
صيدا - "الإتجاه".
وجّه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان كلمة لمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة جاء فيها : يجب ان نتعلم من ذكرى الهجرة النبوية أن الظلم والطغيان مهما اشتد وتناهى فإنه إلى انتهاء واندحار ، فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يستسلم للباطل أو أن يدب اليأس والقنوط إلى نفسه , وإنما عليه أن يصبر ويصابر وأن يأخذ بالأسباب المتاحة أمامه معتمداً في ذلك كله على ربه وخالقه لاجئاً إليه متوكلاً عليه مفوضاً الأمور كلها إليه جل وعلا. فإن من توكل على الله كفاه، ومن لاذ به حماه، ومن استنصر به نصره ووقاه وإن خذله أهل الأرض أو كادوا به..
اضاف المفتي سوسان : يطل علينا عام هجري جديد (العام 1445هـ) فيذكرنا بحدث من أهم أحداث السيرة النبوية العظيمة هجرة رسول الله ﷺ وأصحابه الكرام التي غيرت مجرى التاريخ وبدلت أحوال العالم، وكانت بارقة الأمل لنور عَمَ بعد طول ظلام، وعدل ساد بعد طول ظلم،
وتابع : الهجرة حدث غير مجرى التاريخ حمل في طياته معاني الشجاعة والتضحية والاباء والصبر والنصر والفداء والتوكل والقوة والاخاء والاعتزاز بالله وحده مهما بلغ كيد الأعداء. لقد كانت هجرة رسول الله صلى الله وعليه وسلم الى المدينة المنورة كانت سعياً حثيثاً لإقامة مجتمع جديد ، مجتمع إسلامي وبناء أمة وإنشاء دولة جديدة تقوم على الربانية والإنسانية والأخلاقية والعالمية ، ومنطلقا لنشر الدعوة في أرجاء الجزيرة العربية والبلاد المجاورة لتحرير الانسان من عبودية المال والاشخاص والشهوات، ليسود العقل والعدل والاحسان، وترتفع رايات الايمان والاسلام والسلام، ويضيء نور الهداية والتوحيد امام جميع الخلق ويزول الشرك فلا يُعبد الا الله الواحد الاحد الفرد الصمد المنفرد بالجلال والكمال.
وختم المفتي سوسان : اسأل الله تعالى ان يجعل هذا العام الهجري الجديد عام خير وعز ونصر لأمة الاسلام وان يجعل النصر حليفها وان يبدلها من عسرها يسرا ومن ضيقها فرجاً ونصراً وان يجعل خير اعمالنا خواتيمها، وخير اعمارنا اوآخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك، واغفر لنا يا ربنا كل الذنوب والخطايا والسيئات يا ارحم الراحمين.