محمد صالح
يتوجه اللبنانيون عشية الأنتخابات النيابية التي ستجري يوم الاحد المقبل في 15 ايار الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم الى الندوة البرلمانية ومنحهم وكالة حصرية للنطق بأسمهم والتعبير عن هواجسهم ومعاناتهم وظروف معيشتهم واقرار القوانين المعبّرة عنهم .
وبالرغم من "الوقت القاتل" الذي يفصلنا عن "الاحد الحاسم" في 15 ايار .. فإن صورة مشهد التحالفات وموضوع حسم نتائج الرابحين والخاسرين في عدد من الدوائر الانتخابية على صعيد لبنان ما زالت ضبابية او رمادية حتى الساعة وغير واضحة ؟.
وبالإمكان القول ان إنتخابات 15 ايار حمّالة مفاجآت على صعيد النتائج ...لا بل اكثر من ذلك , "هل هناك مقاعد قد تبقى شاغرة ولن تتمكن بعض اللوائح من بلوغ الحاصل الانتخابي.. وهذا يعني اعادة اجراء انتخابات نيابية فرعية" !.
هذا السؤال مطروح اليوم بإلحاح في دائرة صيدا – جزين وتحديدا عن المقعد الماروني الثاني في مدينة جزين بعد حسم النتيجة باكرا لمصلحة النائب الحالي عن المقعد الماروني الاول ابراهيم عازار .
مصادر متابعة للواقع الانتخابي في جزين تؤكد ان"التيار الوطني الحر "الذي كانت له منذ العام 2009 سيطرة شبه كاملة في جزين , يبدو اليوم واهناً وضعيفاً للغاية ومهدداً بالخروج من المعركة الانتخابية في 15 ايار من العام 2022 خالي الوفاض من أي مقعد نيابي .. اذا ما تجاوز الحاصل الإنتخابي العشرة ألاف صوت وهو أمر متوقع ومرجح بقوة خاصة ان دائرة صيدا – جزين ستشهد "ام المعارك الانتخابية" في كل لبنان...
وتشير المصادر ل"الاتجاه" ان "معظم الاستطلاعات الانتخابية وماكينات اللوائح قدّرت قوة "التيار الوطني الحر" حالياً بحوالي 8500 - 9000 صوتا في كل جزين والقضاء .. وهذا يعود لعدة اسباب اهمها فشل نوابه في جزين بالمحافظة على شعبيته ومناصريه بالإضافة طبعاً الى الصراع المرير بين قطبيه المرشحين النائب الحالي زياد أسود والاسبق أمل بوزيد ,واسباب اخرى متعلقه بتحالفاته الانتخابية في صيدا على لائحة "معاً لصيدا وجزين".
وان "هذا الواقع وصل الى قيادة "التيار" المركزية في "ميرنا الشالوحي" التي اعلنت حالة الاستنفار القصوى محاولة استنهاض "التيارين" القدامى بشتى الطرق لا سيما منهم من تسببت السياسات الخاطئة لنواب جزين بجعلهم ينكفئون وينفضون عن التيار".
تتابع المصادر "في المقابل فإن "لائحة الأعتدال" قوتنا التي تضم النائب إبراهيم عازار وجوزف السكاف من جزين والمهندس نبيل الزعتري من صيدا فهي مرتاحة جدا لوضعها ان في جزين والقضاء او في مدينة صيدا بعد تمكنها من صياغة تحالفات وازنة في هذه الدائرة ... وبالتالي بامكانها بلوغ "الحاصل الانتخابي" وربما "الكسر الأعلى" وهذا الامر في حال وقوعه فإنه يؤهل اكثر من مرشح على هذه اللائحة من الفوز والوصول الى الندوة البرلمانية اما الزعتري او سكاف".
أما لائحة "ننتخب للتغيير"التي تضم النائب الحالي الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري عن مدينة صيدا.. فهذه اللائحة تعتبر قوية جدا في صيدا ومن اللوائح المنافسة بجدارة للفوز , ومعظم الاستطلاعات ترجح احتفاظ سعد بمقعده .. و"ماكينة" الدكتور البزري ترجح فوزه ايضا ..غير أن هذه "اللائحة" تعاني من ضعف تمثيلي ما في مدينة جزين والقضاء لأن مرشحيها الثلاثة الطبيبين كميل سرحال وشربل مسعد والعميد جميل داغر قد لا يكون بقدروهم تجيير نسبة كبيرة ووازنة من الاصوات لصالح اللائحة .. لكن هذا الامر رهن صناديق الاقتراع .
أما بالنسبة للائحة "وحدتنا في صيدا وجزين"التي تضم عن مدينة صيدا المهندس يوسف النقيب وعن جزين كل من سعيد الأسمر وغادة أيوب محسوبين ومدعومين من "القوات اللبنانية", هذه اللائحة ترتكز بشكل كبير واساسي على ما سيناله المهندس النقيب من "اصوات" في صيدا..
وبحسب المصادر "اما بالنسبة لجزين فهذه اللائحة ليست بأفضل حال ومهما حاولت "القوات اللبنانية" من تحسين وضعها وبشتى الوسائل فهي ولأسباب عديدة قد لا تتمكن من تجاوز عدد الأصوات التي نالها مرشحها عجاج الحداد في انتخابات العام 2018 والتي بلغت حوالي (4389 صوتاً) بنسبة عشرين أو خمسة وعشرين بالمئة في أفضل الأحوال .. لذا فهي تأمل في أن يساعدها المهندس يوسف النقيب صيداويا في الوصول الى "الحاصل الإنتخابي" والعكس صحيح... لكن عندها من سيصل الى البرلمان من اللائحة" ؟..
أما باقي اللوائح يبدو واضحاً وجلياً إنها أعجز من ان تصل الى عتبة الحاصل أياً كان رقمه وهي حتماً سوف تخرج من الساحة عند تحديد الحاصل المطلوب للفوز.
بإختصار إنها دائرة "ام المعارك الانتخابية" في لبنان .. دائرة المفاجآت وكل التوقعات والاحتمالات وما على "الماكينات الانتخابية " إلا إعادة تكرار قراءآتها واستخلاص النتائج الممكنة؟! .