عقد المجلس البلدي جلسة خاصة ، مع إدارة معمل معالجة النفايات بناء لطلبه بحضور لجنة المتابعة  ، لمناقشة طلب المعمل بالمزيد من مساحات الأراضي المحيطة ، اضافةً  للمساحة التي سمحت له البلدية سابقاً باستخدامها لمعالجة النفايات المطمورة في باحته الغربية والجنوبية ومحيطه الخارجي .
        في الوقت الذي ضاقت المدينة ذرعاً من التسيب الحاصل على المستوى البيئي ، وأصبحت شواطئها مكباً لنفايات قرى اتحاد صيدا الزهراني ، وقرى اتحاد جزين وبيروت وبعض قرى الإقليم والجنوب . 
وفي الوقت الذي تبني المدينة الامال الكبيرة على مجلسها المنتخب ،لحمايتها من هذه الكارثة التي اصابت المدينة بيئياً ، صحياً واقتصادياً .نقول بالفم الملآن صيدا ليست مكباً لنفايات احد.
     

  عقدت الجلسة  التي امتدّت ل ٥ ساعات، خُصّصت بمعظمها لمناقشة واقع معمل معالجة النفايات  وتعثّره والتخبط الذي يعيشه  ، وعدم قدرته على معالجة كمية النفايات الواردة اليه يومياً ، وعلى تقصيره المزمن والمستمر وإخلاله بشروط العقد والمعايير البيئية،التي سبق والتزم بها، والتي ما زالت المستند القانوني الوحيد الذي يحكم العلاقة بين الطرفين .
 

بدأت الجلسة بشرح مطول
– عن تقنية معالجة النفايات المطمورة منذ زمن ، وإمكانية تحويلها الى rdf ( وقود مشتق من النفايات )لبيعها وترحيلها ،و عن المساحة المطلوبة لفلشها وتهويتها في الهواء الطلق  . (المساحة المطلوبة ٤٠،٠٠٠ متر مربع )( دون أي اعتبار للروائح والسموم التي ستنتشر في الهواء الطلق) .
–شرح تقني حول تحاليل المختبرات المطلوبة لنوعية rdf
–  شرح لواقع المعمل وتجهيزاته التقنية التي أظهرت عدم قدرته في الوقت الراهن على معالجة النفايات اليومية التي يستقبلها من بلدات اتحاد صيدا الزهراني ، وقرى قضاء جزين ،وصربا و العدوسية. وحاجته  إلى تكديس الجزء الأكبر منها خارج حرم المعمل.
   

 المسألة اليوم هي في عهدة المجلس البلدي اولاً حامل أمانة ثقة الناس  وشرف تمثيلهم ، والرأي العام في المدينة !
هل نريد معملاً يفرز ويعالج ؟
أم معملاً يكدس ويطمر ويهدر المال العام .؟
هل تسآءلنا يوماً لماذا تتراكم النفايات منذ سنوات ؟
لماذا لا يلتزم بالمعايير البيئية ؟
لماذا تُصرف أموال ضخمة بلا نتائج ملموسة ؟
لماذا كل هذا التعدي والعبث 
ولماذا كلما سُئل سؤالاً  أو طلبنا محاسبة 
تُفتح حفلة تخويف الناس؟ …شو البديل؟
نحن ندافع عن حق المدينة بعمل نظيف سليم وشفاف .
نحن نطالب بتصويب الأداء لا بأقفال المعمل .
كما نرفض ان يتحول هذا الترهيب إلى غطاء للهدر أو وسيلة لابتزاز البلدية بطلبات توسعة غير مبررة ، في وقت لا تعالج فيه النفايات  أصلاً. 
التوسعة ليست حلاً قبل تحسين طاقة الفرز والمعالجة ، ووقف التخزين العشوائي ، وإلا نكون كأننا نوّسع مساحة الفشل لا مساحة العمل .
صيدا بحاجة إلى معمل يفرز ويعالج نفاياتها دون حرق أو طمر ،كما ينص عليه العقد ،لا معمل يحتمي بغطاء سياسي من هنا وهناك .لاستباحة مجال المدينة وفضاءها.
وهي بحاجة إلى معالجة سليمة لنفاياتها لا إلى ردمٍ جديد ووعود خاوية .
   

   اهلنا الكرام 
 ان الجلسة كانت واضحة في مضمونها، صارخة في الأسئلة التي وُجّهت لادارة المعمل، ومرتكزة إلى وقائع ومعطيات لا يمكن طمسها بعبارات فضفاضة ،ومداخلات تتلمّس الأعذار  في طياتها لارتكابات ماثلة أمام الجميع .
 
وعليه: فإنني ارى من واجبي تجاه المدينة واهلها ان أوضح اننا كمجلس بلدي ملتزمون بالمعايير، التي تحفظ حق الرأي العام بمعرفة الحقيقة كاملة، لا نصفها ولا ظلّها. 
فصيدا أكبر من هذه الممارسات، وأهلها من حقهم أن يُقدّم لهم ملخّصٌ لجلسة تُناقش فيها امورهم .
 
إن البلدية ستستمر بعملها الرقابي بكل جدية، إنفاذاً للعقد الموقع ، وستقدّم للرأي العام خلاصة دقيقة وشفافة لما يُتخذ من خطوات، ولن تسمح بتشويه مسار المحاسبة أوتسطيح النقاش العام.لان صيدا تستحق عملاً حقيقياً مخلصاً، وشفافية كاملة ، وهذا ما نلتزم به تجاه اهلنا .
 

المهندس محمد دندشلي
رئيس لجنة التخطيط والأشغال