
محمد صالح
... مع الانهيار المتمادي للدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها واداراتها العامة , وتقاعسها عن القيام بواجباتها على كافة المستويات , وانعكاس هذا الانهيار على البلديات كمرافق حيوية في المدن الكبرى والصغرى على امتداد الاراضى اللبنانية , والتي تعاني من شح مالي ادى الى شلل في كل قطاعات الخدمات المعنية بها , وخاصة قطاع البيئة ومتفرعاته الكثيرة والمكلفة ماديا , واهمها مسالة النفايات , وهي من الملفات الساخنة والمستعصية عن الحل في لبنان .
في ظل هذا الانهيار الذي طال كل معالم الادارة في الدولة اللبنانية , برزت حاجة البلديات الى تشكيل "لجان دعم البلديات" او "لجان الاحياء" لمساعدتها في تامين ما تيسر من الخدمات للاهالي وخاصة في ملف النفايات..
وبزيادة حجم طلبات الاهالي الى الخدمة من اوسع ابوابها على كافة الصعد , ومع تراكم وتكدس النفايات في كل الشوارع والساحات , الامر الذي شكل هما بيئيا يوميا ضاغطا على البلديات, وهي التي تعاني اصلا من شح مالي كبير , باتت الحاجة الى "الهيئات" و"الجمعيات" و"اللجان" الداعمة والفاعلة اكثر من ملحة وضرورية لمساعدتها في سد النقص , وتحمل جزء من المسؤولية المجتمعية , بهدف تامين الحد المقبول من الخدمات للمواطنين , خاصة في ملف البيئة والنفايات ونظافة الاحياء والطرقات بشكل عام .
وانطلاقا مما تقدم تبرز الى الواجهة مدينة صيدا التي تعاني اكثر من غيرها على صعيد الملف البيئي وهذا ما يظهر في شوارع المدينة بوضوح حيث تتراكم النفايات يوميا في طرقاتها واحيائها وساحاتها ..
"جمعية محمد زيدان للانماء"
ولمساعدة البلدية في تحمل المسؤولية انبرت "جمعية محمد زيدان للانماء" اولا وبادرت الى القيام بكل الاعمال المتعلقة بمدينة صيدا القديمة , والتي تشمل جمع النفايات وتنظيف وشطف الطرقات والاحياء والساحات يوميا بالتنسيق مع البلدية , و"الجمعية" مستمرة بتحمل هذه المسؤولية في المدينة القديمة منذ عدة اشهر ... هذا الامر اظهر اهمية دور الجمعيات والهيئات في عاصمة الجنوب صيدا في هذا المجال .
"حملة الأوفياء لصيدا"
وبعد فترة اعلن عن ولادة "حملة الأوفياء لصيدا"(تضم مجموعة من التجار) وقد اخذت على عاتقها تنظيف شوارع واحياء مدينة صيدا الادارية (باستثناء المدينة القديمة) وتشمل اعمالها رفع النفايات بشكل شبه يومي بالتنسيق مع البلدية مع تامين مستوعبات جديدة للقمامة.
"لجنة دعم صندوق التكافل"
..ومع تسلم الدكتور حازم بديع مهام رئاسة بلدية صيدا خلفا للمهندس محمد السعودي تشكلت في المدينة "لجنة" تضم مجموعة من الشباب ارتأت مساعدة رئيس البلدية الجديد في مهمته من خلال دعم ومؤازرة "صندوق التكافل" في البلدية ماليا , ليس بهدف جمع النفايات من الاحياء والشوارع فقط , بل ايضا دعم شرطة البلدية وتقديم العون والمساعدة للعناصر واصلاح السيارات المعطلة , ودعم ومؤازرة عناصر اطفاء صيدا بكل ما يحتاجونه , وغيرها من اعمال في المدينة .
علما ان هذه "اللجنة" باشرت مهامها فور تسلم الدكتور بديع رئاسة البلدية من خلال المساعدة في تنظيف وسطيات الشوارع الرئيسية والساحات من المخلفات والحشائش الطفيلية واليابسة , وتنظيق اقنية الصرف الصحي في المدينة .
بالاضافة الى الاعمال البيئية التي تقوم بها الجمعيات الاهلية في المدينة على الصعيد البيئي بالتنسيق مع "مؤسسه الدكتور نزيه البزري" وغيرها كتنظيف الشوارع من الاوساخ والنفايات.




