بقلم
خليل ابراهيم المتبولي
غزّة ... تستيقظ كلّ ليلة وتنام كلّ صباح على الألام والجراح على القهر والعذاب , على الدمار والخراب , على الموت والشهادة ...
غزّة ... سقطت كلّ أسوارها , تهدّمت كلّ قلاعها , تقطّعت كلّ أوصالها واسودّت كلّ دروبها ,اختلط الدم بالدم والصمت بالضجيج. انمحت الظلال عن كلّ مكان وعمّ الظلام في الزمان وتدلت الأرواح في اللامكان واللازمان ...
غزّة ... صارت الشاهدة المقتولة بل الشهيدة المذبوحة على أعتاب المساجد والكنائس وجميع دور العبادة ، صارت التعب , الصدئ المدوزَن على شجن أوتار القيثارة ، صارت أكبر من أن تخشى جراحها وأكبر من مرارة ألامها وأكبر من قهر عذابها ، صارت أكبر نصٍّ من نصوص التراجيديا في عالم القراءة ...
غزّة ... تندفع بمواقيت التاريخ , العابرة من محطة إلى أخرى ضمن سلسلة طوفانات كبرى , تخلخل الأرض وتقلب المصير والمسيرة ...
غزّة ... تعانق أنفاس أهلها وتنشر دمهم على الأفق أضحيةً شاحبة صامتة لسيادة الظلم والقهر والحزن المطمور في قعر البؤس وفي هدير الأرض الشريدة ...
غزّة ... ألامها تنبت أسلحة محصّنة بالكبرياء والمفخرة , أوجاعها تثمر كرامة وعزّة مفتخرة , وشهداؤها قوافل على دروب الرياض المُزهرة ...
غزّة ... الأرض التي لا تموت رغم ارتفاع التابوت على التابوت وانتشار رايات السكوت وسحق ذكريات البيوت .
غزّة لا ولن تموت ...