محمد صالح
ثقيلة هي الايام يا شيخ زيد .. دقائق وساعات تمر عليكم وعلى عائلتكم الكريمة وكانها سنوات وعمر مديد ودهر بكامله.. هي تلك اللحظات منذ ان تلقيتم نبأ استشهاد نجلكم , فلذة كبدكم هادي ضاهر على الجبهة الجنوبية خلال مواجهته في صفوف مجاهدي "حزب الله" لاشرس حرب يشنها عدو لئيم حاقد على الجنوب ولبنان .. وصولا الى مواراة جسده الطاهر تراب مدينته صيدا .
انت ياشيخ زيد ,الطيب ,السموح ,الدمث , صاحب الاخلاق الرفيعة والشخصية الهادئة جدا والطباع الرصينة .. تلقيت ذاك النبأ الفاجعة , بنفس ما تملك وما خصّك الله به من خصال وصفات , فبقيت على رصانتك وحافظت على هدوئك كالمعتاد , واوصلت النبأ الى بقية افراد عائلتكم العزيزة .. الى ام الشهيد "هادي" كان الله بعونها ..
ياشيخ زيد .. في الاستشهاد معاني بطوليه ليس باستطاعة اي كان ان يقدمها ويبذلها , هي طريق طويل وطويل خطهّا "حزب الله" وعبّدها بدماء قائده , ودماء روت ارض الجنوب الغالية وارض لبنان العزيز , هي درب من سبق من الشهداء العظام والكبار, ولكم في نجلكم "هادي" امثوله غنية في العطاء والبذل حتى الاستشهاد لرجال من خيرة القادة دفاعا عن الوطن وحفظا للارض في الجنوب وكل لبنان وفلسطين .. تلك الامثوله اجدها فيكم , لا بل علّها تعطيكم دفعا قويا وجامحا لتقبل ذاك النبأ وانتم مؤمنون بهذا الخط من نعومة اظافركم..
والشهيد هادي ضاهر ذاك الشاب , ابن ابيه في طيبته وهدوئه ودماثته , المفعم حيوية واندفاعا , المؤمن بتلك العقيدة الجهادية الاستشهادية لتثبيت الحق والدفاع عن الوطن .
ياشيخ زيد تلك الحرب وهذه المواجهة الشرسة هي درب آلام بالنسبة للآخرين , يهربون منها ومن اوجاعها , نظرا لفظاعتها وبشاعتها .. او لعدم قدرتهم على تقديمها او لانهم لا يملكون الجراة لبذلها.. ولكنها بالنسبة لكم درب عز ونصر وكرامة , وقد عزّكم الله بهذه المواجهة لعدو يملك كل الصفات التي تجعلكم في طليعة تلك الحرب وواجهتها حماية للوطن لبنان وجنوبه الغالي العزيز .
ياشيخ زيد ضاهر .. لم يتثن الوقت لنا لنكون بين من شاركم العزاء والمواساة في مصابكم الجليل باستشهاد نجلكم الشهيد هادي .. وعذرا ان تأخرنا عليكم , وعذرا على غيابنا , وعذرا لاننا لم نقف الى جانبكم في تلك الحظات الصعبة والقاسية جدا , لنشارككم الم الفراق وحرقته ولوعته وحسرته .. انه الالم العميق والحزن الكامن الذي سيفيض في كل لحظات الاختلاء بالنفس .
انتم ياشيخ زيد تشاركون الجميع دون استثناء كل مناسباتهم في افراحهم واتراحهم, سيما في تقديم واجبات العزاء لهم وتخفيف الالام عنهم .. اتمنى ان تتقبل عذرنا , والف رحمة على الشهيد "هادي".. ولكم الف تحية وسلام .
***وكانت مدينة صيدا قد شيعت قبل ايام نجل مسؤول قطاعها في "حزب الله" الشيخ زيد ضاهر الشهيد هادي ضاهر الى مثواه الاخير في ماتم مهيب , حيث ووري الثرى في مدافن العائلة مقابل مدرسة "دوحة المقاصد الخيرية الإسلامية" في المدينة بمشاركة النائب الدكتور اسامة سعد وجمع من الفعاليات السياسية والاجتماعية ورجال دين واخوة واصدقاء الشهيد هادي وعائلة ضاهر في صيدا .