محمد صالح
في كل حرب اسرائيلية مدمرة على لبنان وتحديدا على الجنوب كان نزوح الاهالي من المناطق الجنوبية التي تتعرض للقصف والتدمير سمة كل تلك الحروب الاسرائيلية التي كان اخرها حرب العام 2006 .
في كل تلك الحروب الاسرائيلية على الجنوب وما كانت تؤدي اليه من نزوح كثيف للاهالي حيث كانت عاصمة الجنوب مدينة صيدا محطة رئيسية واساسية للوافدين من الجنوب وهم الذين اعتادوا على استقبال اهالي المدينة لهم في كل محطات ترك بيوتهم بسبب الاعتداءات الاسرائيلية .
في حرب العام 2006 برز دور مهم جدا ل"تجمع المؤسسات الاهلية في صيدًا والجوار" في اغاثة النازحين وتامين مراكز الايواء لهم مع الكساء والغذاء والطبابة بالتعاون طبعا مع بلدية صيدا والفعاليات السياسية والاجتماعية وغيرها .
وحاليا في العام 2024 في هذه الحرب المجنونة التي يشنها العدو الاسرائيلي والدائرة على ارض الجنوب وتطال معظم الاراضي اللبنانية , هي الحرب التي فاقت وتفوقت شهوة القتل والتدمير والتهجير لدى العدو الاسرائيلي كل تقدير او تصور وتوقع وتجاوزت كل الحروب الاسرائيلية السابقة على الجنوب ولبنان.. كانت وجهة قسم كبير من النازحين الجنوبيين صيدا حيث جرى استقبالهم في مراكز ايواء في النطاق الاداري للمدينة وقرى قضاء صيدا .
وعلى الفور تحرك رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع وشكل "غرفة عمليات لادارة الكوارث" وعقد اجتماعات تنسيقية وتشاورية مع محافظ الجنوب منصور ضو الذي بدورة شكّل "غرفة عمليات اغاثية" على صعيد محافظة الجنوب.
وكان ل"تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا والجوار" دورا اساسيا في الاجتماعات التنسيقية مع المحافظ ضو ورئيس البلدية الدكتور بديع وذلك نظرا للخبرات التي راكمتها والتجربة التي خاضتها في هذا المجال على امتداد اكثر من ثلاثين سنة من العمل الجاد في ادارة الكوارث الناتجة عن الحروب ومن بينها النزوح الجماعي خاصة من الجنوب. اضافة الى "جمعية محمد زيدان للانماء في صيدا" التي اخذت على عاتقها تقديم مبادرات اغاثية متعددة امنتها على عاتقها لعدد من مراكز الايواء في المدينة بالتنسيق مع بلدية صيدا .
وحالياً يوجد ضمن نطاق صيدا الإداري حوالي ثمانية آلاف نازح في 25 مركز إيواء ,بما فيها مراكز ايواء "الاونروا", اضافة الى ثلاثة عشرة الف في المنازل في صيدا ومنطقتها , وذلك استناداً الى أرقام التسجيل من خلال الاستمارات والجولات التي يقوم بها لجان ومتطوعون في البيوت والعائلات التي تأتي وتسجل في البلدية, اضافة الى اعداد من النازحين في محيط صيدا غير مسجلين لتاريخه ويقيمون في بيوت حيث تجري متابعة أوضاعهم مع رؤساء البلديات ومع المحافظة ... الا ان الاهم ومنذ بداية الازمة اتخذ قرار من كل المعنيين في صيدا بان لا تبقى اية عائلة جنوبية نازحة وصلت الى صيدا في الشارع وان يتم تأمين ماوى لها مباشرة .
و"تجمع المؤسسات الاهلية" في صيدا يعمل وفق التعاون والتنسيق والتكامل مع النواب ومحافظ الجنوب ورئيس بلدية صيدا وسائر رؤساء البلديات والفعاليات في منطقة صيدا , اضافة الى التنسيق الدائم مع "خلية الأزمة" في بلدية صيدا والمنظمات الدولية من اجل استيعاب موجات النازحين واستقبالهم وتوزيعهم على مراكز الايواء المعتمدة في المدينة ومن ثم العمل على تامين المستلزمات الضرورية لهم .
وصيدا من خلال التجربة الحالية مع النازحين اظهرت جهودا حثيثة وناجحة وكثيفة وتفاعلية من اجل خدمة الاهالي الوافدين من الجنوب, وان كان الامر لا يخلو في بعض الاحيان من نواقص في مركز ما , او تجهيزات وبعض المستلزمات لم تتأمن لهذا المركز الايوائي او ذاك يتم السعي والعمل لتامينها .. انما بالاجمال المؤكد بالوقائع فقد شكلت محافظة الجنوب مع بلدية صيدا وامانة سر "تجمع المؤسسات الاهلية" بالتعاون والتنسيق مع "جمعية محمد زيدان للانماء" ومدراء المدارس والجامعات والصليب الاحمر اللبناني والجمعيات الكشفية والصحية والاجتماعية والمنظمات والوزراء المعنيين مع المتطوعين الشباب وبمشاركة المواطنين ساهموا جميعهم بمهمة انقاذ وطنية واجتماعية وانسانية رائدة في خدمة الاهالي الوافدين من الجنوب .