محمد صالح
إن ما جرى بالامس بالرغم من فداحته وجسامته على كافة المستويات , خاصة انه استهدف بنية المقاومة لدى "حزب الله".. فقد جاءت نتيجته الوطنية في صيدا وكل لبنان على عكس تمنيات رياح التفجير الصهيوني التي عصفت لكسر ارادة اللبنانيين , لا سيما على مستوى صيدا والجنوب ..فقد زاد ما حصل الصيداويين والجنوبيين قوة وثباتاً بتعاضدهم وتضامنهم وتكاتفهم مع بعضهم البعض لتضميد الجرح الجنوبي المقاوم النازف دفاعا عن الحق وعن غزة وفلسطين.. وعن لبنان .
فعاصمة الجنوب صيدا تضامنت اليوم مع جراح وآلام الجنوبيين , بعد ان هبّ بالامس معظم شباب اهل المدينة والمخيمات الفلسطينية للتبرع بدمهم لبلسمة جراح اخوتهم ابناء الجنوب الذين احتضنتهم المراكز الطبية والمستشفيات والهيئات الاسعافية في صيدا وقدمت لهم كامل العناية والرعاية الاستشفائية على اكمل وجه بعد ان سارع الكادر الطبي والتمريضي لمعالجتهم اثر الاعتداء الصهيوني بتفجير اجهزة ال "بايجر" التي كانوا يحملونها.
وقد نجحت المراكز الطبية والاستشفائية في صيدا في امتحان الامس وعالجت كل المصابين الذين توافدوا اليها دفعة واحدة وبنفس الوقت عبر سيارات هيئات الاسعاف التي تقاطرت من كل مدينة وقرية وشارع في الجنوب ناقلة مصابين ومعظمهم تعرض لنفس الاصابة في العين والوجه بشكل عام واليد والخاصرة , وتفاوتت اصابتهم بين البليغة والمتوسطة.
انها مناورة باللحم الحي والدم ادى فيها كل الكادر الطبي والتمريضي والاسعافي والاداري دون استثناء في صيدا دوره بكل روح وطنية وانسانية وطبية عالية وانجز المهمة بحرفيه مهنية رفيعة المستوى بعد ان تحولت كل مستشفى ومركز طبي في المدينة الى خلية نحل لتضميد جراح ابناء الجنوب النازفة .
بلدية صيدا
وكان مجلس بلدية صيدا برئاسة الدكتور حازم بديع قد ادان في بيان "الجريمة السيبرانية الإسرائيلية التي إستهدفت بالتفجير أجهزة إتصالات "بايجر" في عدة مناطق لبنانية وسقط مصابون شهداء وجرحى بينهم عدد كبير من المدنيين والمقاومين".
واعتبر بيان المجلس "أن هذه الجريمة البشعة تكشف الطبيعة العدوانية لهذا العدو التواقة لسفك الدماء البريئة، ضاربا عرض الحائط بكل النداءات الإنسانية والدولية لوقف حرب الإبادة والدمار في كل من فلسطين المحتلة ولبنان.
ووجه المجلس التحية للصامدين في أرضهم، مؤكدا حق الشعب اللبناني بمقاومة الإحتلال الإسرائيلي والدفاع عن أرض الوطن. كما تقدم المجلس بالتعزية بشهداء الجريمة الإسرائيلية متمنيا الشفاء العاجل لكافة المصابين".
وأعلن المجلس البلدي لصيدا عن وقف كافة النشاطات المقرر إقامتها في البلدية بالنظر للظروف الراهنة والمصاب الجلل الذي أصاب كل لبنان في الصميم".
بدوره الغى رئيس البلدية الدكتور بديع كافة مواعيده للقيام بواجب المواكبة الطبية وإجراء الإسعاف والعمليات الجراحية اللازمة للمصابين كجراح وكمدير للجهاز الطبي في "مركز لبيب الطبي" في صيدا.
الادارات الرسمية والتربوية والنقابية
كما تضامنت الادارات الرسمية في سرايا صيدا اليوم مع جراح ودم اهل الجنوب حيث لازم الموظفون مكاتبهم وتوقفوا عن العمل حداداً على ارواح الشهداء ، مع التمني الشفاء العاجل للجرحى.
وبالنسبة للجامعات والمدارس الرسمية والخاصة فقد لبت دعوة وزير التربية الدكتور عباس الحلبي باغلاق ابوابها تعبيراً عن استنكارها لهذا العدوان "السيبراني" الصهيوني .
كما ان نقابات العمال والمستخدمين في الجنوب قد تضامنت هي ايضا واعلنت الاضراب بما فيها نقابتا المصفاة والمصب في منشات الزهراني .
.. انها صيدا وهذا هو الجنوب , لذا فان عاصمة الجنوب كانت على قدر عال جدا من المسؤولية الوطنية وروح التضامن الاهلي والمجتمعي بكل اطيافها السياسية والعلمائية وفعالياتها الاجتماعية والاستشفائية - الطبية والاسعافية والبلدية والاقتصادية والتجارية والاغاثية والتربوية .. ونكرر القول إن ما حصل قد زاد الصيداويين والجنوبيين قوة وثباتاً بتعاضدهم وتضامنهم وتكاتفهم مع بعضهم البعض لتضميد الجرح الجنوبي المقاوم النازف دفاعا عن الحق وعن غزة وفلسطين.. وعن لبنان ... انه عهد صيدا مع الجنوب.
الصورة : (نقلا عن وسائل التواصل الاجتماعي)