Alitijah news online

www.alitijah.com

  • الرئيسية
  • سياسة
  • محليات
  • شؤون بلدية
  • إقتصاد
  • مقالات
  • امن
  • صحة
  • أخبار فلسطينية
  • سياحة
  • الرئيسية
  • سياسية عامة
  • الخميس 17 تموز 2025

إسرائيل والدول الطائفية: كيف يُبرر نتنياهو مشروع الدولة اليهودية؟

إسرائيل والدول الطائفية: كيف يُبرر نتنياهو مشروع الدولة اليهودية؟

في كل مرة يُعاد طرح مفهوم “الشرق الأوسط الجديد”، يتكرر السؤال: هل نحن أمام شرق أوسط جديد فعلًا، أم مجرد نسخة معدّلة من الصراعات القديمة؟
الواقع أن إسرائيل، وبالتحديد في ظل قيادة بنيامين نتنياهو، تبدو المستفيد الأكبر من التحولات المتسارعة في المنطقة — ليس فقط بفضل قوتها العسكرية والاقتصادية، بل بسبب حالة الانقسام والتفكك التي تزداد عمقًا في محيطها العربي.

 

فكرة الشرق الأوسط الجديد التي حملت يومًا ما وعودًا بالإصلاح السياسي والاقتصادي، تحوّلت مع الزمن إلى مشروع لإعادة تشكيل المنطقة على أساس الهويات الطائفية والمذهبية. لا حديث اليوم عن دولة المواطنة، بل عن كيانات مثل دروزستان، شيعستان، سنيستان، مسيحيستان… كيانات تتجاور وتتصارع وتنهك ذاتها في حروب لا تنتهي. وسط هذا المشهد، تصبح إسرائيل الدولة الوحيدة التي تملك القدرة على الادّعاء بأنها “دولة طبيعية” في محيط من دول الهوية.
 

من التقسيم إلى شرعنة الهوية اليهودية .
واجهت إسرائيل منذ تأسيسها اتهامات بأنها دولة عنصرية تُقصي المواطنين العرب الفلسطينيين. لكنها اليوم تجد نفسها، من وجهة نظر نتنياهو، أمام فرصة ذهبية لإعادة تعريف نفسها: لسنا وحدنا من نعتمد الهوية الدينية أساسًا للدولة — انظروا من حولنا!
لبنان المنقسم، سوريا المفككة، العراق الممزق، الخليج المشحون بهويات متداخلة… كل ذلك يجعل من شعار “الدولة اليهودية” الإسرائيلي يبدو أقل شذوذًا وأكثر قابلية للتسويق أمام المجتمع الدولي.
بهذا المنطق، يتمكن نتنياهو من مواجهة الانتقادات الغربية، ومن رفض العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن حل الدولتين، بل وحتى من فرض مطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية كشرط مسبق لأي مفاوضات مستقبلية.

 

خطر التفكك: مكاسب إسرائيل، خسائر العرب
تفكيك الدول الوطنية العربية ليس مسارًا عفويًا، بل خدمة استراتيجية مباشرة لمشروع إقليمي أكبر:
•     تُحصّن إسرائيل نفسها إقليميًا، إذ تغيب القوى العربية القادرة على مواجهتها.
•     تُنهي عمليًا القضية الفلسطينية عبر فرض الأمر الواقع.
•     تستنزف محيطها العربي، ليبقى منشغلًا بصراعاته الداخلية الطائفية والمذهبية.
بعبارة أخرى، يولد شرق أوسط جديد ليس أكثر استقرارًا ولا أكثر ازدهارًا، بل شرق أوسط بلا مركز ولا مشروع ولا قيادة عربية، تملأ إسرائيل فراغه وتحكم توازناته.

 

نتنياهو: الرهينة وصانع الأزمة
لا يُمكن فصل هذا المسار عن السياق الداخلي الإسرائيلي، إذ أصبح نتنياهو رهينة لتحالفاته مع اليمين المتطرف، ما يجعله عاجزًا عن تقديم أي تنازل سياسي جوهري، حتى لو أراد. هؤلاء الحلفاء يعتبرون رفض حل الدولتين مسألة مبدئية وجودية، لا مجال فيها للمساومة، ما يساهم في تعميق الانسداد السياسي.


ماذا عن العرب؟
السؤال الأخطر:
هل يمكن للعرب مواجهة هذا المسار؟
الإجابة ليست مستحيلة لكنها صعبة. المطلوب:
•     استعادة مفهوم الدولة الوطنية الجامعة.
•     مواجهة مشاريع التقسيم الطائفي.
•     إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية، لا كملف هامشي.
بدون ذلك، سنستيقظ فعلاً على مشهد شرق أوسط مليء بـ “الستانات”: دروزستان، شيعستان، سنيستان، مسيحيستان، فيما تقف إسرائيل وحدها، ترفع راية “الدولة اليهودية”، وتقول للعالم بثقة: “نحن مثلهم… فقط بعباءة يهودية.”

د. قاسم سعد
 

تواصل معنا
صيدا - لبنان
mosaleh606@hotmail.com
+961 3 369424
موقع إعلامي حر
جميع الحقوق محفوظة © 2025 , تطوير شركة التكنولوجيا المفتوحة