محمد صالح
على الرغم من ان الهزّة الارضية وارتداداتها التي ضربت سوريا وتركيا وتاثر بها لبنان ووصلت الى صيدا وصور وطول الساحل اللبناني قد استحوذت على اهتمامات اللبنانيين اكثر من اي شيء اخر .. الا ان العاصفة الثلجية والممطرة جدا المصحوبة برياح عاتية التي تضرب لبنان حاليا قد فرضت ايقاعها بقوة على المناطق اللبنانية كافة ولم يختلف نهارها عن ليلها من شدة البرودة والمتساقطات وسرعة الريح..
وحتى ان المتساقطات تحولت لغزارتها في فترات كثيرة الى حبات برد زادت من موجة الصقيع التي تلف المناطق كافة والتي اجبرت المواطنين على عدم الخروج من منازلهم الا المضطرين لشراء بعض الحاجيات, كما اجبرت العاصفة ادارات المدارس الرسمية والخاصة على اقفال ابوابها خوفا على التلامذة.
جزين
وفي جزين هدر "الشلال" بقوة وغزارة ملفتة.. قال كلمته ومشى شاقا طريقه مدرارا فياضا من سطح "الشالوف" الى عمق الوادي محدثا ضجيجا محببا مع تطاير حبيبات الرزاز في كل الاتجاهات .. هذا هو شلال جزين الذي اشتاق له اهل المنطقة .
المناطق
اما في بقية المناطق فإن الامطار التي ترافقت مع حالات برق ورعد ادت الى تكون السيول في المدن والقرى وحتى ان المياه قد غمرت العديد من الشوارع بسبب عدم قدرة المجاري الصحية على استيعابها , وطافت المياه ايضا بساتين الحمضيات والموز والاراضي الزراعية كما لوحظ جريان الانهر الصغيرة وارتفاع منسوب الانهر الكبيرة وتفجر بعض الينابيع السطحية.
وفيما بقي مرفأي صيدا وصور مقفلين امام حركة الملاحة البحرية بقي صيادو الاسماك داخل منازلهم ولم يخرجوا للصيد بسبب ارتفاع موج البحر لعدة امتار.
اما في اقليم التفاح وجزين واقليم الريحان فان الاهالي استعدوا كل وفق اقتداره واستطاعته قبل مدة لاستقبال "الضيف الابيض" الذي تأخر وصوله على عكس السنوات الماضية ...
وحتى العاصفة "فرح" لم تتمكن من ادخال الفرحة الى قلوب الجزينيين واهالي منطقتي اقليم الريحان واقليم التفاح .. ولكن وبالرغم من كل ذلك فإن هذه المناطق عادة ما كانت في مثل هذه الايام يغطيها الثلج ويغمر شوارعها وطرقاتها ويتزين قرميد منازلها والشرفات برداء ابيض جميل قل نظيره.