صيدا - "الإتجاه".
بدعوة من الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري، النائب الدكتور أسامة سعد، وتكريمًا للمتطوعات والمتطوعين في مراكز استقبال النازحين في صيدا، أقيم لقاء تكريمي في مركز معروف سعد الثقافي. جمع نخبة من المتطوعين والمتطوعات من مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية، وشباب التنظيم الشعبي الناصري، وفرق الإنقاذ الشعبي التابعة للمؤسسة، إلى جانب متطوعين آخرين.
تخلّل اللقاء كلمات عديدة، تصدرتها كلمة النائب أسامة سعد، التي أشاد فيها بالجهود المميزة التي بذلها المتطوعون خلال الأزمة التي عصفت بالوطن أثناء الحرب الصهيونية الهمجية على لبنان. ووجّه سعد تحية تقدير إلى المتطوعين الذين وقفوا إلى جانب الأهالي النازحين في صيدا، مجسّدين بذلك أسمى معاني التضامن الوطني والنضال الإنساني.
وأكّد سعد في كلمته أنّ ما قام به المتطوعون لم يكن مجرد عمل تطوعي عابر، بل كان واجبًا وطنيًا نضاليًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشيرًا إلى دورهم البارز في دعم صمود الأهالي الذين واجهوا أعباء تلك المرحلة الصعبة. وأوضح أن تلك الجهود أثبتت مرة أخرى أن قيم المحبة والتضامن يمكن أن تتجّلى في أبهى صورها حينما تتكاتف الجهود، ويتعزّز الشعور بالأخوّة والانتماء.
هذا اللقاء كان بمثابة تكريم للطاقات الشبابية التي أثبتت أنها العمود الفقري لأيّ جهد إنساني أو وطني. كما شكّل رسالة اعتراف وامتنان لكلّ من ساهم في تخفيف معاناة النازحين، وترسيخ قيم التضامن بين أبناء الوطن في مواجهة المحن والتحديات.
في بداية اللقاء كانت كلمة لعريف الحفل سهيل زنتوت، مما جاء فيها:
" أهلاً وسهلاً بكم جميعًا متطوعين ومتطوعات ، في هذا اللقاء الذي يحمل في طياته العديد من المشاعر الإنسانية العميقة. وقال : إن مدينة صيدا،عاصمة الجنوب بتاريخها المقاوِم، كانت ولا تزال بمثابة القلب النابض الذي يحتضن كل من يمر به في محنته. إن دورها الكبير في إغاثة النازحين هو جزء من رسالتها الإنسانية التي لا تقتصر على المواجهات العسكرية بل تتعداها لتكون مدينة الخير والعطاء لكل محتاج.
ألف شكر لكم جميعاً، ولكل من قدم ولو جزءاً بسيطاً من وقته. أنتم الأمل في زمن اليأس، والضوء في نفق الظلمات، وبوجودكم، نؤمن أن الخير ما زال ينبض في قلوبنا وفي قلوبكم. شكراً لكم، والشكر كل الشكر لكل من ساهم في هذا العمل النبيل، وبالأخص لشباب صيدا المقاوم الذين دائما ما يثبتون أن العمل الاجتماعي هو جزء لا يتجزأ من نضالهم المستمر من أجل العدالة والكرامة.
سعد
استهل النائب أسامة سعد كلمته قائلا : أودّ أن أعبّر عن خالص التقدير والامتنان لكلّ من ساهم في مسيرة الخير والعطاء، سواء من خلال العمل التطوعي أو المبادرات الإنسانية. هذه الجهود التي تتجاوز تقديم المساعدات المادية لتصبح رسائل إنسانية سامية، تحمل في طيّاتها قيم المحبة والتضامن، وتعزز الأخوّة في أبهى صورها.
إن عملكم التطوعي، أيها الأحبة، ليس مجرد فعل عابر أو جهد محدود، بل هو من أسمى مظاهر الإنسانية التي لا تنتظر مردودًا ماديًا أو منفعة شخصية. إنه عمل نابع من القلب، يسعى إلى مد يد العون لمن هم في أمسّ الحاجة، خاصّة في الأوقات الصعبة التي تفرض علينا التكاتف والتآزر. وما أجمل أن يكون هذا الجهد الوطني والإنساني موجهًا إلى أهلنا وأحبائنا الذين يعانون ظروفًا استثنائية. فعملكم التطوعي هو واجب إنساني وأخلاقي يعكس انتماءكم العميق وولاءكم لوطنكم ومجتمعكم.
اضاف سعد : في هذا السياق، لا بدّ أن نسلّط الضوء على الجهود المباركة لبلدية صيدا وجهود رئيسها، وإلى محافظة الجنوب ، وإلى مجلس الجنوب لما قدّموه من مساعدةٍ ودعم ٍ وتعاون، ووقوفٍ إلى جانب المؤسسات الأهلية التي نوجّه لهم كل التحية والتقدير، هذا التعاون والتكاتف فيما بينهم أثمر عطاءً خيّرًا مكللًا بالنجاح .
كما وأخص بالذكر الجهود الذي قامت بها مؤسسة معروف سعد الاجتماعية. هذه المؤسسة التي كرّست نفسها لخدمة أهلنا النازحين من قرى وبلدات الجنوب، كانت وما زالت نموذجًا يُحتذى به في العمل التطوعي وتعزيز القيم الإنسانية. فمنذ انطلاقتها، حرصت المؤسسة على دعم الفئات الأكثر احتياجًا، رافعة شعار التضامن الوطني والمجتمعي.
