صيدا - "الإتجاه".
مازالت الاشتباكات مستمرة في مخيم عين الحلوة بشكل عنيف للغاية, وتتوسع لتشمل دفعة واحدة كافة محاور الاقتتال التقليدية واكثر من ذلك بفتح جبهة او اكثر على محور جديد اضافة الى المحاور السابقة , وبات المخيم في الاحياء الشمالية والجنوبيه عبارة عن مسرح لجولات متتالية من الاقتتال بين "حركة فتح" من جهة و"الشباب المسلم" من جهة ثانية بكل انواع الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية .
وقد اسفرت الإشتباكات حتى الساعة عن سقوط ما لايقل عن ثلاثة قتلى ونحو 60 جريحا داخل المخيم وفي محيطه وقد عرف من القتلى كل من علي رستم ( فتح ) وشادي عيسى ( شباب مسلم ) وهو شقيق المطلوب نمر عيسى ، وتم نقلهما الى مستشفى الهمشري في صيدا ، فيما أدى الرصاص الطائش الناجم عن الاشتباكات الى وفاة الشاب حسين جميل مقشر ابن بلدة الغازية اثناء تواجده في احد شوارع البلدة وتم نقله الى مستشفى الراعي .
وبنفس الوقت ما زالت القذائف مع الرصاص الطائش تتساقط على مدينة صيدا ومحطيها حيث افيد عن سقوط قذيفة ظهر اليوم في الباحة الخلفية لمحلات "سنتر الزعتري" الواقع على اوتستراد الجنوب مقابل "مدرسة اجيال صيدا". وادى سقوطها الى احتراق وتضرر بضائع عائدة لمحلات "شركة منانا سيراميكا" لبيع البلاط وكافة مستلزمات البناء.
ميقاتي
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد اجرى إتصالا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وتشاور معه في التطورات الحاصلة في مخيم عين الحلوة.
وشدد ميقاتي خلال الاتصال على أولوية وقف الاعمال العسكرية والتعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة ". معتبرا ان "ما يحصل لا يخدم على الاطلاق القضية الفلسطينية ويشكل اساءة بالغة الى الدولة اللبنانية بشكل عام وخاصة الى مدينة صيدا التي تحتضن الاخوة الفلسطينيين، والمطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وانظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها".
قيادة الجيش
وقد صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان التالي: على أثر تجدد الاشتباكات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة ــــ صيدا، تشير قيادة الجيش إلى أنها تعمل على اتخاذ التدابير المناسبة والقيام بالاتصالات اللازمة لوقف هذه الاشتباكات التي تُعرّض حياة المواطنين الأبرياء للخطر، وتدعو جميع الأطراف المعنيين في المخيم إلى وقف إطلاق النار حفاظًا على مصلحة أبنائهم وقضيتهم، وصونًا لأرواح السكان في المناطق المجاورة. كما تدعو جميع المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر في المناطق المحيطة بالمخيم وعدم الاقتراب من أماكن الاشتباكات، والتقيّد بالإجراءات التي تتخذها الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة حفاظًا على سلامتهم.
الجماعة الاسلامية
من جهتها اصدرت "الجماعة الاسلامية بيانا حذرت فيه "من تداعيات هذا الإستهتار بأمن واستقرار مدينة صيدا ومخيماتها" , ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإلتزام بكل مندرجات الإتفاق والإجماع في سفارة فلسطين. والعمل على تنفيذ باقي البنود التي صدرت عن إجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك. والإعلان الواضح والصريح عن الجهة التي تخرق وقف إطلاق النار وفضحها أمام الرأي العام الفلسطيني واللبناني. والجهات التي تعرقل تنفيذ مقررات الإجماع الفلسطيني.
وخلص البيان الى : أمام هذا الواقع الأليم وهذا التفلت وهذا العبث بأمن اللبنانيين والفلسطينيين، فإننا في "الجماعة الاسلامية" نطالب الفلسطينيين وأهالي مخيم عين الحلوة للإستعداد لأخذ المبادرة وفرض ما عجزت عنه القوى الفلسطينية مجتمعة، لأن استمرار هذا التفلت للسلاح وهذه المعارك العبثية سترتد سلباً على قدسية القضية الفلسطينية التي تشكل صيدا حاضنة لها.