بالأمس خضت تجربة الطابور ..الحكي مش متل الشوف...
الطابور يصرفك عن رؤية المجرم الحقيقي
الطابور يجعل الناس في مقتلة تكاد تسيل فيها الدماء في كل لحظة ودقيقة .
الطابور يورث الناس العمى فيصبح الغريم هو الذي يحاول ان ينازعك الدور في ظل جشع وسوء خلق .
حاولت الهروب والفرار من الطابور مرارا ولكن لا يسمح لك بذلك أبدا . ولأن خروجك من الصف سيؤدي الى خلخة الصف الثاني والثالث الذين تعدوا على الصف الأول .
تكاد تشعر بالإختناق ما دفعني أكثر من مرة كي أطلب من بعض المعارف ان يساعدوني للخروج وليأخذ غيري دوري ولكن ذلك كان مستحيلا .
أخيرا وصلت الى عامل المحطة الذي يكاد ان يصاب بهستيريا او ان يقتل من قبل بعض القبضايات . كان هناك غروب ( مجموعة أو عصابة )من ٤ سيارات يريدون ان يتحركوا مع بعضهم البعض وتلك كانت معضلة لوحدها .
أكثر ما ساعتين وثلاثة أرباع الساعة تم استنزافنا واستنزاف قوانا . أما أخي الذي جاء بعدي فإنه انتظر ساعتين وقبل ان يصل له الدور بسيارتين قيل له ان كمية البنزين قد نفذت ... فعاد خالي الوفاض .
الطابور تجربة أليمة . تألمت فيها على الناس الذين تضيق عقولهم لينصرفوا عن رؤية المجرمين الكبار ... إخواني الذين شاركوني عذابات الطابور لم يسمعوا شيئا عن المليار دولار التي خصصتها حكومة الولايات المتحدة لإقامة أماكن إيواء للبنانيين المفترضين الفارين من جنوب لبنان الى شمال فلسطين المحتلة .
كان حريا بنا ونحن في الطابور ان ندقق في هذا الخبر كي نعرف العدو الحقيقي لشعبنا وأمتنا . أن الظالمين المحليين واللصوص والفاسدين من ساسة وأحزاب وتجار ورأسماليين مجرد شركاء مجندين لعدونا الحقيقي الذي يراد لنا ان نستمر في تجاهله والتغاضي عن جرائمه الكبيرة .
إنه الطابور الذي يضعك على تماس مباشر مع الجهل ومع الحقيقة في آن واحد .
مصعب حيدر