
محمد صالح
اعتبرت تغريدة الامين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور اسامة سعد بمثابة نعي لمبادرة "صيدا تواجه" من قبل من اطلقها وساهم في تشكيلها على هذا النحو .
وما قاله النائب سعد عن مبادرة "صيدا تواجه" في العلن ولاول مرة , يقوله كل ملم بالشان العام بمدينة صيدا , حتى ان البعض يذهب بعيدا في نعي تلك المبادرة باعتبارها ولدت ميتة وبلا روح , فهذه المبادرة لم تفلح في صنع ولو انجازا واحدا له علاقة بالناس ومصالحهم ان كان انجازا بيئيا او معيشيا - حياتيا او اجتماعيا وغير ذلك .
وما زاد في "الطين بلّه" اصرار رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي على استقالته وعدم اكمال المهلة الممددة من ولايته تحت اي ظرف , وان هذا هو قراره الاول والاخير ولن يحيد عنه مهما حصل , وقد ابلغ هذا الامر واكد عليه امام الجميع معددا الاسباب الشخصية والعائلية والعامة التي باتت تحول دون بقائه في هذا الموقع .
وحول توقيع محافظ الجنوب منصور ضو على استقالة المهندس السعودي , هناك روايتان متقاربتان :
الاولى مبنية على ما تشير اليه المعلومات المتداولة في اروقة سراي صيدا الحكومي من ان المحافظ ضو قد وقع رسميا على بيان الاستقالة التي كان قد تقدم بها المهندس السعودي وفقا للاصول ...لكنه تقرر عدم الافصاح عن مسألة التوقيع على بيان الاستقالة في الوقت الحالي لعدة اسباب اهمها التوافق على اسم من يخلف المهندس محمد السعودي في رئاسة البلدية .
لكن في المقابل فان الرواية الثانية مبنية على تأكيد بان المحافظ ضو يربط توقّيعه على بيان استقالة السعودي بضرورة التوافق على من سيخلفه برئاسة بلدية صيدا من اعضاء المجلس البلدي ... لذا فالانظار كلها متجه الان الى تسمية نائبه السيد ابراهيم البساط خلفا له , وبذلك يكون الانتقال طبيعيا من الرئيس الى نائبه .
الا ان السيد البساط متردد حتى اللحظة بتولي هذه المهمة وحائر بين القبول وعدمه , ويهاب هذا الامر نظرا لدقة وحساسية وتعقيدات اوضاع البلديات ومتطلباتها خاصة المالية في ظل انحلال مؤسسات الدولة . لذا فإنه يضع شروطا لقبوله تولي هذه المهمة , حتى ان البعض يصف بعض تلك الشروط بان تحقيقها صعب حاليا .
وتلفت المصادر "اما في حال رفض البساط تولي هذه المهمة , فإن اعضاء المجلس البلدي قد ابلغوا المعنيين بانهم لن يقبلوا غير البساط لتولي رئاسة البلدية , وإلا سيتقدمون باستقالتهم .. وانه لو حصل هذه الامر فان مجلس بلدية صيدا يصبح منحلا , وادارة بلدية صيدا تصبح حكما في عهدة محافظ الجنوب" ,
ومن الاسباب التي تتردد بانها قد حالت ايضا دون الافصاح عن قرار التوقيع على استقالة السعودي من سدة رئاسة بلدية صيدا يعود لكونه يتولى رئاسة اتحاد بلديات صيدا - الزهراني , لذا فقد كان المخرج لهذه المعضلة ان يبقى اي السعودي عضوا في مجلس بلدية صيدا كسائر الاعضاء , على ان يصدر قرارا من المحافظ بتكليفه الاستمرار في رئاسة اتحاد البلديات .. وفي مطلق الاحوال فان الامور مرهونة باوقاتها .
... لذا فإن اصرار السعودي على استقالته وضع اركان وقيادة مبادرة "صيدا - تواجه" امام مسؤولياتهم من كافة النواحي الموجبة وخاصة البيئية والمادية وغيرها وفي الشق المتعلق بمسؤوليات الحكومة اللبنانية عن القضايا المالية العائدة للبلديات ومن بينها طبعا بلدية صيدا. .
وبالعودة الى حيثيات ما اعلنه النائب سعد في تغريدته , فان مبادرة "صيدا - تواجه" ومنذ ان ابصرت النور في ذلك اللقاء الموسع الشهير .. قد عقدت اجتماعات واجتماعات وكثفت لقاءاتها وشكلت لجانا وغير ذلك , الا ان كل ما فعلته بقي حبرا على ورق ولم يترجم فعلا على الارض .
وحتى الاجتماع الاخير الذي عقدته "صيدا - تواجه" قبل ايام لم يتعد الاطار الروتيني لاجتماعاتها السابقة ولم يخرج عنه اي بيان , ويمكن القول انه اصيب بعوارض الفشل ؟.علما ان النقاشات داخله تطرقت الى المسائل التي تعاني منها صيدا هذه الايام واهمها الشأن البيئي المتلعق بالنفايات المكدسة المرمية والملقاة في كل زواية وعلى كل رصيف وفي احياء المدينة وتشكل مصدر اساسي لانتشار الاوبئة وتوالد الحشرات وانتشار الروائح الكريهة في اجواءصيدا ومحيطها ..
وهذه النقاشات وصلت الى طريق مسدود , خاصة عندما بدا الحديث عن الشق المالي , ومن سيتولى تمويل حملة ازالة النفايات من الان حتى يحين موعد مجيء الشركة الجديدة التي ستقوم بمهمة جمع ونقل النفايات من صيدا ومنطقتها وتحل محل الشركة السابقة ؟.
في المحصلة ان هذه المدينة صيدا عاصمة الجنوب , تستحق اليوم والان اكثر من اي وقت مضى مبادرات مجتمعية من قبل المقتدرين والميسورين والفعاليات المعنية وكل المسؤولين فيها للقيام بمهمة بيئية وتشكيل اطار معين لمد اليد فعلا لا قولا فقط , من اجل السعي لنظافة هذه المدينة العريقة وتخليصها من كابوس النفايات على غرار ما تقوم به "جمعية محمد زيدان للانماء" في صيدا القديمة الاثرية والتراثية , وذلك لحين حل كل الاشكالات العالقة الانفة الذكر.. فهل هناك من يقدم ويبادر....
