Alitijah news online

www.alitijah.com

  • الرئيسية
  • سياسة
  • محليات
  • شؤون بلدية
  • إقتصاد
  • مقالات
  • امن
  • صحة
  • أخبار فلسطينية
  • سياحة
  • الرئيسية
  • سياسية عامة
  • الثلاثاء 25 شباط 2025

ما بعد التشييع … المصلحة الوطنية أولاً !!

ما بعد التشييع … المصلحة الوطنية أولاً !!

يوسف كليب
قُطع الشك باليقين، إنتهت مراسم تشييع الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله. يومٌ إستثنائي في تاريخ لبنان. حضرت وفود كثيرة من دول عربية وإسلامية وأجنبية. كما حضر الناس من مختلف المناطق اللبنانية. فحُب الناس للسيد لم يكن يقتصر على الطائفة الشيعية الكريمة فقط، بل أحبّته الناس من كل أنحاء العالم حتى أصبح اُممي !! أتوا من كل أنحاء العالم. وفود وشخصيات مثل الناشط الأممي ماندلا مانديلا حفيد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، الناشط الأميركي جاكسون هنكيل، الناشط البرازيلي تياغو أفيلا والكثير غيرهم …


حشدٌ شعبيٌ مهيب، قابله تمثيلٌ رسمي لبناني خجول. غابت شخصيات سياسية لحساباتها الخاصة في السياسة أو ربما لخوفها من العقوبات الأميركية، كغياب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي كان أمرٌ مستغرب. كما لم يحضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام شخصياً، بل مثّله الوزير محمد حيدر المحسوب على حزب الله.


تشييعٌ تاريخي، حيث إمتلأ ملعب المدينة الرياضية ومدرجاته، وجميع باحاته الخارجية. بالإضافة الى الطريق العام المؤدي الى المدينة الرياضية من الجهتين، وجسور المشاة، والطرق الفرعية الجانبية، وأسطح المباني المحيطة ومنازل السكان … قد يكون صعب إحصاء العدد الفعلي، فهذه اللعبة الداخلية في لبنان تأتي دائماً في إطار المزايدات والتحدي. المؤيد يعظم الأرقام، والمعارض يُنكّس بها.

لكن قراءة المشهد بتجرّد وموضوعية يدل على ضخامة الحدث !! هي رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي، لا الداخل اللبناني. رسالة مفادها أن المقاومة بخير، وأن حزب الله يتعافى بعد الحرب الوحشية. العدو الإسرائيلي الذي يعتبر أن حزب الله إنتهى، رد عليه الأخير بتنظيم على أعلى المستويات. بدأت من تأمين مواقف للسيارات، إلى تحديد مسار التشييع، إلى الفصل بين مداخل دخول الشخصيات الرسمية والصحافيين والإعلاميين وعوائل الشهداء والجرحى وعامة الشعب. بالإضافة إلى ضخامة الشاشات على الطرقات والكم الهائل من الصوتيات.

أما على المستوى الصحي، فتوزعت على جنب الطرقات خيم الهيئات الصحية والمُسعفين. كما كان مُلفت الإلتزام التام بعدم إطلاق رصاصة واحدة في الهواء، وعدم حصول أي أحداث أمنية أو مشاكل أو "ضربة كف" !! فالحدث الأمني الوحيد كان مرور سرب من الطائرات الحربية الإسرائيلي على علو منخفض جداً، على مرحلتين، الأولى حين خرج نعشين الشهيدين السيدين نصرالله وصفي الدين، والثانية خلال كلمة الشيخ نعيم قاسم. رسالة واضحة حاول العدو فيها الإستفزاز والتشويش على فعاليات التشييع وتخويف وإرهاب الحاضرين الذين لم يهتزّوا ولم يتزحزحوا من أماكنهم لتُرفع القبضات على صيحات موحدة "لبيك يا نصرالله" و "هيهات منا الذلة" و "الموت لأمريكا" و "الموت لإسرائيل" !!

