صيدا - "الإتجاه".
برعاية وحضور وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين ، نظمت "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" بالشراكة مع بلدية صيدا والوكالة الإسبانية للتعاون والتنمية الدولية (AECID) إجتماعاً في البلدية خصص للبحث في " التكيّف مع المناخ من خلال الحلول القائمة على الطبيعة (NBS- Nature-based Solutions ) وإطلاق مشروع لتعزيز المساحات الخضراء في المدينة ومعالجة وإعادة استخدام المياه المبتذلة في الممرات المائية.
وهدف الإجتماع مناقشة الواقع الوطني والمحلي للممرات المائية وإعادة استعمال المياه المبتذلة ( Water Circularity ) ومقاربة هذا الواقع من خلال تفعيل الحلول القائمة على الطبيعة عبر مشروع متكامل، يسلط الضوء على إمكانيات تفعيل التكامل بين العمل من أجل المناخ والتنمية وبناء القدرات المجتمعية.
الحضور
شارك في الإجتماع: رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع، ومدير عام الطرق والمباني في وزارة الأشغال المهندس علي حب الله ورئيس مصلحة المنشآت والصيانة في الوزارة المهندس حسن بزي ، رئيس مصلحة استثمار مرفأ صيدا المهندس عماد الحاج شحادة ، ورئيسة المرفأ السيدة ميريام سليمان ، ومستشار الوزير ياسين الدكتور حسن دهيني ، وحضر عن وزارة الطاقة رئيس مصلحة الإدارة المركزية في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي المهندس حسين الغول ورئيس دائرة مراقبة التنفيذ في مؤسسة مياه الجنوب المهندس قاسم خليفة، رئيسة دائرة الترخيص والمراقبة في مصلحة الصناعة في لبنان الجنوبي المهندسة هانية الزعتري.. وأمين سر تجمع المؤسسات الأهلية ماجد حمتو والمهندسة سهاد عفارة والمديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري الدكتورة روبينا أبو زينب وفريق عمل المؤسسة.
بديع
استهل الإجتماع بكلمة رئيس البلدية الدكتور حازم بديع استعرض فيها واقع بحر وشاطئ صيدا وما عاناه ويعانيه من تلوث جراء مشكلتي الصرف الصحي والنفايات ، وما قامت وتقوم به بلدية صيدا هذا العام بالتعاون مع مؤسسة مياه الجنوبي ووزارة الأشغال على 3 مسارات : موضوع الصرف الصحي لجهة استبدال المضختين الرئيستين على الشاطئ وتأمين استمرار تشغيلهما .واستحداث ريغارين على الخط الأساسي يسمحان دائما بتنظيفه دون تعريض عمال البلدية للخطر وبوقت اقل، وبما يساهم بتخفيف التلوث عن الشاطئ. والمسار الثالث موضوع معمل النفايات لجهة متابعة علمية مراقبته من قبل البلدي واللجنة التشاركية من اجل أن يشتغل بطريقة بيئية صحيحة ".ورأى بديع أن "فكرة المشروع النموذجي السباق الذي نحن بصدده اليوم أيضا هي خطوة الى الأمام للحد من تلوث شاطئ صيدا ".
الحريري
وتحدثت السيدة الحريري فقالت" نحن شعب معروف عنه سرعة التكيف مع كل الظروف. لكن في موضوع تغير المناخ الأمر يختلف لأن له معطيات علمية وبيئية ونمط محدد في كيفية مقاربته " متوجهة بالشكر لرئيس المجلس البلدي الدكتور حازم بديع على التعاون وشاكرة الرئيس السابق المهندس محمد السعودي الذي "اعطى من وقته وجهده 13 سنة استطاع خلالها ان يحول البلدية الى مكان يجمع كل الناس".
ولفتت الحريري الى الوزارات التي تتداخل صلاحياتها في هذا المشروع لا سيما وزارتا الأشغال والطاقة ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي ،وأملت أن نكون بهذا المشروع ان نقدم نموذجا وأن نصل الى حلول ونتعاون لإزالة التلوث من بحر صيدا
ياسين
والقى الوزير ياسين كلمة قال فيها أن هذا المشروع يتميز بثلاث خصائص مهمة تجعله فعلاً نموذجياً:
* الأولى : أنه يقارب موضوع تلوث الموارد المائية .فمنذ عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الآن هناك استثمارات هائلة بموضوع الصرف الصحي بمئات ملايين الدولارات في المدن الساحلية ، ولكن معظم هذه المنشآت لا تعمل بالطريقة المناسبة وهذا له علاقة بنظام الحكوكة والإدارة لهذه المنشآت وبالوزارات والبلديات، ولم ننجح بادارة هذا الملف بالشكل المناسب. وان شاء الله بالتعاون مع وزارة الطاقة ومؤسسات المياه وأيضا بالتعاون المقبل مع الاتحاد الأوروبي واليونيسف نستطيع أن نشغل عدداً مهماً من محطات تكرير المياه المبتذلة . وكل هذا يأخذنا الى الحل النموذجي الذي نناقشه اليوم في صيدا لمشكلة تلوث الموارد المائية وخاصة الأنهر في لبنان، لجهة تصميمه ومعالجته لتلوث المياه في نهر الأولي ، وأيضاً كونه قليل الكلفة .
