير من صدوره».
ورأت مصادر ديبلوماسية أن ما سرّبته القناة «يعني نسفاً للجهود التي تدّعي الولايات المتحدة أنها تقوم بها للضغط في اتجاه وقف إطلاق النار»، مؤكدة أنه «يستحيل أن يقبل لبنان بذلك، لأنه يعني فرض حصار على لبنان للقبول بوقف إطلاق النار، وهذا جنون».
ولفتت المصادر إلى أن هذا الكلام يعني أن «هوكشتين قد لا يزور لبنان»، مشيرة ألى أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغَه في زيارته الأخيرة أنه في حال لم يكن هناك تطورات جدية تؤكد وجود نية إسرائيلية لوقف إطلاق النار فلا داعي لمجيئه إلى بيروت».
ويمكن فهم ما سرّبته القناة الإسرائيلية على كونه مؤشراً على اتجاهين: إما أن العدو الإسرائيلي يرفع سقف شروطه إلى الحدّ الأقصى، بعدما استعاد حزب الله زمام المبادرة في الميدان، ما يسمح له بفرض شروطه الأخرى المتعلقة بآليات تنفيذ القرار 1701، محاولاً الالتفاف على الضغط الأميركي حتى تاريخ الانتخابات ليعرف مع أيّ إدارة سيتعامل، وإما أن إسرائيل ليست في وارد وقف الحرب نهائياً؛ أقله في المدى المنظور، وخصوصاً أنها ترى أنها لم تحقق كل ما تريده.
وعبّر عن هذا الاتجاه مكتب نتنياهو الذي أكد أن «لا تراجع عن القتال في لبنان قبل ضمان خروج حزب الله من الجنوب»، مشيراً إلى أن «التقارير عن اتفاق مع أميركا لمنع توسيع القتال في لبنان محض خيال». وأشار نتنياهو إلى أنَّ «إسرائيل قوية وستكون أقوى من ذي قبل (...) إسرائيل تعرضت لضربة قاسية لكنها لم تركع، والرد سيكون بحرب تغيّر وجه الشرق الأوسط».
ونقل زوار عين التينة عن الرئيس بري قوله إن «التسريبات تذكّرنا بما شهدناه على مدار عام من مراوغة إسرائيلية في المفاوضات مع غزة حين كانَ نتنياهو يسارع إلى إفشالها كلما شعر بإمكانية التوصل إلى اتفاق». وكشفت المصادر أن «ما سرّبته القناة العبرية صحيح في جزء منه، وقد اقترحه هوكشتين وخصوصاً في ما يتعلق بهدنة مدتها 60 يوماً، لأنه كانَ مقتنعاً بأن لا جدوى لأي مفاوضات تحت النار». وهو كان يسوّق بأن القبول بالهدنة «يمكن أن يكون ورقة للضغط على بري للموافقة على البنود التي طرحها الموفد الأميركي كآلية لتنفيذ القرار 1701، وهي أصلاً في غالبيتها مرفوضة».
وأضاف زوار رئيس المجلس أنه يرى أن «الشرط الإسرائيلي المسرّب هو أول ردّ سلبي على طرح هوكشتين وهو غير واقعي، فليست إسرائيل في موقع قوة يتيح لها فرض الشروط ما دامت المعركة مستمرة ووضع المقاومة في الميدان جيد جداً».
في غضون ذلك، واصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الموجود في بريطانيا، اتصالاته الديبلوماسية، والتقى وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في مقر السفارة اللبنانية في لندن. وشدد رئيس الحكومة على «أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل مع الجهات الدولية للتوصل الى حل ديبلوماسي لتطبيق القرار 1701 كاملاً»، ونوّه «بأهمية دور اليونيفل لحفظ الاستقرار في الجنوب، داعياً «بريطانيا الى دعم جهود اليونيفل وتعاونها مع الجيش». وفيما شدد الوزير البريطاني على أن «المساعي الديبلوماسية قائمة لوقف إطلاق النار»، أشارت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة إلى أنه «لا بد من اتفاق لوقف النار في لبنان يعيد سكان شمال إسرائيل إلى مساكنهم»، بينما قال مندوب فرنسا »إننا نعمل على وقف النار على طول الخط الأزرق وتطبيق كامل للـ 1701»
الصورة : من القصف الاسرائيلي على مدينة صور (علي حشيشو)