 
ولدرع السيد، أبو علي خليل، حصة كبيرة من محبة الناس حيث ظهر لأول مرة بعد الحرب بعدما ظن الجميع أنه استشهد. هو من ريحة السيد، رافقه قبل أن يكون أميناً عاماً للحزب الى حين إستشهاده وفي تشييعه ودفنه …
بعد كل ما تعرّض له الحزب، إستطاع بجهوده، وخلال فترة شهر واحد من التحضيرات، أن يُنظّم تشييع سماحة السيد حسن نصرالله بمستوى عالٍ جداً يفوق مستوى دول !!

 

المصلحة الوطنية في كلمة الشيخ نعيم قاسم
تحدث الأمين العام الشيخ نعيم قاسم في عدّة نقاط، بعضها خارجي موجه للعدو، والبعض الآخر داخلي معني به الأفرقاء اللبنانيين. فيما يتعلق بالعدو الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية، إن حزب الله سيتابع تحرّك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسياً. كما شدد الأمين العام على إلتزام المقاومة بتطبيق القرار ١٧٠١ والذي يعمل العدو على خرقه يومياً ولم ولن يلتزم به. فغاراته عدوان وبقاءه في النقاط الخمسة إحتلال. للمرة الأولى يقول الشيخ قاسم أن موافقتهم على وقف إطلاق النار جاء بعدما وصلت المعركة إلى إستنزاف غير مجد.

كما قال أن المقاومة إيمانٌ وحق، تكتب بالدماء لا بالحبر على الورق، لذلك المقاومة لم تنته وهي باقية ومستمرة ولن تأخذو بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب. سنمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة والظروف ونناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عندما نناقش الاستراتيجية الدفاعية
أما فيما يتعلق بالشؤون الداخلية للبلد، قال الشيخ نعيم قاسم أن الحزب سيشارك في بناء الدولة القوية ونهضتها، مع حرصه على مشاركة الجميع في بناء الدولة والوحدة الوطنية والسلم الأهلي تحت سقف إتفاق الطائف. فلبنان وطن نهائي لجميع أبناءه، ونحن من أبناءه. بالإضافة إلى أهمية دور الجيش اللبناني، والعلاقة المتينة الثابتة بين حزب الله وحركة أمل. كما تطرق الى إعادة الإعمار وإقرار خطة الانقاذ والنهضة السياسية والادارية والاجتماعية بأسرع وقت. وختم كلمته إلى أصحاب الرؤوس الحامية بأن في الداخل اللبناني لا يوجد رابح أو خاسر، فالنتائج كلها مرتبطة بالعدو الإسرائيلي. فالنتنافس لخير البلد وشعبه أفضل لنا جميعاً …


في خطابه الوعي والمسؤولية والعقلانية. المصلحة الوطنية فوق كل إعتبار. تجربة الحرب الأخيرة حملت الكثير من العِبَر بين سطور كلمة الشيخ نعيم قاسم. فبعد تجربة الحرب، وبعد يوم التشييع، بات واجب وضروري على حزب الله إعادة قراءة وتقييم الواقع السياسي في البلد والمنطقة. فالنقد الذاتي مسؤولية، كما إعادة النظر في طريقة التعاطي مع الكثير من الملفات مسؤولية أيضاً. بالإضافة إلى إعادة النظر بالتحالفات السياسية.

من يراهن على أن "حزب الله قد إنتهى" ، فليقرأ بهدوء وعقلانية وموضوعية مشهد التشييع، وليبحث عن المصلحة الوطنية في ملاقاة وتثمير مضمون كلمة الشيخ قاسم في التشييع. إلغاء وإقصاء وإستثناء مكوّن يمثّل شريحة كبيرة في البلد، والمراهنة على جراح حزب الله وخسائره وضعفه، وإستغلال ما تعرضت له المقاومة في الحرب وبعدها، ما هو إلاّ تعزيز للإنقسام الداخلي في البلد، الإنقسام الذي لا يخدم سوى العدو الإسرائيلي في زمن دخلت الوصاية الأميركية على لبنان …

تواصل معنا
صيدا - لبنان
mosaleh606@hotmail.com
+961 3 369424
موقع إعلامي حر
جميع الحقوق محفوظة © 2025 , تطوير شركة التكنولوجيا المفتوحة