* الثانية : انه يقارب موضوع التغيرات المناخية.. ونحن هذا العام ذاهبون الى رابع قمة للمناخ ، ونرى التغير المناخي الذي يحصل وكيفية مقاربته على مستوى لبنان وكيف تطور اهتمامنا به الى الاندفاع الأكبر والذي نراه اكثر حضورا للبلديات والوزارات وخاصة المجتمع المدني والبيئي بموضوع التغير المناخي لأنه فعلاً تبين ان التغيرات المناخية ستكون مؤثرة الآن وبالمستقبل الآتي . والمشروع النموذجي الذي نناقشه اليوم يقارب تأثيرات التغيرات المناخية على المناطق الساحلية والتي ستكون مكلفة صحياً وبيئياً واقتصادياً ، وبالتالي فإن مواجهتها منذ الآن عمل جداً مهم .
الثالثة : هذا العمل التشاركي من وزارات وبلدية ومؤسسة الحريري وهيئات أهلية وأكاديميين ، يظهر ان الحلول التشاركية في صميم العمل البيئي جداً مهمة، وهذا يؤكد اننا قادرون عبر العمل معا في ظروف سياسية وظروف منطقة ليست ربما مؤاتية للعمل ، ان نتعاون معاً وزارات وادارات محلية ومجتمعاً مدنياً واهلياً لوضع هذا الحل . ونحن كوزارة فخورون جداً بأننا جزء من العمل الذي تقومون به ونؤكد اننا سنكون جزءاً داعماً لهذا العمل وبعد ان ينجح في صيدا سنعممه ان شاء الله على مدن ومناطق أخرى .
سلامة
وجرى عرض عام من قبل منسق برنامج الاستدامة والعمل من أجل المناخ في مؤسسة الحريري المهندس كريم سلامة حول الاستراتيجية البيئية للمؤسسة فاشار الى ان "مجال الحلول القائمة على الطبيعة يقع ضمن منهجيات تعزيز البنية التحتية الخضراء، ويستهدف التكيف مع تغير المناخ من خلال مجالات استخدام الأراضي والتنوع البيولوجي والمياه، وبالتالي فإن هذا المشروع يمثل بطاقة مبادرة بحد ذاته، مما يؤكد أهميته في تحقيق أهداف خارطة الطريق".
عاكوم
وقدم مدير المشروع والمنسق التقني لبرنامج الإستدامة والعمل من أجل المناخ المهندس جهاد عاكوم عرضاً حول واقع الأنهار العشرة الأساسية على الساحل اللبناني، والتي أظهرت احدى الدراسات تلوث حاد لـ 60% من الأنهار الساحلية من ضمنها نهر الأولي في صيدا، في حين أن 11 من أصل 78 محطة معالجة للمياه المبتذلة في لبنان تتخطى مرحلة المعالجة الأولية و 100% من حجم المياه المبتذلة في المحطات الأخرى مصرّف إلى المسطحات المائية.
أبي النصر
وعرض الخبير في التخطيط والتصميم البيئي ومستشار مؤسسة الحريري للحلول القائمة على الطبيعة الدكتور ياسر أبي النصر تفاصيل وآلية تنفيذ مشروع "المساحات الخضراء ومعالجة وإعادة استخدام المياه المبتذلة في صيدا".
من جهته أشار مدير البحث والتطوير في مؤسسة الحريري المهندس محمد الحريري الى أن موقع المشروع في منطقة مصب الأولي شمالي صيدا سيكون مساحة مفتوحة للجميع على ملتقى النهر بالبحر للتعرف إلى الحلول القائمة على الطبيعة من خلال البرامج البيئية لـ" أكاديمية التواصل والقيادة – علا".
وبعد ذلك ، زار الوزير ياسين برفقة السيدة الحريري والدكتور بديع والحضور منطقة الأولي وعاينوا موقع المشروع عند مصب نهر الأولي في البحر بحضور رئيس "جمعية أصدقاء زيرة وشاطىء صيدا" الأستاذ ربيع العوجي .