محمد صالح
.. بالامكان القول ان صيدا من خلال فعاليات المدينة قاطبة وهيئاتها قد نجحت لغاية الان بتحدي امتحان استقبال الوافدين النازحين الجنوبيين وحسن ضيافتهم انطلاقا من حس وطني وتضامن اجتماعي تفاعلي وهي عاصمة الجنوب .. لكن سيبقى التحدي قائما امام المدينة في حال طال امد هذه الحرب.. واستفحلت ازمة النزوح بكل اعبائها وتداعياتها .
.. من هذا المنطلق يتابع رئيس بلدية المدينة الدكتور حازم خضر بديع بصفته (رئيس خلية إدارة مخاطر الأزمات والكوارث في البلدية) كل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بملف النازحين الجنوبيين الى صيدا بعد ان وصل عددهم إلى اكثر من 33000 نازح ضمن نطاق صيدا, بينهم أكثر من 8000 في مراكز إستضافتهم و13000 خارج المراكز من المسجلين إحصائيا، ونحو 12000 من غير المسجلين..لا يترك شاردة وواردة تتعلق بهذا الملف إلا ويتتبعها من كافة الجوانب الاجتماعية والصحية وحتى النفسية , اضافة الى مسالة تامين المساعدات والوجبات الغذائية الساخنة , وسائر ما يحتاجه المواطن النازح من مسائل انسانية وحاجيات خاصة .
اعباء وتداعيات هذا "الحمل" ثقيل جدا على الدكتور بديع القادم الى رئاسة بلدية العاصمة الثالثة في لبنان وعاصمة الجنوب صيدا من عالم الطب وهو الجراح في "مركز لبيب الطبي" في المدينة , علما انه امضى اكثر من عقد كعضو في مجلس بلدية المدينة ..
...وكما بات معلوما فإنه لاجل حسن ضيافة الوافدين الى صيدا تم بداية الامر تشكيل "غرفة عمليات خلية إدارة مخاطر الكوارث والأزمات" في البلدية وهي برئاسة بديع ومهمتها استقبال النازحين في المدينة وتوزيع المهام, يعاونه فريق عمل من الجمعيات والمؤسسات الاهلية والانمائية والاجتماعية والصحية والاسعافية والانقاذية العاملة في صيدا يتواجد في كل مراكز استقبال النازحين ويتولى ادارتها من النواحي التنظيمية واللوجستية والعملاتية.. ومع مرور الوقت سلكت كافة الامور والنواحي المتعلقة بالنزوح طريقها وتتابع بشكل جدي من بديع وسائر اعضاء "الخلية".
في المقابل فان القوى السياسية في صيدا من نواب وممثلين للاحزاب وفعاليات اقتصادية وتجارية واجتماعية وانمائية لم تكن بعيدة ابدا عن الاهتمام بملف النازحين, لابل على العكس من ذلك فهي تشارك بديع في حمل اعباء وتداعيات ملف النزوح في مراكز الايواء وتقف بجانبه وتساعده في مطالباته لتامين المساعدات الغذائية والمادية والصحية .. وحتى الامنية من الدولة اللبنانية والوزارات المعنية والهيئات الدولية للنازحين وللمدينة واهلها .
ولهذه الغاية عقد بديع اجتماعا تنسيقيا في بلدية صيدا شارك فيه نائبا المدينة وعدد من الفعاليات السياسية المعنية مباشرة , حيث سلمها ملفا متكاملا عن النازحين والمتطلبات والنواقص والاحتياجات من كافة النواحي .
وعقد بعد ذلك اجتماع موسع في منزل النائب اسامة سعد شارك فيه نواب صيدا ومنطقتها وبديع وفعاليات دينية وحزبية واقتصادية واجتماعية ومندوبين عن المؤسسات والجمعيات الاهلية . وقد خرج الاجتماع بتوصيات (نشرت في حينه) من بينها عقد لقاءات مع رئيس الحكومة والجهات المعنية بملف النزوح في صيدا ولبنان .
... وهذا ما حصل فعلا في الايام القليلة الماضية من خلال اللقاءات التي عقدتها فعاليات صيدا مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية القاضي بسام مولوي.
على ان تستكمل فعاليات المدينة لقاءاتها في العاصمة بيروت مع كل المعنيين بشؤون وشجون ملف النازحين .
وفي سياق متصل , فان الجمعيات الانمائية والمؤسسات الاهلية في صيدا لم تقصّر بدورها في مشاركة الدكتور بديع بحمل اعباء وتداعيات هذا الملف من خلال التنسيق معه لاسيما "تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا الجوار" التي تدير وتومن متطلبات عدد من مراكز الايواء من عدة نواحي , و"جمعية محمد زيدان للانماء" (التي عملت بداية على تأمين المازوت لمولدات الكهرباء المتواجدة في عدد من المدارس "كمراكز ايواء" لانارتها ثم تولت القيام بمبادرات مجتمعية متكاملة وتامين سخانات مياه لعدد من المراكز) , اضافة الى "الجمعيات" التي تولت بنفسها ادارة وإعداد الوجبات الساخنة وتوضيبها وايصالها الى النازحين في مراكز الايواء (جمعية المواساة وجمعية اهلنا) وغيرها من جمعيات وهيئات ... ناهيك عن المبادرات الفردية وجهودها المبذولة لخدمة النازحين وتامين المتطلبات لهم ان في مراكز الايواء او العائلات النازحة المتواجدة في المنازل من خلال التنسيق مع بديع بصفته رئيسا للبلدية ورئيس "خلية غرفة العمليات" المعنية بهذا الملف.
...في المحصلة يبقى الامل معقود على تمنيات بعدم اطالة امد هذه الازمة المتعلقة بالنزوح وتداعياته واعبائه, وتعود الامور الى نصابها ..قبل ان تبرد همّة الفعاليات والهيئات والجمعيات الداعمة .