بقلم
طلال أرقه دان
تأتي الذكرى التاسعة والثلاثين لمحاولة العدو الصهيوني اغتيال رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى معروف سعد، والأمة تعيش لحظة فارقة في تاريخها، حيث يستمر العدوان الصهيوني مدعوماً من الامبريالية الأميركية على غير ساحة من ساحات الأمة، من غزة إلى لبنان إلى العراق واليمن، في ظل لامبالاة دولية عن كل المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد أهلنا المدنيين إمعاناً في سياسة الاقتلاع الوحشي والتهجير القسري الممنهج .. لكن ما يثلج القلب وسط هذا الدمار والخراب والحرائق والدخان استمرار المقاومين ثابتين في خنادقهم وأنفاقهم حيث يكمنون لآليات العدو وجنوده مذيقينهم طعم الهزائم والخيبة المرة جراء عدم تمكين العدو من تحقيق أهدافه، على الرغم من مرور نحو أربعة أشهر على العدوان، لا يزال المقاومين الأبطال على أعلى درجات من الثقة بالنفس نتيجة إيمانهم بالله وبعدالة قضيتهم ، راسخين في الأرض، مقدمين الدم والأرواح والمهج، ملحقين بالعدو الهزيمة تلو الهزيمة، ملتحمين مع جنوده بأشرس أنواع المعارك، واضعين نصب أعينهم إما النصر أو الشهادة.
في ذكرى محاولة اغتيالك أبا معروف .. نستذكر بكثير من الفخار دورك في قيادة المقاومة الوطنية في صيدا ومنطقتها، يوم انخرط الشباب الوطني اللبناني والفلسطيني في العمل المقاوم .. يكفي صيدا فخراً ما ذكره العدد السنوي لجريدة السفير عام ١٩٨٤ التي عنونت صدر صفحتها الأولى بأن نحو أربعة آلاف عملية ضد العدو نفذت في صيدا ومنطقتها، ما مهد لإجبار العدو على الانسحاب في العام التالي جاراً وراءه أذيال الخيبة والهزيمة.
إن المقاومة اليوم تدخل طوراً جديداً من كفاحها ضد الاحتلال الصهيوني .. وكأني بك وأنت في عليائك تطل على واقع الأمة، فترتسم على وجهك ملامح الرضى لناحية استمرار المقاومة وأخذها أبعاداً جديدة من حيث تطور قدراتها التسليحية والبشرية والعملية، ما يبشر بأن ما ناضلت من أجله مع إخوانك في التنظيم الشعبي الناصري ومن خلال تحالفك مع فصائل الثورة الفلسطينية قد كان الخيار الموضوعي والطريق الصحيح لاستعادة الأرض وكنس الاحتلال.
في ذكرى محاولة اغتيالك الآثمة .. أبو معروف .. تحية إلى روحك الطاهرة .. وعهداً منا أن نبقى حاملين لرايتك، ثابتين على مبادئك وتعاليمه حتى تحقيق أهدافنا في الحرية والتحرر والانعتاق.