
كتبت "الجمهورية" التالي : في حلبة الانتخابات، قالت زغرتا كلمتها في الانتخابات البلدية والاختيارية فجاءت النتائج بعكس ما كان يتوقعه رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض الذي بنى معركته على أسس يبدو أنّها لم تُؤتِ ثمارها في عرين المردة، إذ إنّه كان أعلن من مجلس النواب أنّه «سيخوض المعركة ضدّ الميليشيا والمافيا فكان الشعار أكبر من المعركة»، ما دفعه للقول أنّه لم يقصد تيار المردة حين التقى قبل الانتخابات بالنائب طوني فرنجية، فبادره الأخير بالقول إن لم تكن تقصدنا فأعلنها جهاراً لكنّه لم يفعل وصعّد أكثر بخطابه على ما تقول مصادر المردة «ناحياً بالمعركة الإنمائية نحو السياسة لتسجيل نقاط ضدّ تيار المردة على اعتبار أنّ الأخير لم يفز برئاسة الجمهورية، بالتالي إنّ الوقت مناسب جداً للقضاء عليه».
وتضيف مصادر المردة لـ«الجمهورية» «لم يترك شيئاً إلّا واتهمنا به من الهدر إلى المحسوبيات والسيطرة على اتحاد البلديات والانتفاع منه مادياً، فيما نحن مَن يدعم مالياً الاتحاد».
وتلفت المصادر إلى أنّ «معوّض كان يعلم علم اليَقين أنّ معركته في مدينة زغرتا خاسرة فصوّب نحو اتحاد بلدياتها وعمل جاهداً للفوز بأكبر عدد ممكن من بلدياته، فلم يتمكن مع حلفائه إلّا من تحقيق فوز في 5 بلديات هي تولا، مزرعة التفاح، عشاش، رشعين وسرعل».
قبل الانتخابات، «كشف معوّض أوراقه مؤكّداً أنّ معركته الأساسية ليست بلدية زغرتا بل اتحادها فجاءت الخسارة مدوّية في البلدية والاتحاد الذي لم يتمكن من الفوز بالتحالف مع القوات اللبنانية والنائب السابق جواد بولس والكتائب إلّا بـ5 بلديات من أصل 25 بلدية من بلديات زغرتا الـ32 التي ربح منها من خارج الاتحاد بلدية واحدة هي كفرحورا التي تنتخب مجلس بلدي لأول مرة». علماً أنّ رئيس الاتحاد المقبل وبحسب المصادر «سيحظى على 17 صوت من أصل 25، ما يعني أنّ بسام هيكل هو حتماً رئيس الاتحاد المقبل».
3 مرات قبل موعد الانتخابات البلدية والاختيارية ظهر النائب معوّض إعلامياً وفي الثلاث ركّز هجومه على اتحاد البلديات وعلى غياب الإنماء في قضاء زغرتا، بحسب مصادر المردة، موضّحةً أنّه «أعطى معلومات مغلوطة عن صرف الأموال ما اقتضى الردّ عليه لاسيما بعد أن رفع السقف وطاول شخصياً وبالعبارة الصريحة النائب طوني فرنجية، ما دفع الأخير للردّ بسقف عالٍ فاجىء الحلفاء قبل الخصوم كَون المعروف عن النائب فرنجية أنّه ينتقي عباراته ويتصرّف بدبلوماسية ودماثة إلّا أنّه على ما يبدو وأمام كثرة الافتراءات قال: «نحن لها». وخاض معركته في الإنماء والسياسة وعدم السكوت لا بل وَضع النقاط على الحروف فحصد الفوز المدوّي في معظم بلديات القضاء وفوزاً كاسحاً في مدينة زغرتا ومخاتيرها الـ11».
وفي جولة على الأحياء في زغرتا، يشير البعض إلى أنّ «النائب معوّض يحاول أن يجعل الفيل طائراً ويكاد يصدق ذلك، زانه على رغم من أنه كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية لم يتمكن من تشكيل لائحة في بلدته، بل تلطّى خلف المجتمع المدني إلّا أنّ صناديق الاقتراع كشفت الفرق الشاسع في الأصوات بين الأول على لائحة «سوا لزغرتا إهدن» بيارو زخيا الدويهي الذي حصد 6000 صوتاً مقابل 3000 صوت للخاسر الأول في اللائحة المدعومة منه».
إلى الجولة الثالثة
بلدياً، انتهت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في شمال لبنان، وبذلك تنتقل الاستعدادات إلى الجولة الثالثة الأحد المقبل في بيروت والبقاع، وسط أجواء تنافسية حادّة، ولاسيما في مدينة بيروت، وكذلك في مدينة زحلة على وجه الخصوص.
على أنّه في خضم هذه التحضيرات، كانت ارتدادات انتخابات الشمال هي الطاغية على المشهد الانتخابي، تحت رماد النتائج التي انتهت إليه، إذ عبّرت عن نفسها بسجالات توزّعت على غير منطقة، واتهامات ومحاولات بعض الأطراف السياسية في المنطقة القفز فوق تلك النتائج، وتجيير الانتصارات البلدية والاختيارية للوائحها وحلفائها.
فكما بات معلوماً، فإنّ انتخابات الشمال، وإن كانت قد تميّزت بأنّها عامت في بحر من المخالفات، وسجّلت رقماً قياسياً في صراع الماكينات والإشكالات والخروقات والإرتكابات والتوقيفات للمخالفين ومطلقي النار والمتسبّبين والمشاركين في أعمال الشغب والحوادث الأمنية، فإنّها انتهت إلى نتائج حاكت الأحجام العائلية والسياسية في المنطقة، ورسّمتها على حقيقتها من دون انتفاخات وأحجام وهمية أو مبالغات، وأثبتت بما لا يرقى إليه الشك، أنّ المزاج الشعبي وتوجّهاته، استعصى على محاولات الإستثمار السياسي، وخسّر ما تسمّي نفسها «قوى كبرى» رهانها على ما اعتبرتها تبدّلات ومتغيّرات شابت الوضع اللبناني بصورة عامة، وتوهّمت أنّها بالصوت العالي والصرف المالي وضجيج الماكينات الانتخابية والحملات الدعائية المكثفة، ستأخذ الناخب الشمالي إلى غير قناعته، بما يمكّنها من إحداث انقلاب بلديّ في الشكل، وسياسي في المضمون، يسيّدها المنطقة ويُلبسها هوية جديدة قابلة للاستثمار والصرف في الاستحقاق النيابي العام المقبل.
الصورة : (نقلا عن الجمهورية)