وقال : لا يمكن الحديث عن هذه الجهود دون توجيه تحية تقدير وإجلال لشباب التنظيم الشعبي الناصري، الذين كانوا في طليعة الصفوف، يبذلون الغالي والنفيس لتخفيف معاناة أهلنا النازحين. لقد جسّدوا بمواقفهم أسمى معاني التضحية والإيثار، مقدّمين الدعم المادي والمعنوي على حدّ سواء. فقد وفّروا الطعام والملابس والأدوية، لكن الأهم أنهم بثّوا الأمل في قلوب النازحين، مؤكّدين أن التضامن الحقيقي هو ما يخفف الألم ويوحّد الصف.
وتابع سعد : في هذا السياق، أتوجّه بتحية خاصة إلى شباب الإنقاذ الشعبي وإلى رئيس جهاز الإنقاذ الشعبي عبد الحليم عنتر، الذي نتمنى له الشفاء العاجل. لقد كان لكم الدور الأبرز في قيادة هذه الجهود. لقد أظهرتم شجاعة منقطعة النظير في مواجهة التحديات، وقدّمتم نموذجًا رائعًا للتفاني في خدمة الوطن والمجتمع. إنّ أفعالكم لم تكن مجرّد مبادرات تطوعية، بل تجسيدًا حقيقيًا للمقاومة الوطنية والإنسانية التي تعلي قيم العطاء فوق كل اعتبار.
وشدد سعد على : إن ما شهدناه من جهود مخلصة من قبل المؤسسة وشبابها المتطوعين يعكس صورة ناصعة عن الروح الوطنية اللبنانية التي لا تنكسر أمام المحن. فقد كانت صيدا،عاصمة الجنوب ولا تزال، هي المدينة والعاصمة الحاضنة لكل محتاج، تفتح ذراعيها للجميع دون تمييز، لتصبح رمزًا للتضامن الإنساني والمقاومة السامية.
وفي الختام، أدعوكم جميعًا إلى تعزيز روح عملكم التطوعي ودعم كل مبادرة تسهم في تمتين روابطنا الإنسانية والوطنية. فالوطن لا ينهض إلا بتكاتف أبنائه، وعملكم التطوعي بما يحمله من عطاء وتضحيات هو أصدق أشكال المقاومة. فلنعمل معًا على ترسيخ هذه القيم النبيلة في حياتنا اليومية، لأن الإيمان بالإنسان هو أساس بناء المجتمع القوي والمتماسك.
شكرًا لحضوركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
"مؤسسة معروف سعد"
كلمة "مؤسسة معروف سعد" ألقتها منسقة المشاريع في المؤسسة "دلال شحادة"، ومما جاء فيها : نيابة عن وائل قبرصلي المدير التنفيذي لمؤسسة الشهيد معروف سعد أنحني لجهودكم المباركة وتطوّعكم الذي لا مثيل له، وأنقل لكم تحية إجلال وتقدير لما قدمتموه في خدمة أهلنا النازحين ضيوف صيدا الكرام.
وقالت : لخمس وستين يوماً كنّا حاضرين في الميدان منذ اليوم الأول للعدوان. وكنّا السبّاقين لاستلام ١٣ مركز إيواء، بتعداد ٣٠٠٠ فرد وحوالي ٨٠٠ عائلة. احتضنتموهم وكنتم لهم خير سند.
عمل مؤسسة الشهيد معروف سعد والتنظيم الشعبي الناصري خلال فترة الحرب يُعتبر نموذجاً يُحتذى به في العمل الإنساني، وثّقنا به للجيل القادم مثالاً حيّاً وحضارياً.
٢٥٠ متطوع كانوا في خدمة أهلنا النازحين
كلّنا فخر بهذه الخدمات التي قُدّمت لأهلنا
وكلّنا عزّ بكم وبجهودكم
أحيّيكم فرداً فرداً وأرفع الرأس شامخةً بما قدمتموه
شكر خاص لبلدية صيدا بشخصها د.حازم بديع الذي لم يتوانَ عن تقديم كلّ ما في البلدية من خدمات مختلفة وكادر بشري لخدمة النازحين في ٢٧ مركز إيواء في مدينة صيدا.
كل التمنيات بالشفاء العاجل لمدير عمليات فوج الإنقاذ الشعبي عبدالحليم عنتر. مناضلاً في الميدان وما عهدناه إلا السبّاق لإسعاف المرضى والمصابين شكراً لحضوركم وشكراً لكلّ جهد بُذِل
فوج الإنقاذ الشعبي
كلمة "فوج الإنقاذ الشعبي في مؤسسة الشهيد معروف سعد"، ألقاها المسعف "محمد السن"، ومما جاء فيها: نجتمع اليوم لنقف وقفة وفاء وتقدير لشخصية استثنائية، لطالما كانت رمزًا للشجاعة والإقدام، ومثالًا حيًا للتضحية والخدمة الإنسانية.. إنه المسعف و مدير عمليات فوج الإنقاذ الشعبي في مؤسسة الشهيد معروف سعد الأخ عبد حليم عنتر الذي حمل أعباء رسالته بكل إخلاص وتفانٍ، وقدم نفسه في سبيل إنقاذ الأرواح وتخفيف الآلام، غير مكترث بالمخاطر أو الصعوبات.
كان دائمًا أول الواصلين عند الحاجة، مبادراً بلا تردد، وعاملاً بلا كلل.. كان قلبه ينبض بالرحمة، وعمله دليلًا على حب الخير.. شهدنا شجاعته في أصعب المواقف، حيث لم يكن يهاب الأخطار، بل كان يسابق الزمن لإنقاذ حياة إنسان أو تقديم المساعدة لمن يحتاجها..
وفي نهاية اللقاء قدم المتطوعون صورة تحمل رسم المناضل رمز المقاومة الوطنية مصطفى معروف سعد للنائب أسامة سعد عربون تقدير واحترام لدعمه المتواصل لهم.