محمد صالح
شكّل انتشار "القوة الأمنية الفلسطينية" أمام جميع مدارس "الانروا" في عين الحلوة بعد اخلائها من المسلحين التابعين لكل من "فتح" و"تجمع الشباب المسلم" ارتياحا كبيرا لدى اهالي المخيم الذين اعتبروا ان هذه الخطوة اشارة الى ان الامور تتجه نحو الافضل .
واشارت مصادر فلسطينية متابعة الى "ان عملية انسحاب المسلحين من مدارس وكالة الأونروا وانتشار القوة الامنية الفلسطينية قد انجزت بسرعة لافتة خلافا لكل التوقعات , الامر الذي يعطي اشارات واضحة بان مخيم عين الحلوة سوف ينعم بفترة قد تكون طويلة من الامن والهدوء والاستقرار ..الا اذا حصل شيء امني مباغت خارج التوقعات" ؟.
ولفتت المصادر الى ان البند المتعلق بتسليم المطلوبين , فان متابعته ستكون على عاتق الجهات الراعية للاتفاق الذي ادى الى وقف اطلاق النار والذي اعلن من قبل تلك الجهات الفلسطينية امام الرئيس نبيه بري وفي مقر السفارة الفلسطينية في بيروت .
في المحصلة فان الخاسر الاكبر من كل ما جرى في عين الحلوة من اقتتال وجولات عنف هي القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني واهالي الضحايا وسكان المخيم والتلامذة ..
في المقابل ليس الان وقت الحديث عن الخريطة التي ارتسمت معالمها في السياسة وفي الامن داخل عاصمة الشتات الفلسطيني , ولا عن الخاسر والرابح في هذه الجولات من طرفي الاقتتال "فتح" و"الشباب المسلم" , ولا عن المعادلة السياسية والعسكرية الجديدة التي افرزتها الوقائع ان ميدانيا .. او خلال قيادة المفاوضات الشاقة التي ادت الى وقف جولة العنف الاخيرة ؟ .
اما مدارس الاونروا التي تم اخلاؤها , فظهرت كانها عبارة عن دشم ومتاريس متقابلة بين محاور القتال لدى الطرفين , وتم استخدامها كأكياس رمل حيث تم خرق واحداث فجوات في جدرانها لتنقل المسلحين من غرفة الى اخرى , وقد تضررت هذه المدارس بشكل كبير من الداخل والخارج على حد سواء وتحتاج لعملية ترميم واعادة تاهيل من جديد .
حماس
وتعقيباً على إنجاز خطوة انتشار القوة الأمنية المشتركة" قرب مدارس الأونروا في مخيّم عين الحلوة وإخلائها من المسلّحين، أكّد ممثل "حركة المقاومة الإسلامية حماس" الدكتور أحمد عبد الهادي الآتي:
1. تُعتبر هذه الخطوة هامّة جدّاً وفي الاتّجاه الصحيح، ضمن تنفيذ مبادرة دولة الرئيس نبيه برّي، في إطار إنهاء الأزمة في المخيم وإعادة الحياة إلى طبيعتها، وإعادة أهلنا النازحين، وتسليم المشتبه فيهم إلى السلطات اللبنانية.
2. نؤكّد على أهمية وضرورة تنفيذ باقي الخطوات وخصوصاً إزالة المظاهر المسلّحة وسحب المسلّحين، وتسليم المشتبه فيهم، علماً أنّنا ملتزمون بالعمل الجاد بالتعاون مع القوى الاسلامية والوطنية من أجل تحقيق هذا البند تنفيذاً لمبادرة الرئيس برّي.
3. نشكر كل من أسهم في تذليل العقبات وإنجاح هذه الخطوة، من المرجعيّات اللبنانية وفي مقدّمتهم دولة الرئيس برّي، والمرجعيّات الفلسطينية، كما نخص بالشكر القوّة الأمنية المشتركة قيادة وضبّاطاً وعناصر، على جهودها الكبيرة وتضحياتها المقدّرة في حفظ الأمن والاستقرار في المخيم، والتي تنم عن مسؤولية وطنية عالية.
4. نطالب الأونروا باستلام المدارس، والمبادرة فوراً إلى البدء بإجراء عمليات الصيانة فيها، وتهيئتها لاستيعاب طلّابنا ضمن العام الدراسي الحالي.
الشيخ حمود
وكان قد عقد اجتماع في مكتب الشيخ ماهر حمود في صيدا ، ضم الحاج محمد الجباوي والحاج بسام كجك والحاج عباس قبلان عن حركة أمل، د. احمد عبد الهادي، د. ايمن شناعة عن حركة حماس، ايمن شريدة وابراهيم السعدي عن عصبة الانصار ، ومدير مكتب الشيخ حمود الحاج عبد السلام الصالح.
المجتمعون بحثوا في ازالة مخاوف جميع الفرقاء من استكمال انتشار القوة الامنية المشتركة، بعد اخلاء المدارس من المسلحين، تمهيدا لازالة جميع المظاهر المسلحة، واستمرار الجهود الهادفة لتسليم المطلوبين . والاجتماع استكمالا للاجتماعات التي عقدت في سفارة دولة فلسطين , علما ان الانطباع أن الامور تجري بشكل طبيعي .
"الجماعة" و"امل"
وكان نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود قد التقى عضو المكتب السياسي لحركة أمل الحاج بسام كجك في مركز "الجماعة" في صيدا ، بحضور عضو مكتب صيدا في "الجماعة" الحاج سامر حسنى.
جرى خلال اللقاء التداول بالتطورات الإيجابية في مخيم عين الحلوة بناء للإتفاق الأخير الذي أعلنه الرئيس نبيه بري، والذي ترجم على الأرض . وتم التاكيد على ضرورة إستكمال ما تم التوافق عليه لجهة تسليم المشتبه بهم بمقتل اللواء العرموشي وفرهود إلى السلطات اللبنانية.
كما دعا المجتمعون إلى التوقف عن كل الأعمال التي تترك آثاراً سلبية على حالة الإستقرار لكي يتمكن النازحون من العودة الآمنة إلى بيوتهم.