
بتاريخ 22/8/2006 وفي العدد 10481 من جريدة السفير الغرّاء وعلى أثر عدوان تموز كتبنا مقالا" تحت عنوان " عرّج على جزين يا مستبعد النجف ". وذلك بوصفنا كنا رئيسا" لإتحاد بلديات منطقة جزين ورئيسا" لبلدية جزين - عين مجدلين - قلنا فيه:
بعيدا" عن المعنى التحليلي الديني الكريم لهذه المقولة (عرّج على جزين يا مستبعد النجف) ومقاربة" للبعد الوطني الإنساني الأخوي الجامع، فتح أبناء منطقة جزين قلوبهم قبل بيوتهم ومؤسساتهم ومدارسهم، لإجارة ونجدة إخوانهم القادمين من قرى ودساكر الجنوب الحبيب، وقاموا باستقبالهم إخوة" أعزة، وكرموا وفادتهم طيلة فترة العدوان الهمجي الصهيوني.
وها هو اليوم، يعيد التاريخ نفسه، فالعدو التاريخي لأمتنا هو هو. والعدوان الهمجي هو هو، وجزين هي هي جزين الوطنية الصادقة. فإذا بها تهبّ هبة رجل واحد منذ بدء العدوان في أواخر شهر أيلول الماضي لاستقبال النازحين. وليس لجزين فخر بذلك، بل هو شرفها وواجبها ودورها فكلنا في المصيبة إخوان.
وبمقارنة بين العام 2006 والعام الحالي، لا يسعني إلا أن أشير الى أن عدد النازحين في العام 2006 الى جزين ومنطقتها بلغ 11000/نازح، ثلاثة آلاف منهم تواجدوا في مدينة جزين وحدها. أما هذه المرة فإن عدد النازحين فقد بلغ حوالي 10,000 شخص توزعوا على مدينة جزين ومدارسها الرسمية اضافة الى مدارس القضاء . أما عدد الأشخاص النازحين الذين أقاموا في المنازل المستأجرة على إمتداد قضاء جزين فقد بلغ حوالي 5000 شخصا".
أما المقارنة بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية والهيئات المدنية التي ساهمت في الاهتمام بأهلنا الوافدين في العام 2006، وتلك التي ساهمت بذلك حاليا" نرى أنه في العام 2006 ساهم في أعمال الاهتمام بأهلنا الذين نزحوا الى جزين ومنطقتها كل من الصليب الأحمر اللبناني – الصليب الأحمر الدولي – منظمة الأمم المتحدة – جمعية كاريتاس- الـ SOS – مؤسسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري - جمعية التنمية للإنسان والبيئة- جمعية أطباء بلا حدود - وكالة غوث الأطفال - مؤسسة المعتز- جمعية تجار جزين - جمعية مار منصور.
أما اليوم فإن عدد المساهمين الذين اهتموا بأهلنا الوافدين عدا السهو والغلط هم مجلس الجنوب، وجمعية التنمية للإنسان والبيئة، وجمعية تشيلد، وجمعية كاريتاس وبلدية جزين عين مجدلين فضلا" عن الصليب الأحمر الذي قام بدوره التقليدي. علما" بأن النائب السابق المحامي إبراهيم عازار قام يعاونه مجموعة من شباب وشابات منطقة جزين كما والده المرحوم النائب سمير عازار في العام 2006 بنشاط كبير ومنظم لجهة تأمين وتوزيع المساعدات على أهلنا الوافدين.
وفي النهاية كنا دائما" على ثقةٍ تامة بأننا كما انتصرنا على العدو في عدوان العام 2006، سوف ننتصر عليه أيضا" في عدوان العام 2024 وهذا ما حصل. وكما هنأنا أهلنا النازحين بعودتهم الى بلداتهم وقراهم في العام 2006 نعود لنهنئهم اليوم أيضا" بعودتهم في العام 2024. وسوف ندعو الله أن يثبتهم في أرضهم ويحميهم من غوائل الحقد الأعمى، متمنين لهم ولجنوبنا الحبيب ولكل منطقة في ربوعنا اللبنانية الغالية حياة عزيزة كريمة ينهضون من تحت الركام ويعيدون بناء ما هدمه العدوان سائلين الله أن يبلسم جراح جرحاهم ويرحم شهدائهم الأبرار.
المحامي سعيد بوعقل