محمد صالح
تعاني معظم المناطق اللبنانية هذه الايام من ازمة خانقة في وصول مياه الشفة الى بيوت المواطنين , ازمة تتجدد يوميا وتتسبب في معاناة اضافية للاهالي بالرغم من الحاجة الماسة للمياه .
المعاناة من فقدان المياه تتفاقم يوميا وتزداد الصعوبة اكثر فأكثر في تامينها للبيوت خاصة في مدينة صيدا ومنطقتها , فمعظم محطات مياه الشفة بحاجة للكهرباء من اجل تشغيل المولدات للضخ والدفع اما من خلال كهرباء الدولة العادية او عبر خط الخدمات.. وكلاهما مقطوعين بشكل كامل منذ زمن بعيد , خاصة كهرباء الدولة بعد ان نسي الناس ان هناك كهرباء كانت تاتي يوما من الدولة الى بيوتهم واستعاضوا عنها في ذاك الزمن بكهرباء مولدات الاشتراكات الخاصة , وهي معاناة تتجدد شهريا بالرغم من المحاولات التي بذلت للجم التسعيرة المرتفعة التي يعتمدها اصحاب المولدات والمشاكل التي وقعت وتدخل القضاء لاجل ذلك .
الا ان كل هذه المحاولات اثرت في بعض الجوانب وليس في معظمها عند اصحاب المولدات.. ومع ذلك تطّبع المواطنين على هذا الوضع .
وبالعودة الى ملف مياه الشفة , وبما ان كهرباء الدولة في خبر كان .. بات الاعتماد على خط الخدمات الكهربائية الذي يربط عددا لا باس به من محطات المياه في المدينة ومحيطها ...لكن حتى هذا الخط توقف عن تغذية المحطات بالكهرباء وانقطع كليا عنها وبالتالي توقف ضخ المياه عن النسبة الاكبر من الناس ..
ولم يعد هناك من ملجأ او مفر الا عبر تزويد مولدات محطات الضخ بمادة المازوت لتشغيلها من اجل تامين المياه للاهالي ..
وبما ان القدرة محدودة جدا لدى "مؤسسة مياه لبنان الجنوبي" لشراء المازوت وهي تعاني كغيرها من مؤسسات وادارات الدولة او التابعة لها من انعدام السيولة, وكانت تلجأ الى "منظمة اليونسيف" من اجل المساعدة في تامين ذلك لابار المياه .لكن حتى هذه الخدمة توقفت ولم تعد "اليونسيف" في وارد تامين هذه المادة ..
في المقابل فإن "مؤسسة مياه لبنان الجنوبي" تؤكد بشكل دائم بان المياه متوفرة في الابار والمحطات المائية العائدة لها.. لكنها بحاجة للكهرباء او للمازوت لتشغيلها , وهذا الامر لا يتوفر لديها بأي شكل من الاشكال هذه الايام لاسباب معروفة . وهي تطالب بإلحاح بعودة خط خدمات الكهرباء الى المحطات لتزويد الاهالي بالمياه .
وانطلاقا من ذلك فأن معاناة الاهالي تتفاقم يوميا وتزداد الحاجة للمياه بشكل متسارع خاصة في هذه الايام التي تعاني منها بعض المناطق في لبنان من وباء "الكوليرا" المرتبط ارتباطا وثيقا بالمياه ونظافتها وغير ذلك .. لذا لم يعد هناك من حل الا اللجوء الى المبادرات الفردية الشخصية او المجتمعية لايجاد حلولا مؤقتة لتامين المياه الى الاهالي على غرار ما اقدم عليه وساهم به السيد محمد زيدان باسم "جمعية محمد زيدان للانماء" في صيدا عندما بادر الى تقديم مادة المازوت لمحطات المياه في صيدا وغيرها من امور تضمنتها تلك المبادرة في حينه .
علما ان المبادرات الشخصية الفردية او المجتمعية لتامين الكهرباء ان كان في منطقة صيدا او القرى المجاورة من اجل ضغ المياه قد شقت طريقها وباشرت عملها ان كان عبر نظام الطاقة الشمسية او من خلال عدد من الميسورين والقادرين لتامين مادة المازوت لمولدات المحطات المائية.
وإزاء كل ذلك لم يجد المواطن في صيدا ومنطقتها من حل لتامين المياه لبيته الا من خلال اللجوء الى محطات توزيع المياه الخاصة وطلب المياه عبر الصهاريج او الشاحنات الصغيرة المخصصة لذلك ..وهذه المحطات لا تهدأ ليلا نهارا ببيع المياه ,حيث تشهد ازدحاما شديدا غير مسبوق هذه الايام ,وعلى سبيل المثال محطة "سليم لتوزيع المياه" في آخر حارة صيدا عند مدخل بلدة عين الدلب والتي يعمل القيمون عليها على تعبئة المياه لمعظم اصحاب صهاريج وشاحنات المياه في صيدا ومنطقتها ,وبالكاد بإمكانهم مجتمعين تأمين حاجة الاهالي في هذه الايام وتلبية متطلباتهم من المياه .