
كتبت لينا فخر الدين في "الاخبار" التالي : نتجت مفاوضات الساعات الماضية في بيروت لائحة ائتلافية للانتخابات البلدية، تضمُّ أكبر عدد من القوى والأحزاب السياسية والعائلات البيروتية، بهدف ضمان المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
لكنّ بعض المفاوضين حذّر من حصول عمليات تشطيب، كما جرى في بعض بلدات جبل لبنان، ما قد يُهدّد المناصفة، ولا سيما مع تعدّد اللوائح، الذي قد يبلغ خمساً: أولى ائتلافيّة، وثانية برئاسة العميد محمود الجمل مدعومة من النائب نبيل بدر والجماعة الإسلامية، وثالثة برئاسة عضو مجلس أمناء «جمعية المقاصد» فادي درويش ومدعومة من حركة «بيروت مدينتي»، ورابعة لعضو مجلس أمناء «المقاصد» رلى العجوز صيداني، فيما يتردّد عن إمكانيّة تشكيل لائحة خامسة من بعض المرشحين كعوض مرعي وعدنان الحكيم وجهاد عانوتي.
استياء من مخزومي
وقد شابت تأليف اللائحة الائتلافيّة مُعوّقات كثيرة، واتّهامات من أطراف عديدة ضدّ النائب فؤاد مخزومي الذي أوهم، وفقاً لمتابعين، بعض القوى بأنه لا يريد أي حصة، باعتبار أن جهده ينصبّ على تشكيل لائحة من غير الحزبيين، ممن يمتلكون معايير مهنيّة تمكّنهم من الاهتمام ببيروت.
لذلك، عمد مخزومي منذ اللحظة الأولى إلى التواصل مع عدد من القوى والشخصيات السياسية، ووعدها بتمثيلها و«الطّحش» بمرشحيها، قبل أن تُفاجأ بسعيه لـ«تسقيط» ابن خالته في موقع رئاسة البلدية.
وعليه، أتت الوعود بدعم المرشح بسام برغوت الذي تأمّل خيراً بتبنّيه من مخزومي، فيما كان رئيس «حزب الحوار اللبناني» ينتقده في الغرف المغلقة.
كما كان يُنسّق مع أطرافٍ آخرين، بينهم «إرادة» (مجموعة من رجال الأعمال السُّنة الذين يساهمون في مشاريع إنمائية في العاصمة)، الذين كانوا ينوون دعم ترشيح نائب رئيس «اتحاد جمعيات العائلات البيروتية» عبدالله شاهين.
وقد نال الأخير دعماً من مخزومي باعتباره مهندساً ورجل أعمال ناجحاً ومقرّباً من الفاعليات البيروتية ومفتي الجمهورية وغير محسوب على أي طرف، قبل أن يتبيّن أن ترشيحه كان لإبعاد برغوت، من دون أن يعني ذلك تبنّيه.
وأثار ذلك ارتباكاً لدى «إرادة»، التي لم تحسم خيارها بعد، لجهة استمرارها في دعم شاهين أو سحبه. كما ينطبق ذلك على برغوت الذي سحب ترشيحه، قبل أن يترشّح رسمياً، ظنّاً منه أن مخزومي مُتحمّسٌ لترشيحه. وإلى جانب برغوت وشاهين، تداول معنيون في إمكانية تبنّي مخزومي لنبيل غزيري وباسم العويني.
ولكن كلّ هذه المداولات انتهت عندما كشف مخزومي «أرنبه»، بعد انتهاء القوى السياسية من طرح حصصها إلى العضوية. وما أزعج بعض القوى هو أن مخزومي كان يُصرّح أمام المفاوضين بأنه لا يريد أي حصّة، ويطرح فكرة التقاطع على اسم رئيس لا يكون محسوباً على أحد، قبل أن يصرّ على «القبض» على الرئاسة، بتمسّكه بطرح ابن خالته النائب التنفيذي لرئيس الهيئة الإدارية في «حزب الحوار» إبراهيم حبيب زيدان.
ولا يبدو أن هناك أي نيّة لمعارضة مخزومي، خصوصاً أن بعض المفاوضين يتخوّفون من أن يؤدّي الاعتراض إلى «فرط» اللائحة وإعادة الأمور إلى النقطة الصفر، ولا سيما مع تلويح مخزومي بوقف تمويلها.
أسماء الأعضاء وتوزّع الحصص
وعلمت «الأخبار» أن اللائحة الائتلافية التي سيدعمها مخزومي والوزير السابق محمد شقير و«جمعية المشاريع الخيرية» وحزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي و«اتحاد العائلات البيروتية»، إضافةً إلى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة و«القوات اللبنانية» وحزب الكتائب والتيار الوطني الحر وحزبي الطاشناق والهانشاك، إلى جانب بعض العائلات البيروتية المسيحية، تتألف من:
- الأعضاء السُّنّة: إبراهيم زيدان (مخزومي)، لينا سنّو (محسوبة على العائلات بعد كباش حصل على اسمها واسم نديم بيضون)، محمّد بالوظة (اتحاد العائلات وتقاطعت القوى السياسية على اسمه باعتباره غير محسوب على أي طرف)، جمانة الحلبي (مخزومي)، رشا فتّوح وحسين بطل (شقير)، أحمد شاتيلا ومحمد مشاقة (جمعية المشاريع التي ستتمثل في المجلس البلدي للمرة الأولى منذ 1998).
- الأعضاء الشيعة: يوسف بيضون وفادي شحرور وعماد فقيه، وهم محسوبون على «الثنائي» الذين أشركوا في التسمية «الجمعية الخيرية العاملية» في بيروت عبر بيضون.
- العضو الدرزي: رامي غاوي المحسوب على «الاشتراكي».
- الموارنة: ألكس بريدي ولويس أيوب (الكتائب) ووفاء حسني (القوات).
- العضو الكاثوليكي: سعيد حديفة (القوات).
- الأرثوذكس: تدي بطحيش (التيار الوطني) وراغب حداد (قوات) وإيلي أندريا (المطران عودة)، علماً أنّ «القوات» طرحت حداد لمركز نائب الرئيس فيما أصرّ عودة على أن يعود المنصب لأندريا كما في المجلس السابق.
-البروتستانت: إيليان مكتبي (مستقلة، تقاطعت الأحزاب المسيحية على اسمها فيما يسوّق مخزومي بأنّها من حصته بعد المطالبة بتمثيل المسيحيين في المصيطبة ورأس بيروت).
- العضو السرياني الكاثوليك: إيلي عباس (التيّار الوطني).
- الأرمن: سيرج ملكونيان وفاهرام برصوميان وهوفيك بوككجيان المحسوبون على الطاشناق والهانشاك).
الصورة : (مروان بو حيدر)