
كتاب مفتوح إلى الحريصين والغيارى.. من مهندسين وأطباء ونقابيين وناشطين وطلاب وسياسيبن وكافة المعنيين في الشأن الصيداوي .
نحن على أبواب انتخابات بلدية ، لتكوين سلطة محلية تدير شؤون المدينة ، ماذا أنتم فاعلون…؟
يعيش لبنان اليوم مخاضا عسيرا" وتحولات كبيرة، ستحدد مستقبله لسنوات طويلة ، وإذا كنا غير قادرين على احداث تغيير أو تصويب في هذه المسارات الوطنية الكبرى ،الا انه (وأنا على يقين من ذلك )، انّ بإستطاعتنا رسم مستقبل مدينتنا ، بفضل ما تختزن من قدرات وطاقات ، قادرة على النهوض بها وجعلها المدينة التي نعتزّ بالانتماء لها .
من هنا فإن دورنا يتجاوز النقد والتركيز على السلبيات ، إلى اقتراح الحلول العلمية والعملية التي تستند إلى رؤى خلاقة ومستدامة تعيد للمدينة بريقها وجمالها .
لا شك أننا جميعاً ندرك المشكلات التي تعيشها المدينة ، من فوضى وإهمال على جميع الأصعدة (الاجتماعية، الاقتصادية، العمرانية،والبيئية ….) فهي تعاني من أزمات حادة في جميع المجالات ، من بنية تحتية متهالكة إلى إهمال بيئي وعمراني وثقافي وتراجع اقتصادي، يهدد نسيجها الاجتماعي.
مع ذلك، تبقى الفرصة سانحة للنهوض بها إذا اجتمعت الإرادات الطيبة والمخلصة من كافّة شرائحها ،لتوجيه النقاش نحو مشاريع تنموية تعيد للمدينة زخمها وحضورها ودورها المفقود .
ومن المؤكد ان المشاريع التنموية ليست مجرد خطط على الورق؛ إنها فرصة لإعادة رسم مستقبل المدينة، من خلال حسن استعمال مواردها الطبيعية وهي كثيرة ، في الاستثمار والبنى التحتية، والقطاعات المنتجة لتحسين جودة العيش فيها ، وتعزيز هويتها التاريخية الثقافية والوطنية .
لذلك ان الحوار الإيجابي والنقاش البنّاء بين مختلف الفئات هو السبيل الوحيد لصياغة حلول مبتكرة ومتوازنة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات المدينة ، والجميع اليوم مدعو لتقديم نموذج في الحوار الفاعل ، الجّدي والمسؤول الذي يبني ولا يهدم ، يجمع ولا يفرق .
لقد آن الأوان لانتاج نموذجا جديدا في ادارة العمل البلدي ، عنوانه المشاركة والمصارحة ووضع الخطط الاستراجية الهادفة للتنمية تلبيةً لمصالح الناس ، كل الناس . وليس خدمة لمصالح فئوية أو شعبوية من هنا او هناك.
ان النخبة المتعلمة والمثقفة ليست مجرد شريحة مجتمعية تحمل شهادات علمية أو ثقافة واسعة، بل هي القوة المحركة لمجتمعنا نحو النموّ والتطور والتقدم. ودورها الأساسي يتمثل في التفكير النقدي، واستشراف المستقبل، واقتراح حلول واقعية للتحديات.
من هنا فأن مسؤولية النهوض بالمدينة هي مسؤولية جماعية ،والنخب الصيداوية هي القلب النابض لهذه المهمة ، فلنكن جميعاً على قدر التحدي ، ولنجعل من الحوار الإيجابي بداية لنهضة حقيقية .
زملائي أقول قولي هذا كي لانكون مثل ذاك « الضرير الذي تقوده يد نحو المنحدر ، وأثناء سقوطه ، يدرك انه لم يكن قط ضريراً … بل لم يفكّر يوماً في فتح عينيه …. ».
المهندس محمد الدندشلي