صيدا - "الاتجاه".
قدمت "سهرة النورس الثقافية" مشهدية فلسطينية وحدث ثقافي تكامل فيه الشعر والغناء والتراث والفن .. المشهدية اقيمت في مدينة صيدا بحضور لبناني وفلسطيني تقدمه مدير عام وزارة الثّقافة اللبنانيّة الدكتور علي الصمد، المستشار الأول في سفارة دولة فلسطين في لبنان الأستاذ ماهر مشيعل، نقيب ممثلي الإذاعة والسينما والتلفزيون والمسرح نعمة بدوي وعدد من أعضاء النقابة، ورئيس نقابة محترفي الموسيقى والغناء فى لبنان فريد بوسعيد وعدد من أعضاء النقابة، اضافة الى الكاتب والناقد المسرحي عبيدو باشا،وأعضاء قيادة إقليم لبنان اللواء أبوأحمد زيداني، الدكتور رياض أبوالعينين والمهندس محمود سعيد، عدد من المثقفين والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي.
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، رحّب الدكتور طلال أبوجاموس بالحضور باسم سهرة النورس الثقافيّة مقدّماً أبياتاً من الشعر الذي يحاكي الوطن والانسان.
مدير عام وزارة الثقافة اللبنانية الدكتور علي الصمد استهل كلمته بتوجبه التعازي بوفاة والدة منسق سهرة النورس الأستاذ ظافر الخطيب، ثم تحدث عن مدى الترابط اللبناني الفلسطيني وخاصة من الناحية الثقافيّة، قال: كان واجب عليّ أن ألبّي هذه الدعوة الكريمة لأكون معكم وبينكم، لأن ما يجمعنا هو قضية واحدة هي قضية فلسطين، ونحن شعب واحد تجمعنا القيم الوطنية والانسانية وعلى هذه القيم يلتقي من شاء.
أضاف، أرض لبنان لطالما كانت مضيافة لجميع العرب وبالتالي كانت من الطبيعي أن تكون مضيافة للأشقاء الفلسطينيين الذين نتشارك معهم في العلاقات الاجتماعية والثقافية على أمل أن نجتمع يوم ما في أرض فلسطين، وهذا أملنا وطموحنا.
وختم بالقول أن المثقف الفلسطيني سلاحه دائماً هو الأقوى، ويحمل رسالة سامية يجول بها العالم من أجل فلسطين.
ثم ألقى الشاعر زياد كعوش قصيدة بيروت التي تحمل العديد من الصور الشعرية لامست أحاسيس كل من أحب بيروت التي كانت دوماً حضناً دافئاً لمن عاش فيها، تلاه الشاعر الزجلي عمر زيداني الذي قدم قصائد زجلية ألهبت الجمهور حماساً وتفاعلاً وتصفيقاً.
الفن كان حاضراً في الاحتفالية من خلال الموسيقى والغناء، حيث قدمت الفنانة سحر سبلاني مجموعة أغاني تراثية وختمت بأغنية "أصبح عندي الآن بندقية" للراحلة أم كلثوم، بمرافقة عازف الناي قائد فرقة حنين للأغنية الفلسطينية عاطف وهبي الذي قدم معزوفات موسيقية نالت استحسان الحضور.
شاعر المخيمات محمد كرّوم ألقى مقتطفات من قصائده التي تحاكي الوطن والإنسان الفلسطيني، حيث كانت كلماته لسان حال الفلسطيني أينما كان، ثم قدّم الشاعر جهاد الحنفي مجموعة من قصائده الوطنية التي استطاع من خلالها أن يحلّق مع الحضور في سماء فلسطين، وقدمت الشاعرة فاتن شيمي نوعاً مختلفاً من الشعر، حاكت الرجل والحب برومانسية عذبة.
وللجيل الجديد كانت مشاركة شعرية من خلال فريق بانوراما الشعر الذي ضم رهام الحسين، روان السيد، حميدة الحسين ومريم طه حيث قدمن قراءات شعرية للراحل محمود درويش.
الفنان وليد سعد الدين قدّم "يا خوف عكا من هديرك يا بحر" في مشهدية تمثيلية تحاكي مدينة عكا وأسوارها التي صمدت في وجه الغزاة.
تخلل الحفل رسم حي للفنان التشكيلي أسامة زيدان الذى أنهى رسم لوحة تمثّل قلعة صيدا وقبة الصخرة، حيث تم تقديم اللوحة إلى الدكتور الصمد باسم الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين وسهرة النورس من قبل المخرج محمد الشولي والشاعر خالد زيدان، وعرضت الفنانة التشكيلية دلال قيسي لوحات فنية فلسطينية.
وقدّم الكاتب والمخرج والناقد المسرحي عبيدو باشا كلمة موجهاً من خلالها التحية إلى الشعراء والفنانين والمثقفين الفلسطينيين المشاركين في الاحتفالية مبدياً إعجابه بكل ما تم تقديمه من فقرات منوعّة تدل على تمسك الفلسطيني بهويته، وتراثه الذي يحاول جاهدا المحتل الصهيوني سرقته.
واختتمت المشهدية بتقديم "وجبة" للمدعوين من المأكولات والحلويات الفلسطينية التقليدية أعدّها المطبخ الفلسطيني "زوادتنا".