
محمد صالح
ما ان اعلن عن الانتهاء ليل امس من انشاء ونصب خيم لايواء النازحين الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة بجوار الملعب البلدي لمدينة صيدا ... حتى ثارت ضجة سياسية لبنانية كبيرة جدا في المدينة وخارجها , رافضة بناء هذه الخيم تحت اية حجة , والبحث عن امكنة اخرى غير الخيم لايواء النازحين الفلسطينيين كالمدارس والابنية , واعلنت عن معارضتها الشديدة للغاية لمجرد فكرة بناء خيم من اساسها وربطت بين خيم الايواء اليوم في العام 2023 وخيم نكبة فلسطين عام 1948.. وضياع وشطب حق العودة ... داعية الى ازالتها فورا .
واجريت الاتصالات على اعلى المستويات واستمرت حتى منتصف ليل امس وشملت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي متمنية عليه اصدار القرارات اللازمة بشان ازالتها , ووزير الداخلية بسام المولوي الذي اصدر قرارا فوريا بازالتها , ووصل القرار بشان الازالة الى رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع ..
وبالفعل ازيلت فجر امس وصباح اليوم كل الخيم المنصوبة بجوار الملعب البلدي لصيدا بعد ان عملت البلدية على انجاز هذه القرار وكان شيئا لم يكن .
البزريوشكر النائب الدكتور عبد الرحمن البزري الحكومة اللبنانية بشخص رئيس الحكومة ووزير الداخلية والقوى الأمنية المولجة سرعة تجاوبهم مع مطالب أهالي المدينة ودعوات قواها السياسية الرافضة لأي مخيم مؤقت ينشأ في المدينة وذلك لأسباب عديدة مرتبطة برمزية هذا المخيم وتداعياته السلبية على الفلسطينيين واللبنانيين وعلى مدينة صيدا والمخيم تحديدا.
وأكد البزري أن الإزالة الفورية لهذا المخبم المؤقت قد أزالت الكثير من اللغط السياسي والأمني المرتبط بإقامته متمنيا عدم تكرار مثل هذه القرارات دون التشاور مع القوى السياسية الفاعلة في المدينة.
وكان البزري قد إعتبر أن قرار إقامة مخيم عند مدخل صيدا الشمالي أعاد للذاكرة الكثير من المآسي التي عانى منها الشعب الفلسطيني وهو قرار سيكون له تبعاته وتداعياته السلبية على الفلسطينيين وعلى مدينة صيدا وأهلها الذين يتحملون وزر تكرار هذه الأحداث المؤسفة.
واستغرب البزري إتخاذ مثل هذا القرار ولو بحجة الإيواء المؤقت لأنه كان من المفترض على من نصب نفسه مسؤولا عن العملية الإغاثية في مدينة صيدا وعمليات الإيواء إيجاد خيارات مختلفة خصوصا وأن صيدا في الماضي تمكنت من إستقبال واستيعاب أعداد أكبر بكثير مما تفرضه الظروف اليوم وبالتالي ندعو كل من شارك في إتخاذ هذا القرار سواء محليا في المدينة أم على مستوى الأونروا وغيرها من المؤسسات الأهلية إلى التراجع عنه وإيجاد خيار بديل فوري.
سعد
وكان الأمين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد قد اعرب عن "تخوفه من تفجير المخيم من الداخل بهدف تهجير اهله و ضرب نضال الشعب الفلسطيني المديد من اجل حقه في العودة الى فلسطين و تهديد امن مدينة صيدا و الضغط عليها و تهديد الأمن الوطني اللبناني".
الجماعة الاسلامية
من جهتها أعلنت الجماعة الإسلامية في صيدا رفضها لإنشاء مخيم للنازحين محذرة من الأبعاد السياسية والأمنية لمثل هذا القرار.
وأشارت في بيان صادر عنها الى ان هذه الخطوة السريعه بتنفيذها تركت ردات فعل سياسية وشعبية رافضة لهذا القرار لما له من دلالات سياسية وامنية واجتماعية فضلاً عن الصورة النمطية والنفسية لمثل هذه المخيمات.
اللواء ابراهيم
وكان اللواء عباس إبراهيم اول من عقب في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي على مشهد نصب الخيم في صيدا لايواء النازحين الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة وقال :
"المشهد ذاته. أما الفارق 75 عاما. الفارق الآخر تبدل الأدوات : الأولى إسرائيلية، الثانية أياد فلسطينية. هذه المرة الضحية هي الجلاد والجلاد هو الضحية. خيم الإيواء للنازحين من عين الحلوة خطوة أولى على طريق شطب حق العودة"..
يذكر عدد الخيم التي ت استحداثها بلغ 35 خيمة من الحجم الكبير وقرارها إتخذ بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية والإغاثية ووكالة الأونروا بهدف نقل النازحين المتواجدين في البلدية إلى تلك الخيم.
*صور الخيم المزالة للزميل محمد الزعتري

