محمد صالح
في العالم .. يوجد سباق بين الدول من اجل كسب الحصول على هذا اللقاح او ذاك للحد من تفشي وانتشار جائحة "كورونا".. وتسارع الدول لحجز الكميات اللازمة من اللقاحات لشعوبها كونه الحل الوحيد المتاح لغاية تاريخه لمواجهة هذه الجائحة .. ومن بينها الدولة اللبنانية التي حجزت كمياتها الاولية من اللقاح المعتمد والمصرح به عالميا من الجهات الصحية المعتمدة ك"منظمة الصحة العالمية" وغيرها.
في المقابل هناك شعوب لا يسال احد عنها على غرار اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في المخيمات والتجمعات فوق الاراضي اللبنانية .. الذين تركوا لغاية اليوم يواجهون مصيرهم بنفسهم من دون ان تتولى اية جهة معنية بتامين اللقاحات المطلوبة لهم.
واذا كانت الدولة اللبنانية كدولة مضيفة عاجزة عن تامين اللقاح الى اللاجئين نظرا لما تعاني منه من عجز وخلافه وبالكاد حجزت الكميات الاولية للبنانيين.. فان الرهان يبقى على "وكالة الانروا" للاجئين الفلسطينيين بتامين هذا اللقاح لهم كونها مكلفة اولا واخيرا من الامم المتحدة بإدارة شؤون وشجون اللاجئين الفلسطينيين منذ نكبة فلسطين .. وهي في الاصل وكالة "اغاثة وتشغيل" , وبالتالي هي الجهة الرسمية الأولى قبل غيرها بهذا الملف الصحي واغاثة اللاجئين من هذه الجائحة..
اضافة الى ان اية جهة او منظمة دولية او عربية لم تعلن حتى اليوم عن اي قرار يتعلق بتامين اللقاح الى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. وحتى السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من المنظمات لم يصدر عنها اي بيان بهذا الصدد؟.
وكل ما يعقد من اجتماعات ولقاءات متعلق ب"كورونا" في المخيمات ومع الجهات المعنية بالشؤون الفلسطينية في لبنان ك"وكالة الانروا" والجهات الرسمية اللبنانية يبقى حتى الان في الاطار الروتيني لا اكثر ولا اقل , وما زالت تلك الاجتماعات تدور في فلك البدايات المتعلقة بهذه الجائحة وسبل مواجهتها... علما ان المخيمات الفلسطينية كغيرها من التجمعات السكنية اللبنانية الشعبية المكتظة تعتبر قنابل موقوته وارض خصبة لانتشار وتفشي وباء "كورونا" نظرا للكثافة السكانية فيها؟..
اجتماع
وياتي في هذا الاطار الاجتماع الذي عقد بين أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات مع رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير الدكتور حسن منيمنة في مكتبه في السراي الحكومي في بيروت .
وتناول اللقاء المستجدات المتعلقة بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان سيما الصحية منها، وسبل التعاون المشترك لمواجهة جائحة "كورونا" وتنسيق تقديم المساهمات والمساعدات بالتعاون بين لجنة الحوار و"وكالة الأونروا" والمؤسسات الدولية وسفارة دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسات العاملة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان .
وجرى البحث في شأن البدء بإنشاء مراكز للحجر الصحي في مستشفى البداوي في شمالي لبنان التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وتجهيزه لإستقبال الحالات الطارئة ومرضى "الكورونا" من قبل برنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP).
و تناول اللقاء أيضا، عملية تجهيز مركز سبلين الذي تشرف عليه "الأنروا" بالمعدات الطبية الحديثة اللازمة، وكذلك مستشفى النداء الإنساني في مخيم عين الحلوة ومستشفى الهمشري في صيدا ومستشفى البص حيث سيتم تجهيز غرف وأسرة إضافية لمرضى "كورونا" والحالات الطارئة، وشراء سيارتي إسعاف كاملة التجهيزات وتدريب وتأهيل الطواقم الطبية وتزويدهم بالملابس الكاملة لمدة عام والمساهمة في تأمين فحوصات الـ PCR.
