
محمد صالح
مع اختتام شهر رمضان المبارك في صيدا القديمة وما شهدته من فعاليات وانشطة.. يعود السؤال الذي يتردد كل عام في اخر يوم من ايام الشهر الفضيل وهو "لماذا لا تطلق هذه الحيوية وتلك المبادرات طوال العام .. وليس فقط في شهر رمضان؟" . و"لماذا تتوقف تلك الانشطة والفعاليات مباشرة بعد نهاية شهر رمضان المبارك وتعود المدينة القديمة الى صمتها ورتابتها ويتوقف ذاك الضجيج مع الصخب ؟؟ ..
والمدينة القديمة لصيدا وما تشكل وترمز اليه على الصعيد التراثي - التاريخي والعراقة الحضارية في كل معالمها ومكوناتها العمرانية لا تقل اهمية عن اية مدينة متوسطية قديمة مشابهة لناحية الجذب السياحي والعمراني ..
لكن للاجابة على اسئلة من هذا النوع.. فهذا امر مرتبط باكثر من راي وسرد حالي وسابق , ويعود لعوامل عدة يجب توافرها , ان كانت عوامل فردية شخصية , او جماعية , او سياسية, او من قبل الجمعيات والمؤسسات الاهلية او البلدية .. وعلى صعيد البلد (لبنان) بشكل عام .. وجميعها يجب تضافرها مع بعضها البعض قبل اي شيء اخر .. وهذا الامر غير متوفر حاليا والإجابة عليه مؤجلة .
في مطلق الاحوال فان الانشطة التي شهدتها المدينة القديمة طوال شهر رمضان , وذاك الضجيج والصخب الذي عمّ في ارجائها كل ليلة حتى مطلع الفجر تراوح بين الامسيات والابتهالات والاناشيد الدينية والفرق المولوية , والامسيات الفنية الطربية, ومعارض للرسومات وللمشغولات والحرف اليدوية والماكولات الشعبية التراثية الصيداوية القديمة.. ناهيك عن الحركة الاقتصادية النشطة التي انتعشت بسبب توافد الاف الزوار على مدى ثلاثين يوما بلياليها الى ساحاتها وخاناتها ومتاحفها وازقتها الضيقة وحركّت مقاهيها الشعبية ومطاعمها كالفول المدمس والحمص المتبل والافران التي تعد المناقيش على انواعها وغيرها ..
كل هذه الحركة النشطة جاءت نتيجة مبادرات اطلقت على مدى سنوات وسنوات ان من قبل البلدية او المؤسسات والجمعيات الاهلية المحلية و الدولية .. الى ان استقرت تلك الحركة حاليا على ما هي عليه اليوم .. وهي مبادرات كانت قد بدات سابقا من خلال اعمال ترميم واعادة تاهيل الحجر والبيوت القديمة والاحياء الضيقة , وصولا الى المبادرة التي اطلقتها منذ مدة "جمعية محمد زيدان للانماء" وهي متواصلة , وترواحت بين اعادة تاهيل الاحياء والبيوت القديمة مع الواجهة البحرية ,مع المشروع التراثي العمراني الذي تعده ل"ساحة باب السراي" بالتعاون مع الجامعة العربية - كلية العمارة .. وهذا بالتوازي مع مبادرة "جمعية محمد زيدان" لتنظيف صيدا القديمة وازالة النفايات منها وغيرها من اعمال بيئية تدخل في هذا الاطار.. كل ذلك ساهم في اظهار المدينة القديمة على ما هي عليه اليوم , واضاف إليها رونقا جماليا ساهم بما تشهده المدينة القديمة من نشاط واسع متنوع في المجالات المختلفة الانفة الذكر .
وفي هذا الاطار تشير "جمعية التنمية للانسان والبيئة" في بيان لها الى "الادوار المميزة التي لعبتها كل الاطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات الاهلية في صيدا وتكاملها مع بعضها البعض خلال شهر رمضان , قد ساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية... وان تعاونها فيما بينها ان من خلال المجلس البلدي الحالي والسابق , وكافة الجمعيات الناشطة وفي مقدمها "تجمع المؤسسات الاهلية"، وبشكل خاص "جمعية محمد زيدان للانماء" بشخص السيد محمد زيدان , وغيرها من الجمعيات الكشفية وشباب صيدا القديمة قد ادى لانجاح فاعليات المدينة القديمة وهي جهود تشكر عليها".
وختمت "جمعية التنمية للانسان والبيئة" بيانها بالقول "ان تجربة هذا الشهر المبارك تؤكد على أهمية التعاون بين الجميع واطلاق المبادرات المختلفة بين مكونات المدينة بكل اتجاهاتها يؤدي لانجاح فعاليات وانشطة من هذا النوع في شهر رمضان .. وهي تجربة تستحق الدرس من اجل تطوير المدينة وتنميتها في مختلف الميادين وعلى امتداد اشهر السنة".


