كتبت صحيفة "الأخبار": عاد الترويج الإسرائيلي للحديث عن تقدّم نحو تسوية بخصوص الحرب على لبنان، وسطَ مخاوف من خدعة جديدة يمارسها الأميركيون والإسرائيليون في مسار الحرب. وما يعزّز هذه المخاوف المعلومات التي أشيعت عن جولة جديدة في المنطقة سيقوم بها المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين للدفع في اتجاه اتفاق هدنة مؤقّت تليه مفاوضات، خصوصاً أنه، استناداً إلى التجربة معه، لم يعُد ممكناً أخذ كلامه بجدية أو إيجابية، إذ إن كل جولاته كانت تنتهي بتصعيد إسرائيلي على المستويين الأمني والعسكري. وفيما أُعلن أمس عن اتصالات بين الولايات المتحدة وفرنسا بشأن التسوية مع لبنان، أعرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن «الأمل في حصول اتفاق يوقف الحرب»، مؤكداً أن «لبنان ملتزم بتطبيق القرار 1701».
وتولّت وسائل الإعلام الإسرائيلية إشاعة أجواء إيجابية ووجود مؤشرات إلى إمكانية قبول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو باتفاق مؤقّت، إذ أفادت القناة 12 الإسرائيلية، أمس، بأن «إسرائيل تدرس إمكانية فرض وقف إطلاق نار محدد المدة على الحدود الشمالية مع لبنان، في خطوة تهدف إلى تجنب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي ضدها»، لافتة إلى أن «هذه التطورات تأتي في وقت حساس، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل، خصوصاً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تدعو إلى إنهاء التصعيد العسكري في لبنان وقطاع غزة».
ونقلت القناة 12 عن مصادر قريبة من نتنياهو أن «المفاوضات حول لبنان تحصل بمشاركة إسرائيل ولبنان وروسيا وأميركا وإيران، والجدول الزمني يتناسب مع استبدال الحكم في البيت الأبيض، وهو ينص على وقف النار 60 يوماً، يتواجد خلالها الجيش الإسرائيلي بأعداد قليلة في مناطق قريبة من الحدود في لبنان إلى أن ينتشر الجيش اللبناني».
من جانبها، تحدّثت «يديعوت أحرونوت» ليل أمس عن «تبادل لمسوّدات اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بين إسرائيل والولايات المتحدة، وسط تقدّم في مفاوضات التسوية»، مضيفة أن هوكشتين تبادل المسوّدات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي. ونقلت عن «مصادر مطّلعة» أن «هناك تقدّماً كبيراً في المحادثات، وهناك فرصة جيدة للاقتراب من الاتفاق». وخلصت إلى أن «ترامب يريد إنهاء الحرب في لبنان قبل تنصيبه في 20 كانون الثاني المقبل». غير أن مصادر لبنانية مطّلعة أكّدت لـ «الأخبار» أن أي مسوّدة اتفاق لم تصل إلى أيّ من المسؤولين في لبنان.
في ضوء ذلك، تصاعدت المزايدات الداخلية في كيان الاحتلال، فأشار عضو مجلس الحرب السابق بني غانتس إلى «أن الهدف الرئيسي في الشمال هو إعادة المستوطنين بأمان. ولكي يحدث هذا بسرعة، يجب ألا نوافق على وقف إطلاق النار من جانب واحد، حتى لو كان الضغط الدولي يتزايد. لا بد من زيادة شدة الهجمات في لبنان. وعلينا أن نتوصل إلى اتفاق يحيّد حزب الله، ويضمن لنا حرية العمل في مواجهة أي انتهاك».
ويأتي هذا الترويج عشية زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، والذي سرّبت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه زار روسيا سراً قبل أيام لبحث ملف لبنان، مشيرة إلى أن زيارته إلى واشنطن «هدفها وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الاتفاق مع لبنان».
كما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين أميركيين أن «فرص التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار في الشمال تزداد بقيادة هوكشتين، وبتشجيع من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب». وكتبت الصحيفة أن «الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب بعث برسالة إلى إدارة بايدن، يدعو فيها إلى إحراز تقدّم نحو تسوية أعمال العنف في شمال إسرائيل»، مشيرة إلى أن «فرص التّسوية في لبنان تحت قيادة مبعوث بايدن وبتشجيع من ترامب، تتزايد».
كذلك تحدّثت هيئة البث الإسرائيلية، عن «تقدّم حقيقي في الاتصالات بخصوص الجبهة الشمالية». ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مسؤول سياسي أن «حديثاً يدور حول اتفاق جيد جداً لإسرائيل في الجبهة الشمالية يلبّي مصالحها بشكل أمثل».
وأضاف المسؤولون الأميركيون بحسب الصحيفة أن «هناك تقدّماً في المحادثات بين الأطراف المعنية وأن التسوية في الشمال ممكنة». فيما نقل موقع «واي نت» عن مصادر أميركية إشارتها إلى «تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل ولا سيما من قبل إدارة بايدن التي تطالب بوقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان». كما نقل الموقع عن مصادر إسرائيلية أن «تل أبيب تأمل في التوصل إلى تسوية تتيح لها وقف القتال في الشمال لتخفيف الضغوط العسكرية والدبلوماسية».
الصورة : موقع المجزرة التي ارتكبها العدو في بلدة علمات الجبيلية (أ ف ب)