
محمد صالح
انعكس تفكك الدولة وانهيار مؤسساتها العامة .. على البلديات وقدراتها على كافة الاصعدة الخدماتية والبيئية والصحية والاجتماعية , وتاثرت بهذا الانهيار صيدا اكثر من غيرها بكثير من البلديات الكبرى . خاصة ان هذه المدينة تزدحم فيها الملفات المفتوحة على كل الاحتمالات السلبية , سيما الملف البيئي المرتبط بالنفايات وبمعمل الفرز والمعالجة وصولا الى محطة الصرف الصحي , وجميعها ملفات ساخنة وتحتاج الى متابعة ومعالجة يومية على الارض .
هذا الوضع دفع ب"جمعية محمد زيدان للانماء" في صيدا الى اطلاق اكثر من مبادرة فعالة وناجحة على اكثر من صعيد اجتماعي وحياتي وبيئي , وجميع هذه المبادرات تتابع يوميا وبشكل فعال من قبل المعنيين في "الجمعية" للتأكد من نجاعتها ووصولها الى الغاية المنشودة المرسومة لها .
ومن بين تلك المبادرات التي اطلقتها "جمعية محمد زيدان للانماء" في صيدا وشكلت علامة فارقة في المدينة , كان اخذها على عاتقها عملية النظافة في "المدينة القديمة" لصيدا بكل مشتقاتها المتعلقة بجمع النفايات وكنس الطرقات وازقة الاحياء الداخلية والساحات وانتهاء بشطفها يوميا وذلك بالتنسيق والتعاون مع بلدية صيدا .
والنظافة المشهودة في المدينة القديمة التي ترعاها "جمعية محمد زيدان للانماء" باتت على كل لسان في صيدا ومنطقتها لدرجة المقارنة بين مشهد النظافة والبيئة الجميلة في صيدا القديمة , وبين مشهد النفايات المكدسة المرمية في شوارع صيدا وفي الاحياء وزوايا الطرقات خارج اسوار المدينة القديمة .
وهذه المبادرة تهدف الى حماية الاهالي المقيمين في المدينة القديمة من اضرار النفايات , اضافة الى المحافظة على رونقها وجماليتها كمدينة قديمة المقصودة سياحيا كونها من المعالم التراثية والتاريخية والحضارية في صيدا .
هذا الامر في صيدا القديمة , اضافة الى ما تعاني منه المدينة بشكل عام من الملف البيئي المفتوح , حفّز ودفع وشجّع العديد من الفعاليات والجمعيات والهيئات ورجال الاعمال فيها الى اطلاق العديد من المبادرات من بينها حملة «الأوفياء لصيدا» التي أطلقها السيد فادي الكيلاني بالتعاون مع عدد من رجال الأعمال والتجار من اجل جمع ونقل النفايات من شوارع المدينة وضمن حدودها الادارية. ومرتكزها الاساس قائم على مساهمة من يرغب من رجال الاعمال والمقتدرين وتجارها بمبلغ مئة دولار شهرياً .
كما ان الجمعيات الاهلية كانت قد اطلقت عدة مبادرات متعلقة بنظافة الشوارع , واخرها ما تقوم به "مؤسسة الدكتور نزيه البزري الإجتماعية" بالتعاون مع "تجمع المؤسسات الأهلية" و"جمعية التنمية للانسان والبيئة DPNA" ومساهمة من رجل الاعمال نادر عزام بالتنسيق مع بلدية صيدا وتهدف لإزالة الأوساخ والاعشاب الطفيلية من وسطيات ومستديرات الطرق الرئيسية في المدينة .
وآخر هذه المبادرات كان الاعلان عن تنظيف محيط "القلعة البحرية" في صيدا بما في ذلك جمع النفايات وتنظيف الشاطئ والممرات مع الرمول المحيطة ب"القلعة" من كافة الجوانب بالتعاون مع البلدية التي ستتولى توفير الأدوات والمعدات اللازمة لعملية التنظيف .
تهدف هذه المبادرة الى تحسين المظهر العام لهذا المعلم التاريخي التراثي والسياحي الحضاري المعروف على مستوى العالم والمرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ المدينة القديم الذي يقصده السياح والوافدين والزوار. وكانت ادارة "مطعم LA MARSA" قد كشفت عن هذه المبادرة الجديدة وستتولى توفير الدعم المالي واللوجستي لها .
في المحصلة هناك مبادرات بيئية كثيرة ومتعددة قد اطلقت وكشف النقاب عنها ضمن حدود صيدا الادارية لتوفير بيئة نظيفة للسكان ولزوار المدينة .. وهناك مبادرات مماثلة اطلقت اما في الهلالية وشرق صيدا على نسق ما قامت وتقوم به "مؤسسة مرعي ابو مرعي الخيرية", او ما تقو به "لجنة العمل الاجتماعي" في "حزب الله" التي تطلق حملات دورية ودائمة لتنظيف منطقة التعمير - الفيلات في منطقة صيدا من النفايات وغيرها .
ومبادرات اخرى غير بيئية على غرار تلك التي اطلقت لانارة شارع "احمد نجيب الشماع" الرئيسي والحيوي بالطاقة الشمسية . ويمر في خراج حارة صيدا ويربط المدينة انطلاقا من خراج الهلالية بقرى شرق صيدا وصولا الى جزين , وكانت قد اطلقت من قبل الدكتور أحمد نحولي اثر وفاة الشاب محمود شمس الدين بحادث صدم بسبب العتمة . وغيرها من مبادرات فردية كتلك التي كان يطلقها من وقت لاخر رئيس "جمعية أصدقاء زيرة وشاطىء صيدا" الناشط ربيع العوجي .
قد تحمل الايام المقبلة مبادرات اخرى مشابهة او اطلاق سلسلة من المبادرات البيئية في المدينة ومحيطها يتولاها أفراد او مؤسسات من اجل الحفاظ على نظافة المدينة ومنطقتها .
لكن يبقى عامل مهم جدا واساسي للغاية وهو كيفية الاستمرار بمثل هذه المبادرات ومواصلة تامين الدعم الكافي والمطلوب لبقائها , والقدرة على مواصلة رفدها بالاكلاف المادية لمدة طويلة .