تحذير "الانروا"
وكانت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك للقوى الوطنية و الإسلامية واللجان الشعبية في منطقة صيدا" قد حذّرت وكالة "الانروا" من التقاعس المتمادي عن تقديم المساعدات الاغاثية للاجئين الفلسطينيين بسبب جائحة "كورونا" والاقفال العام في لبنان ، وانذرتها بأنها "ستتحرك بشكل تصاعدي لمواجهة هذا التقصير ، ابتداء من يوم الثلاثاء القادم من خلال تنفيذ اعتصامات ، مرورا بالاضراب وصولا إلى إغلاق مؤسسات الانروا" .
تحذير "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" جاء عبر المذكرة التي وجهتها "الهيئة"الى المدير العام للانروا في لبنان تتعلق بتقديم مساعدات اغاثية للاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان.
وجاء في المذكرة التالي : في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بسبب جائحة "كورونا" و الأقفال العام و ارتفاع نسبة البطالة قد أدت إلى تدهور اوضاع اللاجئين في لبنان بشكل كبير متجاوزة ال 75 % منذ نهاية العام 2019 ، وازداد الأمر سوءا مع تكرار الاغلاق العام كما هو حاصل في هذه الايام . طيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة ،التي تزيد عن السنة ، لم تقدم الانروا المساعدة الاغاثية سوى لمرة واحدة.
اضافت المذكرة : علما بأننا وعدنا بأن تتكرر المساعدة مراعاة لحالة اللاجئين التي ساءت واصبحت نسبة كبيرة منهم تحت خط الفقر . الأمر الذي انعكس على الحياة الاجتماعية والحالة النفسية للأسر الفلسطينية ، فأصبحنا نرى اطفالا يعانون من فقر الدم ، وكبارا وشيوخا يبيتون جائعين لا يجدون ما يسد رمقهم ، ونساء يتسولن في الطرقات لإطعام اطفالهم.
وختمت المذكرة ... بناء على ما تقدم فإننا نحمل "الانروا" وإدارتها في لبنان المسؤولية الكاملة عن نتائج هذه الاوضاع المأساوية للاجئين الفلسطينيين بحكم مسؤليتها عن إغاثة وتشغيل اللاجئين ، ونطالبها بالمبادرة الفورية ، لتقديم المساعدات العاجلة ، وإلا فإن الانروا تتحمل المسؤولية السياسية والاخلاقية والانسانية عن تردي الحياة الاجتماعية للاجئين . وعليه فاننا بانتظار تلقي الرد العاجل من ادارة الانروا
"القوة المشتركة"
وكانت قيادة "القوة المشتركة الفلسطينية" في مخيم عين الحلوة قد توجهت ببيان الى "اهالي في مخيم عين الحلوة ".. جاء فيه : بمناسبة اتخاذ الجهات الرسمية اللبنانية المعنية قرارا بالاقفال لمدة ثلاثة أسابيع .. بهدف الحد من انتشار وباء كورونا , فاننا نامل من الجميع الالتزام بمندرجات ذلك القرار لجهة عدم الخروج من المخيم في اوقات منع التجول اعتبارا من الساعة السادسة مساء وتجنب الحركة من والى المخيم إلا لحالات الضرورة والاستمرار في تجنب التجمعات والاختلاط في المناسبات الاجتماعية والدينية . والتزام أصحاب المؤسسات والمحال التجارية بمندرجات القرار والتقيد بكل وسائل الوقاية والاحتياط" .
وخلص البيان الى : اهلنا الاكارم سلامة ابناءنا وابناءكم واهالينا ومجتمعنا الفلسطيني مسؤلية مشتركة تتوقف على وعي وتعاون الجميع , كما نتوجه بالشكر لكافة المؤسسات والجمعيات الصحية واللجان الشعبية والاهلية التي واكبت مسيرتنا للتصدي للوباء في مختلف المراحل السابقة, املنا كبير وثقتنا اكبر بكل مكونات مجتمعنا الفلسطيني" .