بقلم
طلال أرقدان
حمزة البزري .. الخال الذي أحبنا وأحببناه .. ما عرفناه إلا أخاً ناصرياً مخلصاً لانتمائه ومبادئه ..
لم يساوم مرة على موقف أو قضية .. كانت قناعاته لا تعرف تدوير الزوايا أو انصاف الحلول .. وكم من مرة كلفته ثوابته خصومات حتى مع أقرب المقربين إليه، ومع ذلك كان يملك بداخله كل الطيبة والمحبة المخلصة الصادقة ..
حمزة البزري .. كان دائماً قريباً من مركز القرار، لكنه كان يصر على أن يبقى خارج دائرة الضوء .. لم يغره أن يكون في قلب الصورة أو أن يكون محور خبر .. كان يبتعد عن الإعلام، جل دأبه أن يعمل بصمت في خدمة مبادئه وقناعاته الفكرية والسياسية..
اليوم ارتحل أبو محمد، الخال، وهو اللقب الأعز إلى قلبه .. ربما لم يستطع قلبه أن يحتمل قسوة الفظائع التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من ثمانية أشهر .. حمل سنواته التسعين ومضى إلى حيث عدالة السماء المطلقة ..
ونحن إذ نفتقد حمزة البزري اليوم، إنما نفتقد بغيابه خصالاً ونبلاً عز نظيره، وسمواً ورفعة جعلت من أبا محمد أنموذجاً في الإخلاص والتفاني والجرأة والإقدام..
ستفتقدك صيدا التي أحببت .. وسيفتقدك جيل عرفك وعايشك عن قرب، ولم يجد فيك إلا الرجل الطيب الصلب، والعنيد في الحق الذي لم يساوم مرة على قناعاته ومبادئه مهما غلت التضحيات..
وداعاً أيها الأخ العزيز أبا محمد ..